أصل الحكاية
كالعادة خسر منتخبنا الوطني مباراته أمام منتخب الكنغو برازافيل ، وبأقل مجهود في تقديري ، قد يبدو ظاهر اداء المنتخب افضل من المباريات السابقة ، ولكن من الناحية التكتيكية كان الفرق كبيرا للغاية بين المنتخبين ، ورجحت الكفة وبلا منازع لصالح الكنغولي ، وشاهدنا التفوق العددي عند فقد الكرة في المناطق الدفاعية والتي يصل فيها عدد اللاعبين إلي سبعة وثمانية لاعبين ، وتابعنا الانتقال السريع في حالة الهجوم والانتشار والتمركز الجيد ، وكان واضحا من خلال اللقاء الاسلوب الناجح بتمرير الكرة من رجل لرجل وفي مساحات ضيقة ، وتوظيف المهارة العالية في الاستلام والتمرير لصالح الفريق .
تابعت التحليل الفني للمباراة علي قناة (بي ان سبورت) الرياضية القطرية ، من المحللين السودانيين الدكتور محمد حسين كسلا ، والمدرب محمد علي دينلسون ، وللأسف جاء الاستوديو ضعيفا للغاية ، ليؤكد الرجلين بالفعل أن أزمتنا الكروية هي أزمة منظومة متكاملة وليست أزمة جزئية خاصة بخسارة مباراة او اثنين او ثلاثة ولا هي أزمة مدرب او لاعبين ، فالتحليل أيضا جزء مهم في هذه الازمة ، ويكفي ماسمعناه أمس ليعبر عن واقعنا الذي يقول أن تحليلنا وكورتنا واحد .
الدكتور محمد حسين كسلا ، جاء للأستوديو كإسم للاعب سابق له شهرته ، وغادر كمحلل متواضع ، فالرجل لم يقل شيئا مفيدا طوال فترة التحليل الفني ، أكثر من ترديد العموميات المعروفة للمشاهد العادي ولا أبالغ إن قلت أنه بدأ غريبا عن هذا العالم (التحليل) وكأنه أقحم في هذه الحلقة إقحاما ، بدون إعداد (مذاكرة) ، تحدث كسلا كثيرا ولم يقل شيئا ، وادخل نفسه في تجربة لم يكمل جاهزيته لها .
أما محمد علي دينلسون رغم أنه كان افضل حالا من كسلا ، ولكنه أيضا لم يكن مقنعا في تقديري ، ولم يكن مركزا في ذات الوقت لما يجري داخل الاستوديو من لقطات ، مثال لذلك ، تحدث الرجل عن المشكلة الدفاعية للمنتخب السوداني ، وضرب مثالا بتقدم متوسط الدفاع أمير كمال علي حساب وظيفته الدفاعية ، وأثناء حديثه هذا تحديدا عرض المخرج ، لقطتين لهجمتين خطرتين ، تؤكدان ماذهب اليه محمد علي دينلسون بتقدم أمير كمال إلي منتصف الملعب وفقده الكرة وتسببه في كرات خطيرة علي مرمي المعز محجوب ، ركز المخرج واعاد اللقطتين أكثر من مرة ، مع ضؤ يحدد تحركات أمير كمال ، وبدلا من أن يشير دينلسون علي صحته ويقول للمشاهد ( أنظر هنا كيف حدث التقدم الخاطيء من امير كمال ، وكيف تسبب هذا التقدم في هجمتين خطرتين كاد أن ينتج عنهما هدفين) ، ترك ذلك وأخد يتحدث عن المدافع (الريح علي) والناحية اليمني والفراغات .
أيضا من النقاط التي أثارها محمد علي دينلسون ولم أجد لها تفسير سوي أنها حديث من أجل الحديث أو حديث للإستهلاك ، حديثه عن الارهاق الذي يعاني منه اللاعب السوداني بسبب ضغط مباريات الدوري ، وضرب مثلا غريبا بالدوريات العريبة ، وكيف أن هذه الدوريات في بدايتها ، ودورينا شارف علي الانتهاء ، الغريب أن محمد علي دينلسون كان في دورة تدريبية في العاصمة البريطانية (لندن) ، وتابع كيف أنة الدوري الانجليزي يسير جنبا الي جنب مع الدوريات الاوروبية للمنتخبات والاندية لانه هذا الوضع الطبيعي أن تسير منافساتك المحلية ومشاركاتك القارية مع الموسم القاري ، وإن كنت لم علاقة الدوريات العربية في هذه المقارنة العجيبة من محلل رياضي ، السؤال هل هناك شيء اسمه الدوريات العربية؟ وتحليلنا واااااحد زي كورتنا.
hassanfaroog@gmail.com