تحية أعياد الميلاد المجيد

 


 

 

د. أحمد التيجاني سيد أحمد

كنا في النوبة، التي أصبحت غريقة الآن، ونحن صغار نذهب إلى النيل مع أمهاتنا وخالاتنا وجداتنا لنحتفل بأربعينية الأطفال. كانت ضفاف النيل مهيأة لاستقبال أجيال متعاقبة من أحفاد النبي موسى عليه السلام، أولئك الذين اعتنقوا المسيحية، ثم صاروا مسلمين في عصور لاحقة.

كانت النسوة يتغنين لجدنا الأكبر موسى عليه السلام، ولعيسى عليه السلام، ولمحمد المعصوم صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، في وحدة روحية تنبض بالمحبة والإخلاص، لا تفرق بين رسالة السماء، بل تؤمن بأن الجميع أنبياء هدى وسلام.

وفي تلك المناسبات، كن يضعن حفنات من الحبوب في قوارب صغيرة من القصب، ويرسلنها على سطح الماء (والدينن أشا) كعربون شكر للملائكة الذين رافقوا موسى النوبي الرضيع، واعتنوا بحمايته حتى وصل إلى شاطئ قصر الفرعون، الذي كان يقتل كل مولود نوبي ذكر، خشية أن يزول ملكه.

وهناك، التقط الفرعون الرضيع واحتضنه في قصره، غير مدرك أن هذا الطفل سيكون يوماً ما سبباً في زوال ملكه، كما جاء في قوله تعالى:

“وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني. إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين” (سورة القصص: 7).

المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وللناس المسرة.

د. أحمد التجاني سيد أحمد، النوبي سليل الفراعنة السودً وهاجر النوبية، أم إسماعيل عليه الصلاة و السلام

٦ يناير ٢٠٢٥ روما، إيطاليا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com

 

 

آراء