تحية لملتقى الصحافة والمجتمع بدار الإتحاد ..!بقلم: مكي المغربي
شهدت بدار إتحاد الصحفيين ملتقى الصحافة والمجتمع، وأسميه ملتقى وليس مجرد "ورشة عمل"، وفي تقديري أنه كان حدثا مهما وله ما بعده، ويؤكد مقدرة الإتحاد على جمع أهل المهنة وأهل السلطة والقانون، مبادرة ممتازة ونتمنى أن تتكرر وتتوسع.
تحية للإتحاد وهو في منطقة وسطى ويقف على مسافة واحدة من كل التيارات السياسية، ونتمنى عودة المنبر الدوري للإتحاد الذي استضاف يوما، أتيم قرنق والصادق المهدي، وجلال الدقير ولام أكول ... إيه كانت أيام ..!
من فوائد الملتقى أنه كان مناسبة لتعريف المجتمع الصحفي بالأمين العام لمجلس الصحافة البروف هشام محمد عباس، وارتحت للغاية عندما استمعت إستحسانا لطرحه ومنطقه الذي أدلى به ... الحمد لله أن الوسط الصحفي "الما بعجبو العجب!" تلقاه بالقبول ... الصحفيين أصلا قبيلة إحتجاجية متمردة وقيادتها أمر صعب للغاية ..!
حسب خبرتي في العمل في أمانة الحريات في الإتحاد سابقا وفي المنظمة السودانية للحريات الصحفية وعدد من الشبكات الدولية حاليا أستطيع أن أقول أن الوعي السياسي في السودان متقدم للغاية ولكن للأسف لا توجد المواعين الواسعة والقنوات المستقرة للتعبير والحوار، للأسف نحن دائما رهن الإستفزاز، كلنا ... الحكومة رهن الإستفزاز، ورؤساء التحرير رهن الإستفزاز، والناشطون في حالة إستفزاز مستمر، والجو ملغم ونقد الذات وجلد الذات ... وإغتيال الذات هو السمة العامة لنشاطنا.
ولكن ما أن تكون هنالك ملتقيات ولقاءات جامعة ومستمرة إلا وتهدأ الأمور ... وبالذات الصوالين والجلسات غير الرسمية ... تجد فيها السودانيين موضوعيين ووهادئين وظريفين للغاية ... ولذلك أعتقد أننا بعد ملتقى الإتحاد الناجح نحتاج إلى "جلسة قهوة" حرة ومفتوحة حول ذات الموضوع وبذات التعدد ولكن بدون كاميرات مراقبة وبث .. وبدون ألقاب رسمية و"ربطات عنق"، نريد ذات الجمع وبذات التعدد ... صحافة وقانون وسلطة وقيادات إجتماعية ونزيد عليها الفناين وبالذات ... الحقيبة والعود .. كما عودناكم دائما ..!
الوسط الصحفي السوداني مقارنة بعدد من الدول فيه ثقافة ووعي ومعرفة متميزة ... ولدينا "لغة حوار" ولدينا خبرة بالديموقراطية والثورات والإنتفاضات ... ولدينا خبرة بالأنظمة الهجين والفترات الإنتقالية ... بصراحة لا يوجد شيء ينقصنا ... سوى أن نجلس ونتناقش حتى نتوصل إلى حد أدنى من التفاهم ..!
makkimag@gmail.com