تشريح لقناعتنا الذاتية والوطنية والاحتفاء بشباب المقاومة

 


 

 

حقيقة واضحة كل منا يرى الاقتتال من ذاتيته ويتباعد عن أي موقف وطني واعي ولا أحد منا يحاول أن يشكل أجماع لو بسيط لمرجعية عقل أو فهم عميق لطبيعة الصراع, وذلك لكي يحقق ولو أتزان ضعيف لفترة ما بين طموحاته الشخصية وضرورة وجود وطن مستقر, من خلال تحقيق الشراكة مع الاطياف السياسية والاجتماعية وكذلك الاعمار كهدف ديني ودنيوي والتعايش السلمي وهذا الوضع الكارثي والمشهد الآن الذي يقطع نياط القلوب والأفعال الشنيعة لطرفي الحرب ,يخصم من أنسانية الكل من هم مع الاقتتال والذين ضده وأصحاب المواقف الرمادية والذين هربوا لأن هذه الوطن ليس آباءهم وأخرون احتموا بالهويات الاجنبية طلبا للحياة ونعيم الدنيا ولا أنسي مشايخ الطرق الصوفية في كل مكان وتحت كل قبة بكل بقاع الوطن وهم يدعون الناس للموائد وينادوا فيهم الدين القيم من أجل السلام وأستمرار دق الطبول والاستماع بحلاوة التصوف وانفعال المريد وعطائه الجزيل لهم , حتى أنا سألت نفسي هل أنا مع الوطن ؟وبعد أنجلاء المعارك كيف يكون شكل الولاء لمن ولاي ملة ولكن بكل حزن وجدت نفسي غارقة في ذاتيتها المقيتة , لا أقول هذا من أرث قبلي أو عقائدي أو أنحياز للذات النرجسية ولكنها النفس الانسانية تجنح لما هو أرق علي القلب والوجدان ولا تذهب للعقل ألا مقهورة بواقع لا يعرف غير العقلاني والمعقول وأي معقولية لما نحن فيه الان سوق كبير للذمم وسرداق بحجم دولة للتخوين والسباب وعنصرية لا تعرف غير العداء للاخر بلا منطق أو لغة فصيحة والباطل هو السائد وصوت السلاح هو الاقوي ونحن في سبات العشق للحياة لا نقدم غير الضحالة والطرح الضعيف والتنابذ بالالقاب ونتكلم عن طهارة القبيلة وسلاسلها المجيدة الي أصولها المرعية مع خير الانام , وهل أنتم خير خلق الله أنتم عبيد السلطة والثروة أهل كل سلوك فرداني , لا تعلمون ولا تتقنون غير عبادة الافراد وعشق الجنس في ليالي الصيف الطويلة حتي من لا تسعفه فحولته تجده يفخر بمجد مضي وأمجاد لا تعود ,هكذا نحن نغرق في تفاصيلنا دون تحديد للممكن والواقع والذي سوف يكون عليه الحال غدا أو المستحيل المطلق لا نعرف التخطيط للمستقبل ولا ندخر القليل لبكرة ذات الدماء والعوز الشديد , نعم نحن الوافدين علي الحداثة والمتأخرين جدا عن ركب الحضارة والحاقدين علي بعضنا البعض , لا تقول أيها الاخرق المقرر بك أن نحن ملتان عرب وزرقة وربي عليم حتي الذين يدعون النبل منكم عبيد لا أصول لهم بل تعود أصولهم لكوش القديم وكانوا أهل كتاب لم يعرفوا الاسلام ولم يتحدثوا العربية وكم نحن أفشل الشعوب في أدارة التنوع الذي بيننا
عندما أكتب عن المستقبل ويقيني أنه امر حتمي لابد أن يكون ونخطط لهذه الامة لغدا أفضل ,ينتابني شعور غامض بالخوف وسط هؤلاء الذين يعيشون الحياة من أجل المكاسب والمغانم وأن يكونوا لهم من النساء ما لهم من الخيول أقصد خيول العصر وهي السيارات , ما يبدأ في التسلل الينا الان هو الخواء والخوف من المستفبل والعداء للاخر بل لا نملك من أمرنا غير قتل الوقت ومحاربة الضجر ,وحديث يعلو فوق مبدأ الفردانية والعزلة والسعي الحثيث للحفاظ علي الذات والطابع الشخصي والتصور الذاتي لكل ما يمكن جماعي يحقق الاستقرار والنماء , تذكرون رواية الانسان الصرصار لدسفسكي كانت ضد منفهوم الانانية العقلانية وهو في الحقيقة رجل لم ينجح في شيء أو اجتهد أن يكون شئيا , ويمكن أن يكون الاستياء وشروره هي أضر ممارسة ممكن أن يمارسها الضعيف ضد النخب المتخمة بكل خيرات الوطن , قد نحس بحدة التباين القيم الذاتية للفرد وما هو سائد من قيم المجتمع وما ينادي المثقفين من خليط تجارب أنسانية ولكنها لا تللامس قلوب البسطاء ولا تعبر عنهم أنها معلبات العالم البعيد عنا , أني رايت خلال الحراك الثوري أبن الشارع العبقري الذي لديه أيمان بالتغيير ويري كل الذين في سدة السلطة أو قيادات الاحزاب ورجال المال والاعمال مرتشين ومنافقين وقتلة وبلا ضمائر لذلك تجدهم حتي خلال هذا الاقتتال يمثلون أنفسهم ويخدم الشعب من منطلق أنساني لحين أن ياتي المخاض الوطني الذي يخلق في بطون الاحرار القابعين في أرض الوطن بصبر ونقاء رغم القمع والتقتيل لهم الغد أفضل منا ونحن لا نسوي الملابس التي علينا كنا ولانزال نحاول ستر عورتنا التي أتسعت الي درجة الافتضاح والهزيمة والخوف من منازلة الجبابرة نعم نحن الي مزبلة التاريخ والغد المشرقة لهم وهم لهذه الارض حافظون وعلي بناءها فعلون ولبسط العدل والسلام قادرين ولكم منا كل الاجلالأبناء وبنات بلادي وأنتم تحددون موقفكم من الاقتتال بهذا الجسارة الذي عجز عنها كل جوقة القرود وثمثيال متحف الشمع وحارقي البخور أهل الدجل والشعوذة السياسية أنه النصر المبين بميلاد هذه الكوكبة من الشباب والشابات وهم صناع سودان الغد الذي لا يعترف بالعبيد والاسياد .


zuhairosman9@gmail.com

 

آراء