تضارب المواقف بين واشنطون والخرطوم حول مصير جنوب السودان
تشهد الاوضاع علي صعيد سلام جنوب السودان تدهورا ملحوظ بطريقة باتت تهدد مجهودات الحكومة السودانية في هذا الصدد بالانهيار وذلك علي خلفية تردي الاوضاع الامنية وتجدد القتال في بعض المناطق في جنوب السودان الي جانب الموقف الامريكي الجديد من الحكومة والمعارضة هناك وقولها في تصريحات رسمية صادرة عن المكتب الصحفي في البيت الابيض الامريكي بانها تشكك في قدرة الرئيس سلفاكير وزعيم المعارضة في تحقيق السلام واشارتها الي انهم لايملكون مقومات الزعامة الكافية لادارة الازمة والعبور ببلادهم الي بر الامان.
تعتبر حكومة الخرطوم الخاسر الاكبر اذا سارت الاوضاع في جنوب السودان علي العكس مما تريد واستعجالها توقيع اتفاق تعترضة الكثير من العقبات اخرها الموقف الامريكي وتصريحات البيت الابيض المشار اليها وقولهم انهم لايريدون اتفاق سلام ناقص لايشمل الجميع اضافة الي الاستنكار الرسمي تمديد ولاية الرئيس سلفاكير واعتبارها عقبة حقيقية في تحقيق السلام.
الخارجية السودانية انخرطت في الاستعداد لتوقيع اتفاق السلام بين الاطراف الجنوبية بعد غدا الخميس ووزعت الدعوات علي نطاق واسع للمنظمات ذات الصلة بقضية جنوب السودان وممثلي السلك الدبلوماسي في العاصمة الخرطوم وذلك بعد ان بلغ التفاؤل قمته في اروقة نظام الخرطوم في تحقيق اختراق في قضية الجنوب الشائكة ووقف حرب الابادة الدائرة هناك من اجل شراكة اقتصادية تمكن نظام الخرطوم من تجاوز الازمة الاقتصادية التي اصبحت تهدد وجوده ولكن يبدو انهم قد تعجلوا الحصاد ولم ينجحوا في تقدير الموقف ورقصوا منتشين بتوقيع اتفاق السلام المبدئي ولكن الامور علي الارض في الجنوب كانت تسير في الاتجاه المعاكس وانتهت الهدنة وتم استئناف القتال وبعد عملية تقدير للموقف وتنسيق بين الامم المتحدة والولايات المتحدة صدر بيان البيت الابيض في هذا الصدد امس الاحد علي شكل رسالة ضمنية بسحب الاعتراف بحكومة جنوب السودان وعناوين تؤكد علي التعقيد الكبير الذي يكتنف سلام جنوب السودان علي سبيل المثال :
U.S. will not support "narrow" peace agreement in
South Sudan: White House
The White House distanced itself from the IGAD brokered talks for peace in South Sudan saying they would not support the implementation of a "narrow agreement" Juba government and the opposition sign in the upcoming days.
ونأى البيت الأبيض بنفسه عن محادثات "إيغاد" التي توسطت فيها من أجل السلام في جنوب السودان قائلاً إنها لن تدعم تنفيذ "اتفاق ضيق" لحكومة جوبا و المعارضة في الأيام القادمة ولكنهم في الخرطوم وعلي طريقتهم المعروفة في التعجل والاساليب الدعائية الغير ناضجة تعاملوا مع هذا الملف الشائك والبالغ التعقيد كما يفعلون من رقص ومن طرب عندما يفرغون من افتتاح
" بقالة او طاحونة ".
كان الله في عون شعب جنوب السودان الذي التحق عمليا بركب المقابر الجماعية الاممية الذائعة الصيت ولنفس الاسباب التي احرقت الذين سبقوهم الي هذا المصير ونتيجة للضعف الاخلاقي في دول ومؤسسات النظام العالمي التي تعجلت تقسيم السودان وفصل جنوبه من شماله الي جانب الاطراف الداخلية في الحكومة والنخب والمجموعات الانفصالية الجنوبية وبعض من دعموهم من بعض النخب السياسية الشمالية.
www.sudandailypress.net