كلام الناس
من الصعب تعميم الأحكام على الظواهر الاجتماعية والنفسية رغم اجتهاد علماء الإجتماع و الإختصاصيين النفسانيين في الوصول لحقائق علمية ثابتة في هذه المجالات.
من بين هذه الأحكام المعممة مانشره الطبيب النفسي الدكتور علي بلدو في تقرير نشر في صحفيفة "السوداني" قال فيه ان النساء السودانيات الأكثر تعاسة وسط نساء العالم، وذلك من واقع إختبار الإكتئاب الذي أجراه على عينة عشوائية من النساء في مناطق مختلفة.
مثل هذه الأحكام أطلقت على النساء في أستراليا مقارنة بحياتهن في الماضي، وقد تكون هذه النتائج نسبية في الدرجة مقارنة بالرجال .. لكن لايمكن حصر إنتشار الإكتئاب وسط النساء فقط بهذه اللآحكام المعممة.
دعونا نحاول الوقوف على أسباب ازدياد حالات الإكتئاب وسط النساء ولماذابدأت تكبر هذه النسبة في هذا الزمان بالذات
مع كل التقدير للمكتسبات التي حققتها المرأة في بلادنا وفي العالم أجمع في مجال حقوقها كإنسانة وكمواطنة لكنها ذات هذه المكتسبات أفقدتها الكثير من جوانب حياتها كإنسانة وكأنثى.
هذه ليست دعوة للنساء للعودة إلى البيوت والتخلي عن أدوارهن المهنية والمجتمعية التي اكتسبنها عن جدارة واستحقاق، لكنها نصيحة لهن لمراجعة أنفسهن فيما بينهن خاصة المتزوجات أو اللاتي في مرحلة تكوين حياة أسرية كي يتهممن أكثر بأنوثتهن في بيوتهن بعد إنتهاء ساعات الدوام الرسمية.
ليس من طبيعة المرأة العنف لكن للأسف تضافرت عوامل خارجية وخاصة دفعتهن للدخول في حلبات المنافسة حتى في بعض الأنشطة والممارسات العنيفة على حسب إنسانيتهن وأنوثتهن.
إن عودة النساء لطبيعتهن الرقيقة لا يتعارض مع حياتهن المهنية والمجتمعية بل إنها ضرورة ملحة لحماية الأسر من التفكك والإنهيار نتيجة للخلط المخل الذي نجم من تداخل أدوارهن مع الأدوار الرجالية -إذا صح التعبير - على حساب حياتهن العاطفية والأسرية السوية.