تغيير المبعوث الأممي بالقوي الأمين!!

 


 

 

اسمع وأنظر لما يقولون ويفعلون إذا اردت ان تتيقن أن هذا الانقلاب (صنيعة انقاذية) .. وأن من قاموا به من انتاج البيئة التي أوجدتها الانقاذ في بلادنا.. تلك البيئة الموبوءة بالجهل الموصومة بالإجرام المدموغة بالزلنطحية والانكار وقلب الحقائق ونشر مظلة الاكاذيب وانعاش سوق النفاق..!! تلك البيئة التي تقدم المنفعة الذاتية على الحق العام ولا تقيم وزناً للكرامة الانسانية ولا تعرف حق الوطن وتسترخص أرواح الناس ولا تأبه لحياة البشر أو موتهم ولا تخاف من العيب وتظل غارقة في ذواتها وانتهاز كل سانحة من اجل (الخم واللم) والمصلحة الذاتية الفردية الأنانية الحصيرة العمياء التي لا تعني إلا (بالطقاق) أي (سلامة الحلقوم) والهروب من تبعة الافعال المحظورة المُجرمة والمحرّمة.. وهمبتة كل ما خف وزنه أو ثقل من ريع الدنيا وموارد البلاد.. وهذا من الأمور التي لا تكاد تغيب عن الساحة الانقلابية الآن بحذافيرها وقضها وقضيضها، ويكفي فقط ان تنظر وتسمع إلى ما آل إليه الحال.. وما يفعل ويقول قادة الانقلاب اصحاب التربية الانقاذية (المجربنة) بهذه الأمراض الوبيئة والعلل الوبيلة والإثرة والتنطع واغتصاب السلطة بهدف استباحة موارد البلاد و(تحصين المسروقات) وحشر العصي في دولاب العدالة للهروب من الجرائم..!!
أسمع وانظر لما يقوله البرهان على نهج ما كان يردده المخلوع من أحاجي انكار الواقع وقلب الحقائق و(التشكّي والتبكّي) من المبعوثين الأمميين وكل مَنْ يشير الى الابادة وسفك الدم والجرائم ضد الانسانية ويطالب القائمين على السلطة بعدم قتل شعبهم.. ومندوب الأمم المتحدة الذي يتشكّى منه البرهان (ويطالب بتغييره) ويهدد بطرده لم يقل شيئاً غير مطالبة حكومة الانقلاب الالتزام بالتعهدات وعدم قتل مواطنيها والكف عن مداهمات المدنيين وضرورة تفكيك المليشيات ومنع حمل السلاح لغير النظاميين وايقاف حملات الاعتقال الجزافي والانصياع لحكم القانون...ولكن ها هو ذات نهج المخلوع بذات الصورة الهزيلة لدي قادة الانقلاب..! الخوف من فضح جرائمهم أمام العالم.. والادعاء بعدم الرضوخ للمجتمع الدولي..! وها هو البرهان يسير على ذات نهج المخلوع.. وها هو انقلابه يهرع إلى الدول المجاورة وغير المجاورة طالباً وساطتها وشفاعتها من أجل تغيير المبعوث الأممي بآخر.. لأن هذا المبعوث (قوي الرأس) لا يروق لهم.. فهم يريدون مبعوثاً دولياً يقبل الأعطيات ليسكت على الجرائم.. وهكذا كان نظام المخلوع يفعل.. ولا يزال الناس يذكرون حكاية (ثامبو امبيكي) و(سيناتور الرشاوي) وغيرهما..!!
وعلى ذات النهج يتحدث حميدتي وكأنه نسخة (غير منقحة) من المخلوع..! وبعد أن فلق الانقاذيون رؤوسنا بالشعارات التي يراد بها ستر الفظائع والتغطية على ضراوة التمكين ونقص التأهيل؛ مثل شعار (القوى الأمين) الذي يتم استخدامه وترديده خارج سياقه لتغبيش الاستباحة بمسحة دينية.. وفي تخليطاته الأخيرة يقول حميدتي إن الناس يقولون انه غير متعلم.. ولكن هل هذه اساءة أم (اقرار حقيقة).. وحميدتي نفسه يقر بها ويؤكد بلسانه ما يراه الناس منه.. ولكنه يريد ان يتخطاها بحكاية القوى الأمين..!! ولكن يا شيخنا ما معني القوى الأمين.. (ودعك من حكاية الأمين هذه) ودعنا في (القوى)..! هل القوى تعني (مفرود العضلات) أو الذي يمتلك الدبابات والراجمات و"التاتشرات".. (دهست إحدى التاتشرات أمس وسحلت أحد الشباب في مقتبل عشرينياته) ؟! هل هذا هو معني القوى في السياق المقصود..؟! أم أن القوة التي يتم استدعاؤها إلى أداء المهام تعني الاستقامة وسلامة الضمير والانتصار للحق وزجر النفس.. بمعنى أن يعي الانسان أنه من روح الله وليس مسخاً يسير بين الناس ويتجني على نواميس الكون ولا يقيم بالاً لكرامة البشر ويصمت حتى على ازهاق النفس التي حرّم الله إلا بالحق.. دعك من ان يكون مشاركاً في إزهاقها..!!
واذا تركنا كل هذا جانباً..هل طبقاً لهذا الفهم لحكاية القوى الأمين يمكن استخدام شخص غير مؤهل علمياً ومعرفياً ومهنياً ليتولى إدارة الشأن الاقتصادي في دولة (حدادي مدادي) وليس في طابونة بلدية في الأحياء النائية..! أليس الاقتصاد علم قائم على قواعد ومعرفة..؟! وهل يمكن معالجة شؤون الاقتصاد الشائكة والمعقّدة على طريقة (تسعة طويلة) أو (استراتيجية المديده حرقتني) التي أعلن عنها البرهان في احدى تجلياته السياسية..!
أليس هذه هو ذات التجنّى على سمعة الوطن وعلى نوابغ السودانيين في شتى الحقول العلمية عندما يسمع الناس والعالم كيف أن رئيس دولة يقول انه (صرف البركاوي) للسفيرة البريطانية..!! ثم اذا أراد الناس العودة للتفسير المحلي.. ماذا تعني عبارة صرف البركاوي التي قالها (حامي الشريعة)..؟! ألا تعني (سب الدين) الذي برره (احد السجّادين) باعتبار أنه (عادة طبيعية لدى بعض الأقوام السودانيين)..!! نعم والله.. دافع عن سب الدين هذا السجّاد وهو من جماعة الترابي اصحاب غرة الورع و(زبيبة الصلاة)..ا!! وهذه الزبيبة هي (العلامة التجارية) التي كانت تصطنعها جماعة الانقاذ على الجباه من اجل فتح أبواب النصب باسم الدين.. والآن يسير على نهجها انقلاب البرهان حذوك النعل بالنعل..!! (كان احد أصحاب المراود الكاوية في "أم بده" يقوم بعمل زبية الصلاة الاصطناعية هذه بمبلغ عشرين ألف جنيهاً وقتها)..!
هل هذا انقلاب يستطيع ان يقمع السودانيين ويسد عليهم طريق المستقبل..؟! .. سنة الله في خلقه إن الذي ولِد ليزحف لا يستطيع أن يطير....!!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء