تقرير أولي: نتائج التحقيق وتقصي الحقائق حول إعتقالات بعض طلاب دارفور بمنطقة الدروشاب/ الخرطوم بحري

بسم الله الرحمن الرحيم

مشتملات التقرير :
1- الوقائع والملابسات .
2- النتيجة الأولية .
3- التوصيات .
أولا الوقائع والملابسات
• في يوم السبت الموافق 29 ديسمبر 2018 في حوالي الساعة الثانية صباحا قامت قوة مسلحة من جهاز الأمن بمداهمة منزلا بالدروشاب شمال يستاجره بعض طلاب دارفور وامطرتهم بوابل من الرصاص الحي وبكثافة وأعتقلت الطلاب المتواجدين بالمنزل المشار اليه.
• في يوم السبت الموافق 29 ديسمبر 2018 وفي مؤتمر صحفي عقد الساعة الثانية عشرة مساء نفس اليوم , ذهب وزير الدولة بالإعلام وتقنية الإتصالات والمعلومات ,مأمون حسن ,الى القول بأن جهاز الأمن والمخابرات ,تمكن من ضبط خلية بشمال الخرطوم بمنطقة الدروشاب تتبع للمتمرد عبد الواحد نور بحوزتها أسلحة وذخائر وعبوات مصنعة محليا,ومخططات معدة لإستهداف ونهب مناطق ومحال تجارية بالخرطوم لتمويل أنشطة أعضاء الحركة ,وأن أفراد الأمن أشتبكوا مع الخلية المشار اليها وحدثت إصابات وسط القوة المداهمة من الجهاز وان بعض أفرادها حالتهم خطرة ,بجانب مقتل أحد أفراد الخلية, وأن الخلية مكونة من عشرة أفراد مهمتها تصفية المتظاهرين في الإحتجاجات لاتهام الحكومة بقتلهم وأكد ان الخلية تعمل بالتنسيق مع بعض الأحزاب وأعلن عن ضبط (21) مسدس والف طلقة كلاشنكوف بجانب عدد من أجهزة اللابتوب ووثايق تؤكد تنفيذ المخططات , وأكد مصدر مأذون له بجهاز الأمن ان أعضاء الخلية مدربون تدريبا نوعيا علي أعمال التخريب والفوضي وأن من بين الأسلحة المضبوطة مع الخلية طبنجات كاتمة للصوت يرجح أنها مجهزة لتنفيذ اغتيالات لأشخاص محددين بين المتظاهرين .
• تم عرض مشاهد لعدد من الطلاب الذين يسكنون المنزل المشار اليه وآخرين وهم يدلون مجبرين بشهادات ضد أنفسهم وغيرهم في ذات سياق تصريحات وزير الدولة للإعلام وتقنية الإتصالات والمعلومات المنقولة.
• باشرت اللجنة المكونة من هيئة محامي دارفور للتحقيق والتقصي في الإعتقالات والتهم الموجهة ضد طلاب دارفور بالجامعات أعمالها كما وتلقت اللجنة إتصالات من ذوي الطلاب المعتقلين يلتمسون من الهيئة تقديم العون القانوني لهم وقد شرع بعضهم بالفعل في إجراءات السفر والوصول إلي الخرطوم من مدن وقري دارفور وأطرافها لمتابعة أوضاع إبنائهم المعتقلين .
• إستمعت اللجنة لإفادات مباشرة وغير مباشرة من زملاء الطلاب المعتقلين وبعض ذويهم ومعارفهم , كما وأطلعت علي تصريحات وزير الإعلام وتقنية الإتصالات والمعلومات بشارة جمعة أرو خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بوكالة السودان للأنباء بتاريخ الخميس الموافق 27/ديسمبر 2018 وأعلن فيه عن مقتل 19 شخصا وإصابة 219 مواطنا و187 من القوات النظامية خلال الإحتجاجات التي شهدتها عدد من مدن البلاد وعلي عدد من البيانات والتصريحات الصادرة من الجهات الأخري منها تعليقات وتغريدات المواطنين وأعضاء حزب المؤتمر الوطني وبيانات صادرة من أمانات طلاب حزب المؤتمر الوطني الإتحادية وبالولايات وبيان لمؤتمر الطلاب المستقلين الصادر بتاريخ 29/12/2018م بالاضافة الى منشور لمواطن سوداني أسمه ضحية سرير توتو يقيم في القاهرة .
• قامت اللجنة بزيارة موقع الحدث بمنطقة الدروشاب شمال /الخرطوم بحري وعاينت المنزل علي الطبيعة وأعدت خارطة بالمكان كما أخذت معلومات حول سكان المنطقة ونوعيتهم للتعرف علي النسبة التقديرية لسكان المنطقة وطبيعة الحياة العامة وتوصلت للآتي :

ثانيا : النتائج الأولية
• هنالك تضارب بين تصريحات وزير الإعلام وتقنية الإتصالات بشارة جمعة أرو وتصريحات وزير الدولة للإعلام وتقنية المعلومات مأمون حسن , فالوزير أعلن عن قبض 107 من المتهمين بالتخريب خلال الإحتجاجات معظمهم ينتمون إلي حركة عبد الواحد نور وبان غالبية ضحايا المظاهرات سقطوا نتيجة للإشتباكات مع أصحاب المحال والممتلكات كمجرد لصوص وحصر أنشطة المنسوبين لحركة عبد الواحد في إحداث التخريب وليسوا قتلة , كما لم يبين البلاغات التي فتحت في مواجهة أصحاب المحلات والممتلكات الذين أخذوا القانون باليد وقاموا بقتل المتظاهرين لطالما اتصل به عتم الدولة وعن أسباب تمكينهم من الإفلات عن المساءلة,أما وزير الدولة في تصريحاته فقد إنصرف إلي عقد محاكمة إعلامية للطلاب المعتقلين مع عرض ما قام بوصفه بالمضبوطات لدىهم كخلية وظيفتها القتل .
• كما مضى وزير الدولة مأمون في مؤتمره الذي عقده بوكالة السودان للأنباء في نفس اليوم المذكورالى القول بان القوة التي داهمت مسكن طلاب دارفور بالدروشاب وقبضت أعضاء الخلية العشرة المنتسبة للمتمرد عبد الواحد نور قد قامت بقتل أحدهم ,ومع ذلك لم تقم القوة الأمنية التي باشرت القتل أو رئاستها بإبلاغ ذوي المقتول بواقعة القتل كما لم يكشف وزير الدولة المذكورالإجراءات القانونية التي أتخذت من بلاغ بالواقعة وتشريح للجثمان وتسليمه لأولياء الدم
• البيان الصادر من مؤتمر الطلاب المستقلين بتاريخ السبت الموافق 29/12/2018 أكد أن الطلاب المعتقلين وهم أحمد محمد أحمد ومحمد فضل صابون وأحمد الحافظ وحمزة سليمان أعضاء في مؤتمر الطلاب المستقلين بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا مجمع حلة كوكو وأنهم ناشطين في مجال العمل الطلابي السلمي ولا علاقة لهم البتة بأي عمل مسلح أو عنيف كما وأن المنشور الصادر من المواطن السوداني المقيم بالقاهرة ضحية سرور توتو في نفس التاريخ عن المعتقل آدم موسي الجقر يكشف بان هناك معتقلين آخرين بخلاف الطلاب الذين تم إعتقالهم من مسكنهم بالدروشاب تم ضمهم وعرضهم علي أجهزة الإعلام بأعتبارهم خلية تابعة لعبد الواحد النور (لم تحصل اللجنة علي إفادات أخري بخصوص آدم موسي الجقر ).
• لم تعلن أية جهة رسمية عن تكوين أية لجنة تحقيق وتقصي حقائق قبل صدور تصريحات وزير الدولة للإعلام وتقنية الإتصالات حيث أعلن وزير العدل في تاريخ لاحق عن تكوينه للجنة تحقيق وتقصي حقائق نتائجها الأولية المنشورة لم تتضمن الافعال المنشورة فيما أعلن البشير مؤخرا في مساء يوم الثلاثاء الموافق 31/12/2018 عن تكوين لجنة تحقيق وتقصي حقائق وقد مر علي تكوينها بضعة ساعات مما يكشف بجلاء أن الوزير ووزيرالدولة للإعلام وتقنية الإتصالات لم يؤسسا تصريحاتهما علي نتائج للجنة تحقيق وتقصي حقائق مختصة شكلت وفقا لاحكام القانون وقد صدرت مخالفة للدستوروالقانون بل وتجاوزت مرحلة التأثير علي سير العدالة إلى عقد محاكمات إعلامية علي أشخاص أبرياء وفقا للقانون وإلي حين محاكمتهم وإدانتهم أمام محكمة مختصة وإن إدانتهم وتجريمهم عن أفعال لا تزال في طور التحقيق الجنائي بواسطة جهات غير مختصة وغير أمينة علي الإدلة والمضبوطات , يقدح في سلامة الإجراءات وينم عن الغرض .
ثالثا : التوصيات
أوصت اللجنة بالآتي :
1. أن تباشر هيئة محامي دارفور تقديم مذكرة للنائب العام بوصفه المختص حصريا بالإشراف علي الشرعية الاجرائية للمنتظرين فى مرحلة ما قبل المحاكمة فى الدعاوي الجنائية من اجل كفالة الحقوق الدستورية لهم بما فى ذلك إتخاذ التدابير اللازمة لدي جهاز الأمن والمخابرات للكشف عن أماكن إعتقال الطلاب المعتقلين من مقر سكنهم بالدروشاب وغيرهم وعرض المعتقلين لقاض وفقا لنص المادة 9\4 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والتي تنص علي (لكل شخص حرم من حريته بالتوقيف او الاعتقال حق الرجوع الى محكمة لكى تفصل هذه المحكمة دون ابطاء فى قانونية اعتقاله وتامر بالافراج عنه اذا كان الاعتقال غير قانونى) والمادة 9\1 منها والتى تنص علي (لكل فرد حق فى الحرية وفى الامان على شخصه ولا يجوز توقيف احد او اعتقاله تعسفا ....)مقروءة مع أحكام المادة 27 (3)من الدستور والتى تقرأ كالآتي )تعتبر كل الحقوق والحريات المضمنة في الإتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والمصادق عليها من قبل جمهورية السودان جزءا لا يتجزأ من هذه الوثيقة "وثيقة الحقوق").
2. الإدانة والشجب بأشد الالفاظ والعبارات المحاكمات الإعلامية لطلاب دارفور الذين تم إعتقالهم من مقر سكنهم بالدروشاب والمواطن من أبناء دارفور المقيم بالخرطوم آدم موسي الجقر (إذا ثبت إعتقاله وعرضه ضمن الطلاب المعتقلين علي وسائط الإعلام حسب منشور ضحية سرور توتو/القاهرة ) والمخالفة لاحكام الدستور والقانون .
3. كشف ممارسات النظام وحزب المؤتمر الوطني العنصرية والكيدية تجاه طلاب دارفور غير الموالين له .
4. مباشرة تقديم العون القانوني لطلاب دارفور المتاثرين بالإعتقالات والتهم والمحاكمات الإعلامية المفبركة وجميع معتقلي الأحداث والعمل علي دحضها بكافة الوسائل المتاحة .
5. إخطار أولياء وذوي الطلاب المعتقلين بسلامة الموقف القانوني لأبنائهم وأن إنتزاع الأقوال قسريا وعرضها للرأي العام لن تنهض دليلا ضدهم وأن عليهم الإنتظار وعدم تكبد مشاق السفر والحضور إلي الخرطوم في هذه المرحلة لعدم الجدوي .
6. أن تباشر الهيئة تقديم طلب للنائب العام لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والتوجيه بفتح بلاغ بواقعة المداهمة والقتل بمنزل طلاب دارفور المعتقلين بالدروشاب والكشف عن الطالب القتيل من بين الطلاب المتأثرين بأحداث المداهمة ومباشرة إجراءات تشريح الجثمان لتحديد أسباب الوفاة وتسليم الجثمان لأولياء الدم , قالي تعالي في محكم تنزيله في القران الكريم (لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) صدق الله العظيم (سورة النساء )

هيئة محامي دارفور
1/1/2019