تقرير عن الانتخابات العامة الأخيرة في جنوب أفريقيا
زهير عثمان حمد
3 June, 2024
3 June, 2024
زهير عثمان حمد
في الانتخابات العامة الأخيرة في جنوب أفريقيا، أظهرت النتائج الجزئية تراجعًا في شعبية حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، الذي أسسه نيلسون مانديلا. على الرغم من أن الحزب يتجه نحو الفوز في الانتخابات التشريعية والمحلية، إلا أنه يسجل تراجعًا تدريجيًا في شعبيته على مر السنوات منذ توليه السلطة قبل 30 عامًا.
تواجه جنوب أفريقيا تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، مثل الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة وانهيار البنية التحتية. وعلى الرغم من وعود حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بتحسين التعليم وتوفير المياه والسكن للجميع، إلا أنه فشل في تحقيق هذه الوعود. بالإضافة إلى ذلك، تزايدت قضايا الفساد التي تورط فيها مسؤولون كبار، مما أثر على الثقة بالحزب. وبعد مرور 30 عامًا على انتخاب أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا في شخص نيلسون مانديلا، ما زال ثلث سكان البلاد عاطلين عن العمل، وتستمر الجريمة في تحطيم الأرقام القياسية، ويتزايد الفقر وعدم المساواة.
على الرغم من هذا التراجع، يبدو أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيظل أكبر قوة سياسية في البلاد، ومن المتوقع أن يتحالف مع أحزاب أخرى لتشكيل الحكومة لأول مرة في تاريخ ما بعد حقبة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
في هذه الانتخابات، شهدت الساحة السياسية تنافسًا بين عدة أحزاب رئيسية:, حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC): يعتبر من أكبر الأحزاب في البلاد، وعلى الرغم من تراجع شعبيته في الانتخابات الأخيرة، لا يزال يحتفظ بمكانته كأكبر قوة سياسية في جنوب أفريقيا.
التحالف الديمقراطي (DA): يُعد أكبر حزب معارض في البلاد، يتبنى مواقف ليبرالية ويسعى لتحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
حزب إم.كيه (MK): حزب جديد بزعامة الرئيس السابق جاكوب زوما، حقق أداءً قويًا في بعض المناطق، ويعتبر منافسًا قويًا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
بدأ الناخبون في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية في جنوب أفريقيا في 29 مايو 2024. يتنافس نحو خمسين حزبًا في هذه الانتخابات، حيث يحق لـ 27 مليون شخص التصويت لاختيار 400 نائب، ويختار النواب المنتخبون الرئيس المقبل لجنوب أفريقيا. هذه الانتخابات تأتي بعد مرور 30 عامًا على إنهاء البلاد لنظام الفصل العنصري، مما يُعد حدثًا هامًا في تاريخ جنوب أفريقيا حيث يتم تحديد مسار المستقبل السياسي للبلاد من خلالها.
التحديات المستقبلية لجنوب أفريقيا , التفاوت الاقتصادي والاجتماعي: تعاني جنوب أفريقيا من تفاوت كبير في الدخل والفرص بين الطبقات الاجتماعية. يجب تحقيق توازن أكبر في التوزيع العادل للثروة والفرص.
البطالة والفقر: لا تزال البطالة والفقر مشكلة كبيرة في البلاد. يجب تعزيز فرص العمل وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
التعليم والتدريب: تحتاج جنوب أفريقيا إلى نظام تعليمي قوي يمكن الشباب من اكتساب المهارات اللازمة للعمل والمساهمة في التنمية الاقتصادية.
الفساد والحوكمة: يجب مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والحوكمة الجيدة لضمان استدامة التنمية.
التحديات البيئية: تشمل تغير المناخ ونقص المياه وتلوث الهواء والتربة. يجب تبني استراتيجيات للتعامل مع هذه التحديات.
التوترات السياسية والاجتماعية: تظل الانقسامات السياسية والاجتماعية تحديًا كبيرًا. يجب تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف المجتمعات.
دور الشباب: يلعب الشباب دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل جنوب أفريقيا. يجب دعم مشاركتهم وتمكينهم من المساهمة في القرارات الوطنية.
ملاحظات حول الانتخابات بحسب أحدث استطلاعات الرأي، يواجه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم خطر فقدان أغلبيته البرلمانية لأول مرة في تاريخه. ويشارك الناخبون حاليًا في اختيار 9 مشرعين محليين وأعضاء في البرلمان الوطني، الذين بدورهم سيشاركون في انتخاب الرئيس القادم. في حال حصول حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على نسبة أقل من 50% من الأصوات على مستوى البلاد، سيتعين عليه السعي إلى شريك أو أكثر لتشكيل ائتلاف حاكم، مما قد يمثل تحولًا سياسيًا كبيرًا.
الجزء الأخير
هذا التحول هو الأول من نوعه منذ 30 عامًا، منذ تولي نيلسون مانديلا السلطة ونهاية حقبة الفصل العنصري.
يسعى حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" المعارض إلى استغلال استياء الطبقة الفقيرة من النخبة السياسية لتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نحو 10% من الناخبين يرون في هذا الحزب خيارًا للتصويت.
بدأت عمليات الاقتراع الساعة الخامسة صباحًا بتوقيت غرينتش وستظل مفتوحة حتى الساعة السابعة مساءً. وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 27 مليون ناخب مسجل بين سكان جنوب أفريقيا الذين يبلغ عددهم نحو 62 مليون نسمة. ومن المتوقع أن تبدأ مفوضية الانتخابات في إصدار النتائج الجزئية في غضون ساعات قليلة من إغلاق مراكز الاقتراع.
التحديات الأخرى ,بالتأكيد، هذه نظرة عامة، وهناك العديد من التحديات الأخرى التي تواجه جنوب أفريقيا. يجب أن يعمل المجتمع المحلي والحكومة والمؤسسات على معالجة هذه التحديات بشكل جاد لتحقيق تقدم مستدام.
تشكيل حكومة ائتلافية , يعتزم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي يتولى السلطة في جنوب أفريقيا منذ ثلاثين عامًا، الشروع في محادثات مع الأحزاب السياسية الأخرى لتشكيل حكومة ائتلافية بعد فقدان غالبيته المطلقة في الجمعية الوطنية. بعد فرز 99.91% من الأصوات، حصل الحزب على 40.21% من الأصوات فقط، ما شكل انتكاسة مقارنة بالنسبة التي حصل عليها في البرلمان المنتهية ولايته والبالغة 57.5%.
أكد الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، فيكيل مبالولا، أن الحزب ملتزم بتشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب وتكون مستقرة وقادرة على الحكم بفعالية. وأضاف أن الحزب سيعقد مناقشات داخلية ومع أحزاب أخرى خلال الأيام القادمة.
خلال مؤتمر صحفي، قال مبالولا: "لقد أظهر الناخبون أنهم يتوقعون من قادة هذا البلد أن يعملوا معًا من أجل مصلحة الجميع". وأقر بأن "النتائج تبعث برسالة واضحة إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي"، مضيفًا: "نريد أن نؤكد للشعب في جنوب أفريقيا أننا أنصتنا إلى مخاوفهم وإحباطاتهم واستيائهم".
تحول تاريخي , وتمثل هذه النتيجة نقطة تحول تاريخية لجنوب أفريقيا، حيث حصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على الأغلبية المطلقة منذ عام 1994 عندما نجح نيلسون مانديلا في تحرير البلاد من نظام الفصل العنصري وقادها نحو الديمقراطية.
وعلى الرغم من تراجعه، لا يزال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بزعامة سيريل رامابوزا أكبر حزب في الجمعية الوطنية، حيث يتعين على المجلس الجديد انتخاب الرئيس القادم في يونيو. وفي هذه الأثناء، ينبغي على الحزب تشكيل تحالفات إما لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب واحد أو أكثر، أو لإقناع الأحزاب الأخرى بتأييد إعادة انتخاب رامابوزا. وسيكون على الحكومة التي ستشكلها الأقلية من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي السعي دائمًا إلى إيجاد حلفاء لتمرير ميزانيتها ومشاريع قوانينها.
إن التحالفات السياسية المتغيرة، وتزايد السخط الشعبي بسبب تردي مستوى الخدمات العامة وأهمية أصوات الشباب، سوف تمثل جميعها عوامل حاسمة في تحديد مسار جنوب إفريقيا بعد الانتخابات؛ إذ من المحتمل أن يتم التحول في نظام الحزب المهيمن، والذي لاحظناه منذ عام 2009؛ ليصل إلى نمط التعددية الحزبية. وحتى إذا تمكن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي من تأمين الأغلبية المطلوبة في الانتخابات واحتفظ بالسلطة، فمن المتوقع أن تقوم أحزاب المعارضة بممارسة دور رئيسي في القرارات السياسية الرئيسية بعد الانتخابات. ولعل ذلك يشمل السياسة الخارجية، التي كانت حكراً على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي. وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فإن جنوب إفريقيا سوف تتغير وتعيد النظر في تعريف مصالحها الوطنية ومكانتها في المجتمع العالمي.
zuhair.osman@aol.com
في الانتخابات العامة الأخيرة في جنوب أفريقيا، أظهرت النتائج الجزئية تراجعًا في شعبية حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، الذي أسسه نيلسون مانديلا. على الرغم من أن الحزب يتجه نحو الفوز في الانتخابات التشريعية والمحلية، إلا أنه يسجل تراجعًا تدريجيًا في شعبيته على مر السنوات منذ توليه السلطة قبل 30 عامًا.
تواجه جنوب أفريقيا تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، مثل الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة وانهيار البنية التحتية. وعلى الرغم من وعود حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بتحسين التعليم وتوفير المياه والسكن للجميع، إلا أنه فشل في تحقيق هذه الوعود. بالإضافة إلى ذلك، تزايدت قضايا الفساد التي تورط فيها مسؤولون كبار، مما أثر على الثقة بالحزب. وبعد مرور 30 عامًا على انتخاب أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا في شخص نيلسون مانديلا، ما زال ثلث سكان البلاد عاطلين عن العمل، وتستمر الجريمة في تحطيم الأرقام القياسية، ويتزايد الفقر وعدم المساواة.
على الرغم من هذا التراجع، يبدو أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيظل أكبر قوة سياسية في البلاد، ومن المتوقع أن يتحالف مع أحزاب أخرى لتشكيل الحكومة لأول مرة في تاريخ ما بعد حقبة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
في هذه الانتخابات، شهدت الساحة السياسية تنافسًا بين عدة أحزاب رئيسية:, حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC): يعتبر من أكبر الأحزاب في البلاد، وعلى الرغم من تراجع شعبيته في الانتخابات الأخيرة، لا يزال يحتفظ بمكانته كأكبر قوة سياسية في جنوب أفريقيا.
التحالف الديمقراطي (DA): يُعد أكبر حزب معارض في البلاد، يتبنى مواقف ليبرالية ويسعى لتحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
حزب إم.كيه (MK): حزب جديد بزعامة الرئيس السابق جاكوب زوما، حقق أداءً قويًا في بعض المناطق، ويعتبر منافسًا قويًا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
بدأ الناخبون في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية في جنوب أفريقيا في 29 مايو 2024. يتنافس نحو خمسين حزبًا في هذه الانتخابات، حيث يحق لـ 27 مليون شخص التصويت لاختيار 400 نائب، ويختار النواب المنتخبون الرئيس المقبل لجنوب أفريقيا. هذه الانتخابات تأتي بعد مرور 30 عامًا على إنهاء البلاد لنظام الفصل العنصري، مما يُعد حدثًا هامًا في تاريخ جنوب أفريقيا حيث يتم تحديد مسار المستقبل السياسي للبلاد من خلالها.
التحديات المستقبلية لجنوب أفريقيا , التفاوت الاقتصادي والاجتماعي: تعاني جنوب أفريقيا من تفاوت كبير في الدخل والفرص بين الطبقات الاجتماعية. يجب تحقيق توازن أكبر في التوزيع العادل للثروة والفرص.
البطالة والفقر: لا تزال البطالة والفقر مشكلة كبيرة في البلاد. يجب تعزيز فرص العمل وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
التعليم والتدريب: تحتاج جنوب أفريقيا إلى نظام تعليمي قوي يمكن الشباب من اكتساب المهارات اللازمة للعمل والمساهمة في التنمية الاقتصادية.
الفساد والحوكمة: يجب مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والحوكمة الجيدة لضمان استدامة التنمية.
التحديات البيئية: تشمل تغير المناخ ونقص المياه وتلوث الهواء والتربة. يجب تبني استراتيجيات للتعامل مع هذه التحديات.
التوترات السياسية والاجتماعية: تظل الانقسامات السياسية والاجتماعية تحديًا كبيرًا. يجب تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف المجتمعات.
دور الشباب: يلعب الشباب دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل جنوب أفريقيا. يجب دعم مشاركتهم وتمكينهم من المساهمة في القرارات الوطنية.
ملاحظات حول الانتخابات بحسب أحدث استطلاعات الرأي، يواجه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم خطر فقدان أغلبيته البرلمانية لأول مرة في تاريخه. ويشارك الناخبون حاليًا في اختيار 9 مشرعين محليين وأعضاء في البرلمان الوطني، الذين بدورهم سيشاركون في انتخاب الرئيس القادم. في حال حصول حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على نسبة أقل من 50% من الأصوات على مستوى البلاد، سيتعين عليه السعي إلى شريك أو أكثر لتشكيل ائتلاف حاكم، مما قد يمثل تحولًا سياسيًا كبيرًا.
الجزء الأخير
هذا التحول هو الأول من نوعه منذ 30 عامًا، منذ تولي نيلسون مانديلا السلطة ونهاية حقبة الفصل العنصري.
يسعى حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" المعارض إلى استغلال استياء الطبقة الفقيرة من النخبة السياسية لتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نحو 10% من الناخبين يرون في هذا الحزب خيارًا للتصويت.
بدأت عمليات الاقتراع الساعة الخامسة صباحًا بتوقيت غرينتش وستظل مفتوحة حتى الساعة السابعة مساءً. وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 27 مليون ناخب مسجل بين سكان جنوب أفريقيا الذين يبلغ عددهم نحو 62 مليون نسمة. ومن المتوقع أن تبدأ مفوضية الانتخابات في إصدار النتائج الجزئية في غضون ساعات قليلة من إغلاق مراكز الاقتراع.
التحديات الأخرى ,بالتأكيد، هذه نظرة عامة، وهناك العديد من التحديات الأخرى التي تواجه جنوب أفريقيا. يجب أن يعمل المجتمع المحلي والحكومة والمؤسسات على معالجة هذه التحديات بشكل جاد لتحقيق تقدم مستدام.
تشكيل حكومة ائتلافية , يعتزم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي يتولى السلطة في جنوب أفريقيا منذ ثلاثين عامًا، الشروع في محادثات مع الأحزاب السياسية الأخرى لتشكيل حكومة ائتلافية بعد فقدان غالبيته المطلقة في الجمعية الوطنية. بعد فرز 99.91% من الأصوات، حصل الحزب على 40.21% من الأصوات فقط، ما شكل انتكاسة مقارنة بالنسبة التي حصل عليها في البرلمان المنتهية ولايته والبالغة 57.5%.
أكد الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، فيكيل مبالولا، أن الحزب ملتزم بتشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب وتكون مستقرة وقادرة على الحكم بفعالية. وأضاف أن الحزب سيعقد مناقشات داخلية ومع أحزاب أخرى خلال الأيام القادمة.
خلال مؤتمر صحفي، قال مبالولا: "لقد أظهر الناخبون أنهم يتوقعون من قادة هذا البلد أن يعملوا معًا من أجل مصلحة الجميع". وأقر بأن "النتائج تبعث برسالة واضحة إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي"، مضيفًا: "نريد أن نؤكد للشعب في جنوب أفريقيا أننا أنصتنا إلى مخاوفهم وإحباطاتهم واستيائهم".
تحول تاريخي , وتمثل هذه النتيجة نقطة تحول تاريخية لجنوب أفريقيا، حيث حصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على الأغلبية المطلقة منذ عام 1994 عندما نجح نيلسون مانديلا في تحرير البلاد من نظام الفصل العنصري وقادها نحو الديمقراطية.
وعلى الرغم من تراجعه، لا يزال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بزعامة سيريل رامابوزا أكبر حزب في الجمعية الوطنية، حيث يتعين على المجلس الجديد انتخاب الرئيس القادم في يونيو. وفي هذه الأثناء، ينبغي على الحزب تشكيل تحالفات إما لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب واحد أو أكثر، أو لإقناع الأحزاب الأخرى بتأييد إعادة انتخاب رامابوزا. وسيكون على الحكومة التي ستشكلها الأقلية من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي السعي دائمًا إلى إيجاد حلفاء لتمرير ميزانيتها ومشاريع قوانينها.
إن التحالفات السياسية المتغيرة، وتزايد السخط الشعبي بسبب تردي مستوى الخدمات العامة وأهمية أصوات الشباب، سوف تمثل جميعها عوامل حاسمة في تحديد مسار جنوب إفريقيا بعد الانتخابات؛ إذ من المحتمل أن يتم التحول في نظام الحزب المهيمن، والذي لاحظناه منذ عام 2009؛ ليصل إلى نمط التعددية الحزبية. وحتى إذا تمكن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي من تأمين الأغلبية المطلوبة في الانتخابات واحتفظ بالسلطة، فمن المتوقع أن تقوم أحزاب المعارضة بممارسة دور رئيسي في القرارات السياسية الرئيسية بعد الانتخابات. ولعل ذلك يشمل السياسة الخارجية، التي كانت حكراً على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي. وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فإن جنوب إفريقيا سوف تتغير وتعيد النظر في تعريف مصالحها الوطنية ومكانتها في المجتمع العالمي.
zuhair.osman@aol.com