· لا تحتاج الصوفية في السودان إلى من يدافع عنها ليس فقط لدورها المعروف في نشر الاسلام في بلادنا وفي كثير من البلدان الافريقية بل وفي العالم اجمع، وانما لانها أيضا اسهمت في الحفاظ على النسيج الاجتماعى الذي بات مهددا في بلادنا نتيجة للممارسات السياسية الشائهة التي قوت النعرات الجهوية والقبلية.
· كذلك لم تنغلق الصوفية عندنا على نفسها ولم تعد تمثل موقفا سلبيا أو انكفائيا بل استطاع كثير من مشايخ الطرق الصوفية تجديد الحراك الصوفي وتنقيته من بعض مظاهر "الشعوذة" و "الدروشة" المصطنعة حتى في المظهر الخارجى.
· تعلمنا في دروب الصوفية التي نسعى عبرها للوصول إلى بعض اسرار العلم اللدني الذي يقربنا اكثر إلى الله سبحانه وتعالى دون أن ننسى نصيبا من الدنيا أن نحترم مشايخنا في كل الطرق الصوفية لا نفرق بين أحد منهم كما علمنا ديننا من قبل أن الايمان بالله لا ينفصل عن الايمان بكتبه ورسله دون تفريق بينهم مع كامل الاعتبار لخاتم الانبياء والرسل سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
· نقول هذا بمناسبة احتفال مؤسسة اروقة للثقافة والعلوم من قبل ضمن احتفائها بفرسان القلم بالبروفيسور الشيخ حسن الفاتح قريب الله احتفاء بانتاجه الفكرى الذي ارتبط اسمه بمشيخة الطريقة السمانية القريبية في بلادنا.
· البروفيسور الشيخ حسن الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله أكد ببذله العلمي والعملي كيف واكبت الطرق الصوفية في بلادنا الحراك العلمي الذي شمل العالم من حولنا فقد حرص على تلقي العلم في الداخل والخارج حتى نال درجة الدكتوراه في الفلسفة في جامعة ادنبرة ببريطانيا1970م.
· عمل في عدد من الجامعات وشارك في كثير من الندوات والسمنارات والمؤتمرات داخل وخارج البلاد واسهم في عدد من المشروعات الاجتماعية مثل مجلس ولاية الخرطوم لرعاية وتأهيل ذوي الحاجات الخاصة واللجنة القومية للبيئة الى جانب اسهاماته في الحقل السياسي مثل اطلاق سراح الاسرى السودانيين الذين كانوا محتجزين في ايران كما اثرى المكتبة السودانية بمجموعة من الكتب اضافة لكتاباته في الصحف والمجلات المحلية والخارجية.
· إن تكريم الراحل المقيم الشيخ البروفيسور حسن الفاتح قريب الله تكريم مستحق لأهل التصوف الذين أسدى الله إلينا على أيديهم أنوار هدايته في الدين والدنيا فاستحقوا منا كل الحب والتقدير والاحترام.