تنكفئ الحكومة فيندلق الشعب!!
منى أبو زيد
8 February, 2012
8 February, 2012
(#)
توظيف الملكات الشخصية للساسة والحكام فن تاريخي له مشروعيته الأخلاقية ومنهجيته الفكرية في علوم وفنون العلاقات السياسية، إلا في بلادنا حيث لا يتعدى كونه نشاطاً ذهنياً مهملاً، إن لم يكن معطلاً تماماً .. فاهتمام سادتنا الحاكمين وساستنا المسئولين بفنون الاتصال السياسي، موجه فقط لاستلاب الشعوب، ومكرس بأكمله لضمان تغييب الجماهير .. لذلك تنكفئ الحكومة ويندلق الشعب ..!
(##)
حكوماتنا المتعاقبة هي صاحبة أدنى معدل في امتحانات الكذب السياسي، ليس لفرط صدقها، بل لقلة اكتراثها .. نحن الشعب الوحيد في العالم المحروم من نعمة التملق، حكومات جمهورية السودان لا ولم تتملق شعبها يوماً .. المواطن السوداني هو دافع الضرائب الوحيد في العالم الذي لسان حاله (قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً)، ولسان حال حكومته(كان عجبك)، فآخر همها أن تبقى عند حسن ظنه وأول همها أن تبقى وكفى..!
(###)
ماذا تفعل إذا كنت وزيراً أو وكيلاً لوزارة، وكنت تعلم أن أسوأ نهاية لسيناريو تكليفك بأعباء بالمنصب هي تشريفك بالرحيل حراً، طليقاً، خالياً من ذنوبك السيادية وخطاياك الإدارية كما ولدتك أمك ؟! .. مؤكد أنك "ح تسوق فيها" آمناً مطمئناً إلى أن تموت – كالأشجار - واقفاً على منصة السلطة، أو تتقاعد جالساً على تل من الثروة..!
(####)
انفصال الجنوب بريء براءة الذئب من معظم نكسات وجل هزائم "المركز" .. ما علاقة فقدان بترول الجنوب وشح الموارد بانعدام الشفافية في استخدامها، واستمرار التوزيع غير العادل للميزانية بين إقليم المجتمع الواحد ؟! .. ما علاقة التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق بهيمنة البيروقراطية على أجهزة الدولة وضعف الرقابة على المال العام وغياب الكفاءة من شروط التعيين السياسي ..؟! .. "ما فيش علاقة" .. هكذا يقول تحليل عينة الدم في قميص يوسف ..!
(#####)
الحاكم العربي هو الرجل الوحيد الذي يبذ المرأة العربية في استهلاك مضادات التجاعيد، وحقن البوتكس، وصبغات الشعر، ومادام الفساد يجري والظلم يمشي والتملق يحبو والاستبداد حياً يرزق، ستظل العلاقة بين الديكتاتورية والشيب طردية، إلى أن تدركها موتة، أو تزهق روحها ثورة ..!
(######)
العالم الثالث ليس تصنيفاً اقتصادياً فحسب، بل فرز دقيق لمقدرات الشعوب على حراسة منجزاتها الثورية واختيار بدائلها الديمقراطية المثلى لتصريف شئون الحكم، وتاريخ حركات التمرد ومستقبل ثورات التغيير – على حد سواء - يقول إن الإقصاء الديني هو مآل العنف الديمقراطي، وأن التجهيل السياسي هو خريف الشرعية الثورية في دول الربيع العربي ..!
munaabuzaid2@gmail.com