تنوير الافهام بكتابة مستشار حميدتي الهمام

 


 

 

قرأت ومعي كل أهل السودان ما كتب مستشار قائد الدعم -عزت يوسف المرافعة التي تنضح غطرسة وغرور وما بها من تبرير سطحي لمناصرة سلوك قائد الدعم السريع وجنوده ومن سار مسارهم الدموي في التقتيل والتخريب بحجة أن مثقفي السودان كلهم أنصار الدولة القديمة ذات المفاهيم العنصرية و كذلك أفعال الجيش وتاريخه الاسود وما تمت ممارسته في الحروب الاهلية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا .
وجرم الجميع حتى صفوة من كتاب عصرنا الحالي من السودانيين وجاء بأسماء قلة لا نحفل بها في فضاءنا السياسي وقد نقرأها لمعرفة طرح المعارضة والعقل الجماعي لكل ألوان الطيف السياسي و لجمهرة المثقفين الذين يمارسون الاستعراض المعرفي بالاضافة لنقد السلطة و نفد تجارب النخب في السياسية والشأن العام
في مدخل ماكتب شكي من شح الوقت وهو المستشار المترف صاحب الهوية الكندية وكذلك قال أن طرحه هذا لتبيان مواقف أصدقاء كنا معا على سواح العمل العام واستخدم تعبير يسياري في أنهم كانوا يعملون معا من أجل وطن حر ديمقراطي, وتحدث عن زراعة صورة الوطن في أذهانهم وهو لا يزال يمارس الحلم عن وطن حلم به أي عقلية لمستشار يعيش الخيال ويوطن نفسه عقله في الخيال لا الواقع المعاش أقول له أسعد بخيالك الجميل فأنت محتاج للخيال لتجاوز أزمة اتكسار مثقف الهامش العامر بالتناقضات , وهذه حقيقة لا لبس فيها أنت من هزمته مصالحه وقبليته قبل صراع المبادئ والقيم ترفل في عز منهوب من ذهب ارض الوطن تتكلم بلسان أعجمي عن هذه الأمة بل تمارس أبشع أنواع التضليل لذاتك قبل الآخرين , دعني أقولك أعرف اليسار وخاصة الحزب الشيوعي عندما يصنع مناضل يسقط من دواخله القبلية والجهوية ولكن ربي عليم أنت من أي المدراس من اليسارية وعلي يد من تتلمذت وبأي منهج فلسفي تفكر واقول لك انت ليس بعيد من الفوضويين بأي حال ,و تعرقهم أصدقاءنا كانوا ولا يزالون بناءة فكرة ذات طرح له منهج وقرائن ومدلول ولقد عرفنا الرفاق في كل قبائل اليسار أصحاب رؤي وأفكار بل له كارزما الموقف لا سجال الهوائيات أو الانحطاط الي مستوي النرجسية , بل يسمون بنا في كل القيم الوطنية والاساتية
نحن اليوم بتجربة الاحتراب الماثلة وليس بجديد على أمتي، ولكن تبدو الحقائق التي تود ترويجها أقل أهمية من القيم في تشكيل مداركنا عن الأمور وتبدو الصورة التي سطرتها أهم من الأصل، والوهم أهم من الحقيقة، والخيال أهم من الواقع ,وتحاول أغرقنا بالأكاذيب والادعاءات، وتاريخ الحرب والأزمات، والفقر والفساد، والهجرة ، وتفاوت المعرفة والثروة والقوة وتقديمها في سياق سياسي بافضل تفسيراً غير معيناً بالحقيقة و علينا الإذعان وتصديق تفسيرك الخاطئ، وبين الحق والظلم
وازدادت حملات التضليل الإعلامي والسياسي حولنا نعم وأنت جزء منها الان ويظهر دياركم هذا ويشجع البعض على أن يلوي عنق الحقيقة ليناسب آراءهم، بدلاً من العكس. ليس بالضرورة حملة تؤكد أن الحقائق غير مهمة، بل قناعة بأن الحقائق يمكن دوماً حجبها وانتقائها لمناصرة القائد الذي يدفع الملايين جوقة المستشارين و الآكلين على كل مائدة والباحثين عن الثراء السريع من أمثالك ويبدو أن الكشف عن التضليل والأكاذيب لا يغير كثيراً في تلقيها وتقبلها وتبريرها، إذ يُنظر إليها بوصفها مواقف لازمة لهذه الفوضي الحالية أو استجابات ضرورية في إطار صراع سياسي أو مواجهة، وهذا يتطلب تفسيراً من الناحية الأخلاقية والقيمية، كما يتطلب تقصياً للعلاقة بين الحقيقة والسياسة وأيضاً بين الحقيقة والأخلاق، ليس لدى الأفراد وصناع السياسات ورجال المال والأعمال والإعلام، وأيضاً فواعل الفكر والثقافة، الذين يُفتَرَض أن يكون ميزانهم الأخلاقي والقيمي أكثر حساسية حيال ذلك أقول لك انما كتب هي مجرد دعاية سياسية مضللة وحسب تقيمي ليس بالضبط. إن كلمة ما بعد الحقيقة، سوف تظهر في النقاش الراهن تعبّر عن القلق الذي يبديه من يهتمون بمفهوم الحقيقة ويستشعرون أنها تتعرض للهجوم لكن ماذا بشأن من يشعرون أنهم يحاولون عرض الجانب الآخر من القصة حول موضوعات خلافية؟ بما يرون ويريدون أن يسوقوا بضاعتهم في سوق البسطاء والمثقفين بلا سند فكري او رؤية أنسانية تليق بهذه الامة وأرثها التاريخي ماذا عن وجود حجة قوية لصالح الحقائق البديلة
وأعلم أن شباب المقاومة وكل قوي الثورة الحية لا تتنازل أو ترمي بشعار العسكر للثكنات والجنجويد أنحل له مدلول فكري وجزء اصيل من الصراع السياسي الماثل الآن ولكن انت لا تستطيع أن تتدرك أهمية هذه الشعارات لأن البطون المتخمة مثلك بالاكل الفاخر الذي بسد الرمق والنبيذ المعتق ويجعل البعد عنه حرمان لا مبرر له في ظل الجهويات ومناصرة القبيلة والعيش بمعايير العصر لن تعي ماذا يرمي هؤلاء الثوار لان من يعيش في ظل القتلة ويصبح مأجور تموت فيه نخوة الأخيار
وأخير أقولكم يا سعادة المستشار وكوكبة العاملين من حميدتي لك عرفنا أنكم لا تملكون أي مشروع لخدمة الوطن أنها تركمات سنوات من الجرائم في حق شعبنا وسجل فساد كبير وخوف من القصاص
وكل ما كتبت ليس له علاقة بالحقيقة و ما بعد الحقيقة بالواقع اليوم في ارض السودان بل تتعلق بالطريقة التي يتجاوب بها شعبنا معكم مع الواقع الذي تحاولون فرضه علينا , ونحن نعي تحيز أتتكم وكيفية الانتصار عليها وحتى نغدو في وضعية أفضل للتغلب عليها نقول ولكل أهل السودان أنتم ظاهرة سوف تنقرض لا محال ذات يوم وهذه هي الحقيقة المهمة كما كانت دوماً, أما السؤال عما إذا كنا سندرك لماذا أنت اليوم تكتب هذه المرافعة ذات المضامين الغرائبية والمضحكة لانكم في أزمة الضمير وفقدان الطرح الفكري والإنساني للنهوض بمشروع سياسي يقنع الشعب لمابعد الحرب أو ما بعد الحقيقة سعادة المستشار.

zuhairosman9@gmail.com
////////////////////////

 

آراء