توصية إلى المجتمعين في عنتيبي: مسار مستقبلي لنزع الشرعية عن حكومة الأمر الواقع في السودان

 


 

 

مع اجتماعكم اليوم في مدينة عنتيبي، عاصمة أوغندا، لمناقشة مستقبل السودان في ظل أوضاعه المتأزمة، يقف على المحك ليس فقط مستقبل الحكم المدني والديمقراطية، ولكن أيضًا وحدة البلاد واستقرارها. يتطلب الوضع الراهن تفكيرًا استراتيجيًا واتخاذ خطوات حاسمة لنزع الشرعية عن حكومة الأمر الواقع التي تعمل من بورتسودان.
هذه الحكومة، التي يقودها الفريق عبد الفتاح البرهان، لا تتمتع بتفويض شعبي أو إجماع وطني، كما أنها تتبنى سياسات تزيد من حدة الانقسامات في السودان، سواء عبر قرارات تمييزية، مثل حظر إصدار الوثائق الثبوتية لفئات معينة من المواطنين، أو عبر خطوات اقتصادية كإصدار عملة جديدة دون أي تغطية جغرافية شاملة. إن هذه السياسات تمثل تهديدًا مباشرًا للوحدة الوطنية، مما يتطلب موقفًا حازمًا من المجتمعين في عنتيبي تجاهها.
توصيات عملية للتحرك
1. الاعتراف بحكومة مدنية بديلة:
ضرورة تشكيل حكومة منفى مدنية تمثل تطلعات الشعب السوداني وتضم كافة القوى المناهضة لحكم الأمر الواقع. هذه الحكومة يمكن أن تُعزز شرعيتها الدولية من خلال أداء أدوار أساسية تشمل:
o متابعة وتنسيق الجهود الإنسانية لحماية المدنيين.
o بناء تحالفات مع المجتمع الدولي لضمان الالتزام بحقوق الإنسان ودعم الحلول السلمية.
o التحدث بصوت موحد للمطالبة بوقف الحرب وعودة المسار الديمقراطي.
2. تصعيد الجهود الدبلوماسية:
الضغط على الدول المؤثرة في المنطقة لسحب دعمها لحكومة بورتسودان، وإقناعها بأن حكومة الأمر الواقع تمثل عقبة أمام تحقيق استقرار مستدام في السودان.
3. تعزيز الحراك الشعبي:
دعم الحراك الشعبي السلمي داخل السودان، والذي تقوده لجان المقاومة والقوى المدنية، من خلال توفير منصات إعلامية ودعم تقني يتيح له نقل معاناته إلى العالم.
4. توسيع العقوبات الفردية:
التركيز على فرض عقوبات تستهدف المسؤولين المباشرين عن الانتهاكات الإنسانية وجرائم الحرب، بدلًا من فرض عقوبات تؤثر على الشعب السوداني ككل.
5. تعزيز جهود العدالة الدولية:
دعم توثيق الانتهاكات ورفع قضايا ضد المسؤولين عن الجرائم في المحاكم الدولية.الإسلاميون: العقبة أمام التحول الديمقراطي
من الواضح أن الإسلاميين في السودان، سواء كانوا ظاهرين أو يعملون في الخفاء، لن يتركوا للقوى المدنية مجالًا لبناء سلطة تقف في وجه الوضع الراهن. هم يدركون أن أي تحول ديمقراطي حقيقي سيُقصيهم من مواقعهم، لذلك سيسعون بكل ما أوتوا من قوة لإفشال أي محاولات للانتقال نحو حكم مدني.
على المجتمعين في عنتيبي أن يدركوا هذه الحقيقة ويعملوا على بناء جبهة صلبة ضد هذا التوجه. يجب أن تكون رسالتكم واضحة: لا عودة إلى الوراء، ولا تسوية تُبقي على أي نظام سلطوي يخدم أجندات الإسلاميين أو يعيد إنتاج ديكتاتوريات الماضي.
إن مستقبل السودان لا يزال معلقًا بخيط رفيع بين الحرب والسلام، وبين الشرعية والدكتاتورية. نجاح جهودكم اليوم يتطلب وحدة في الرؤية والتصميم على دعم الشعب السوداني في كفاحه من أجل الحرية والديمقراطية. أنتم الآن أمام فرصة تاريخية لتغيير مسار هذا البلد ووضعه على طريق السلام المستدام.

zuhair.osman@aol.com

 

آراء