توضيح حول حديث البشير في الامارات

 


 

مكي المغربي
24 February, 2015

 



...................
لا يوجد جديد في حديث الرئيس عمر البشير عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ولا أعتقد أنه "كلام حسب الطلب"، كما يهمز و يغمز الذين "فقعت هذه الزيارة مرارتهم"، لأن السودان لم يؤيد يوما التنظيم الدولي للإخوان بل ظل منتقدا له على الدوام، وهذا الأمر يعود إلى مرحلة سابقة للإنقاذ نفسها. أما حضور رموز التيارات الاسلامية في المؤتمرات العامة للحركة الإسلامية فهو لا يتجاوز التمثيل الرمزي ولا يتمخض عنه قيادة إسلامية دولية ينظمها او يرعاها السودان كما لا يتمخض عنه أي تدخل للشخصيات الزائرة في القضايا السودانية، اللهم إلا على شاكلة التوسط بين الترابي والبشير ... وقد كانت كلها وساطات فاشلة ولم تفض إلى أي شيء وهذا دليل على أن دورهم كان ولا يزال دورا رمزيا.
نص حديث البشير قاله من قبل وزير الخارجية علي كرتي في حوار منشور ومشهور قبل سنتين، وقبل كرتي قالته قيادات إسلامية سودانية وسطرناه في أعمدتنا بوضوح، وقلناه في مداخلات تلفزيونية عديدة.
الجديد هو ترفيع مستوى التصريح، ليكون رئاسيا وهو أمر تطلبته ضرورة توضيح صورة السودان، و تستدعيه سنوات من التساؤلات التي يثيرها كثيرون وحملات تشكيكية ضخمة يقودها اخرون ... وكما ذكرت هو مجرد ترفيع لمستوى التصريح تبعا لمستوى الزيارة التي يقوم بها البشير ومقدار أهميتها وأهمية الدولة و القيادة التي يزورها. 
لقد حاورت الأستاذ علي كرتي وزير الخارجية السوداني  في سماء رواندا في 24 مارس 2013 عندما كنا عائدين من افتتاح المقر الجديد للسفارة السودانية في كيغالي العاصمة وقبل ذلك الحوار كنت قد كتبت في 14 مارس عمودا بعنوان " الإخوان المسلمون وأزمتهم مع دول الخليج العربي"، وهذا كله سابق للتحولات التي شهدتها مصر، لقد عبرنا عن موقفنا عندما كان مرسي في السلطة، ولم ننتظر ليزول حكمه ثم "نجعجع"، هذا موقف مبدئي قطعي وليس انتهازيا والحمد لله رب العالمين.
الحوار مع علي كرتي:
(س: هنالك تخوف خليجي من المشروع الأممي للإخوان المسلمين خاصة وان التنظيم الدولي للإخوان يتعامل مع الإخوان في كل مكان باعتبارهم فروعا له، وهذا ما يجعل أهل الخليج ينظرون للإخوان وكل الإسلاميين باعتبارهم تابعين لإخوان مصر!
ج: الدول الخليجية لها الحق في هذا التخوف، ولكن هذا الأمر لا يشمل السودان. نعم صحيح هنالك تنظيم دولي للإخوان المسلمين ولكن قيادة التنظيم في السودان سابقا رفضت الانصياع لهذا التنظيم الأممي أو الائتمار بأمره ورجحت أن لكل بلد واقع يحكمها وقيادة مبايعة تخصه. حتى هذه القيادة في السودان عندما قالت إن هنالك بيعة أخرى غير بيعة ولي الأمر تم تغييرها ولم يعد لها تأثير. حسب تقديري... يجب أن تراجع صيغة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين حتى يتم التوصل إلى صيغة سليمة وبذلك تزول المخاوف. وعلى كل مجموعة في وطنها أن تبذل مجهودا في توضيح موقفها. ليس مأثورا عن السودان أن نسق أو كانت له علاقات بالتنظيم الدولي فيما يتعلق بشئون روافده وفروعه. السودان يلتقي مع التنظيم العالمي في التوجه الإسلامي العام وهذا أمر يلتقي فيه مع جهات عديدة بما في ذلك أحزاب وكيانات وحكومات.
س: هنالك توجه في فكر الإخوان يفسره البعض بأنه استهداف للدولة الوطنية وربما يكون الغرض تفكيكها لصالح المشروع الأممي المؤسس على فكر الإخوان!
ج: مواطنو الخليج لهم الحق في التفكير المستقل، ولهم الحق في انتقاد هذا التوجه لأن أي محاولة لتفكيك الدولة الوطنية ستكون مجرد قفزة في الهواء. وليس هنالك نظاما دوليا يستحق أن يخلع المواطن من أجله عباءة انتمائه الوطني خاصة إذا كانت الدولة الوطنية لا تمنع التوجه الإسلامي والدعوة إليه كما تترك له مساحة واسعة للتفاعل مع هموم الإسلام عبر العالم)
فقرة من عمودي : (أزمة الإخوان المسلمين في الخليج لا تقتصر على نزعتهم لإجهاض (الدولة الوطنية) لصالح المشروع الأممي الكبير. ولو أمعنا النظر في هذه النقطة لقلنا دون تردد أن الإخوان يتلبسهم فيها خطأ كبير وعظيم؛ إذ يشهد الواقع والمعطيات الإقتصادية والأمنية والسكانية أن تعزيز الدولة الوطنية في الخليج (فرض عين) على كل مواطني تلك الدول، ولا بد من تنحية الهواجس والوساوس حول التناقض بين الدولة الوطنية والإنتماء للأمة الإسلامية والوطن العربي، لأن هذا الإنتماء الكبير عبارة عن مجموع إرادات وطنية مستقلة ولكنها متضامنة ومنتمية)

makkimag@gmail.com
////////

 

آراء