ثم ماذا بعد الحرب؟؟؟
بشير عبدالقادر
12 June, 2023
12 June, 2023
لعل هذه الحرب اللعينة ستكون الدرس الاهم في حياة الشعب السوداني في الدولتين!!! وتجعله يهتز من حلفا الى "نيمولي"!!! هذا الشعب العظيم عرف هو وعرف العالم من بداية التاريخ ان ارضه مليئة بالخير فوق الأرض وتحت الارض وانه كان محل اطماع فردية وجماعية واقليمية ودولية على مر التاريخ .
ولكن وجود كل تلك الخيرات من ماء وارض زراعية بكر جعلت ذلك المواطن لا يحتاج لان يبذل كثير جهد للحصول على لقمة عيشه بأبسط مجهود وكمثال كان مشروع الجزيرة يكفي لتمويل وزارة المالية لتسيير السودان من ناحية مالية. مما جعل غالبية الشعب تعيش شيء من الرخاء الكاذب، فمهما كان عمل المواطن بسيط فقد كان ينال راتب او مقابل لعمله اكثر من من الانتاج الذي حققه، ثم دار الزمان وتعلم ذلك المواطن شيء من الاتكالية بل الاستغلالية لخزينة الدولة فهو لا ينتج الا القليل مهما كان نوع عمله ولكنه ينال بصورة شرعية وزبونية ومجاملاتية مقابل اكثر من انتاجه الفعلي, ثم قاد ذلك الكسل عن الانتاج لشيء من الفساد المالي فكل مواطن يريد ان ''يحلب'' بقرة الدولة و يسرق خزينة الدولة بصورة او بأخرى مما أدى لتفشي الرشاوى والفساد المالي والاداري ولان يصبح المواطن قليل الانتاج و "طفيلي" على الدولة.
هذا الامر قاد لأن يشعر ابناء الهامش من الرعاة والمزارعين واصحاب المهن اليدوية بالاقاليم بأن هناك مكسب مادي وحياة سهلة لسكان المدن مع تمتعهم بالخدمات الصحية والتعليمية بصورة افضل من سكان الاقاليم البعيدة من العاصمة، وهو امر قاد لهجران الرعاة والمزارعين لمناطق الانتاج ولزيادة الهجرات الداخلية نحو الخرطوم والمدن الكبرى مما أدى لزيادة إضعاف الانتاج الدولة وزاد في التوسع في الحرف الهامشية في العاصمة والمدن الكبرى.
استطاعت السلطة الحاكمة في المركز ممارسة سياسة فرق تسد بإمتياز مستخدمة كل ادوات التمييز مثل القبلية والجهوية والدين واللغة وحتى المهن لتشق صفوف الشعب المسكين وتشغله في صراعات جانبية. فجاءت حرب جنوب السودان وسميت بخبث جهاد ديني!!! ثم جاءت حروب دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وبجانبها انقلابات فاشلة او محاولة لي ذراع السلطة المركزية كما حدث في العام 2010م ودخول قوات العدل والمساواة المسلحة بقيادة د. خليل ابراهيم العاصمة الخرطوم.
بعد ان توسعت العاصمة الخرطوم واحتوى ما يقارب ثلث سكان السودان. وبالطبع انتقلت اليها كل الحركات المسلحة وانتقل الصراع المسلح الى من يسيطر على الحكم في الخرطوم وبخاصة وزارة المالية والمعادن
باعتبار من يسيطر على المال والسلاح هو من سيتحكم في القرار السوداني؛ وتأزم الحال حتى أودى للفتنة بين الاخوة الاعداء.
اذن اختلفت اسباب الصراع وتعددت وان كان عصبها هو التمتع بخيرات السودان فوق الارض وتحت الارض دون الاهتمام باستثمارها وتطويرها ، خاصة إن إمتلاك السلاح لا يمكن ان يحل بحال في محل إمتلاك رؤية سياسية وبرامج إقتصادية للتنمية.
وهاهي الخرطوم تشتعل في حرب لن يكون فيها منتصر بل الخاسر هو كل السودان وشعبه كإخر مرحلة قبل الانتقال لحرب أهلية ستؤدي لتمزيق الشعب كما في سوريا ولتقسيم السودان كما في الصومال.
اذن يجب اعادة تكوين عقلية المواطن السوداني عبر المناهج المدرسية والاعلام الرسمي والشعبي ووسائل التواصل الاجتماعي وخطب المساجد وصلوات الكنائس بل وفي مخاطبة وقفات شعبية في الأسواق؛ بنبذ القبلية والجهوية وكل اسباب التفرقة الدينية والحزبية والفكرية وغيرها؛ وحتمية الوحدة الوطنية لسلامة الشعب والوطن.
وافهامه بان الخير الذي تحت أرجله يكفي لمئات الاجيال القادمة وان عليه فقط توحيد الصف الوطني و التعاون لاستثمار ذلك الخير من اراضي زراعية خصبة وثروات حيوانية ومعادن وبترول وحتى الرمال والاتجاه نحو التنافس في الانتاج؛ و فهم ان الحكم ليس هدف في ذاته بل وسيلة لخدمة الشعب وليس للاغتناء الشخصي. وانه ليس المهم من يحكم بل الاهم كيف يحكم السودان. وبجانب ذلك فهم ان الحكم المدني هو الآلية الوحيدة لتحقيق العدل وبسط الحريات و لنشر المساواة التامة بين كل افراد الشعب دون الالتفات لاثنية او جهوية؛ وتقديم الشخص المناسب بحسب تخصصه وأمانته للمنصب المناسب لخدمة الشعب.
اذن هي امانة ومسؤولية فردية لكل مواطن اما ان تساهم ايجابيا في اعادة البناء والتعمير وبالعدم تساهم في الخراب و التدمير وعودة الحرب.
abdelgadir@hotmail.com
ولكن وجود كل تلك الخيرات من ماء وارض زراعية بكر جعلت ذلك المواطن لا يحتاج لان يبذل كثير جهد للحصول على لقمة عيشه بأبسط مجهود وكمثال كان مشروع الجزيرة يكفي لتمويل وزارة المالية لتسيير السودان من ناحية مالية. مما جعل غالبية الشعب تعيش شيء من الرخاء الكاذب، فمهما كان عمل المواطن بسيط فقد كان ينال راتب او مقابل لعمله اكثر من من الانتاج الذي حققه، ثم دار الزمان وتعلم ذلك المواطن شيء من الاتكالية بل الاستغلالية لخزينة الدولة فهو لا ينتج الا القليل مهما كان نوع عمله ولكنه ينال بصورة شرعية وزبونية ومجاملاتية مقابل اكثر من انتاجه الفعلي, ثم قاد ذلك الكسل عن الانتاج لشيء من الفساد المالي فكل مواطن يريد ان ''يحلب'' بقرة الدولة و يسرق خزينة الدولة بصورة او بأخرى مما أدى لتفشي الرشاوى والفساد المالي والاداري ولان يصبح المواطن قليل الانتاج و "طفيلي" على الدولة.
هذا الامر قاد لأن يشعر ابناء الهامش من الرعاة والمزارعين واصحاب المهن اليدوية بالاقاليم بأن هناك مكسب مادي وحياة سهلة لسكان المدن مع تمتعهم بالخدمات الصحية والتعليمية بصورة افضل من سكان الاقاليم البعيدة من العاصمة، وهو امر قاد لهجران الرعاة والمزارعين لمناطق الانتاج ولزيادة الهجرات الداخلية نحو الخرطوم والمدن الكبرى مما أدى لزيادة إضعاف الانتاج الدولة وزاد في التوسع في الحرف الهامشية في العاصمة والمدن الكبرى.
استطاعت السلطة الحاكمة في المركز ممارسة سياسة فرق تسد بإمتياز مستخدمة كل ادوات التمييز مثل القبلية والجهوية والدين واللغة وحتى المهن لتشق صفوف الشعب المسكين وتشغله في صراعات جانبية. فجاءت حرب جنوب السودان وسميت بخبث جهاد ديني!!! ثم جاءت حروب دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وبجانبها انقلابات فاشلة او محاولة لي ذراع السلطة المركزية كما حدث في العام 2010م ودخول قوات العدل والمساواة المسلحة بقيادة د. خليل ابراهيم العاصمة الخرطوم.
بعد ان توسعت العاصمة الخرطوم واحتوى ما يقارب ثلث سكان السودان. وبالطبع انتقلت اليها كل الحركات المسلحة وانتقل الصراع المسلح الى من يسيطر على الحكم في الخرطوم وبخاصة وزارة المالية والمعادن
باعتبار من يسيطر على المال والسلاح هو من سيتحكم في القرار السوداني؛ وتأزم الحال حتى أودى للفتنة بين الاخوة الاعداء.
اذن اختلفت اسباب الصراع وتعددت وان كان عصبها هو التمتع بخيرات السودان فوق الارض وتحت الارض دون الاهتمام باستثمارها وتطويرها ، خاصة إن إمتلاك السلاح لا يمكن ان يحل بحال في محل إمتلاك رؤية سياسية وبرامج إقتصادية للتنمية.
وهاهي الخرطوم تشتعل في حرب لن يكون فيها منتصر بل الخاسر هو كل السودان وشعبه كإخر مرحلة قبل الانتقال لحرب أهلية ستؤدي لتمزيق الشعب كما في سوريا ولتقسيم السودان كما في الصومال.
اذن يجب اعادة تكوين عقلية المواطن السوداني عبر المناهج المدرسية والاعلام الرسمي والشعبي ووسائل التواصل الاجتماعي وخطب المساجد وصلوات الكنائس بل وفي مخاطبة وقفات شعبية في الأسواق؛ بنبذ القبلية والجهوية وكل اسباب التفرقة الدينية والحزبية والفكرية وغيرها؛ وحتمية الوحدة الوطنية لسلامة الشعب والوطن.
وافهامه بان الخير الذي تحت أرجله يكفي لمئات الاجيال القادمة وان عليه فقط توحيد الصف الوطني و التعاون لاستثمار ذلك الخير من اراضي زراعية خصبة وثروات حيوانية ومعادن وبترول وحتى الرمال والاتجاه نحو التنافس في الانتاج؛ و فهم ان الحكم ليس هدف في ذاته بل وسيلة لخدمة الشعب وليس للاغتناء الشخصي. وانه ليس المهم من يحكم بل الاهم كيف يحكم السودان. وبجانب ذلك فهم ان الحكم المدني هو الآلية الوحيدة لتحقيق العدل وبسط الحريات و لنشر المساواة التامة بين كل افراد الشعب دون الالتفات لاثنية او جهوية؛ وتقديم الشخص المناسب بحسب تخصصه وأمانته للمنصب المناسب لخدمة الشعب.
اذن هي امانة ومسؤولية فردية لكل مواطن اما ان تساهم ايجابيا في اعادة البناء والتعمير وبالعدم تساهم في الخراب و التدمير وعودة الحرب.
abdelgadir@hotmail.com