ثورة التسلا: إنّها كانت القاضية .. بقلم/ محمود عثمان رزق
محمود عثمان رزق
7 October, 2022
7 October, 2022
morizig@hotmail.com
يقول الله تعالى"إنّ ابراهيم كان أمة"، والرجل الأمة هو الذي يغير الله به الإنسانية ويترك خلفه بصماته على صفحات تاريخها الى الأبد، وقد كان سيدنا إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه وآله كذلك، فعلى قواعد دعوته قد تأسست الديانات التوحيدية السماوية الكبرى. ولو طبقنا هذا المبدأ الإبراهيمي على المخترعات والصناعات الإنسانية سنجد من بينها ما يمكن أن نسميه "مخترعاً أمة"، بمعنى أنَّ أثره صخم جداً على المجتمع ويستطيع أن يقلب الموازين الإقتصادية والإجتماعية رأساً على عقب.
وهذا "الإختراغ الأمة" في نظري -في القرن الواحد وعشرين -هو إختراع السيارة "التسلا" التي تعمل بالكهرباء فقط. هذه السيارة التي أصبحت واقعاً يجري على الأرض في عدد من الدول، ليس فيها ماكينة، ولا جربوكس، وليس فيها عادم ولا لديتر ولا خراطيش تنقل الماء والزيت وليس فيها كثير مما في السيارة العادية المعلومة.
إذن ماذا يعني ذلك في مستقبل السنين؟
هذا ببساطة شديدة يعني أن مئات الألاف من المصانع والتجار والمهنيين سوف يجدون أنفسهم خارج سوق التجارة والصناعة والعمل بضربة قاضية بحلول عام 2030. وحينئذ سيدخل الإقتصاد العالمي )أي بحلول عام (2030 مرحلة جديدة أشبه بمرحلة الثورة الصناعية في أوروبا في القرن الثامن عشر. فأي صناعة لها علاقة بمكنيكة السيارات سوف تجد نفسها أمام أمواج عالية وعاتية لا عاصم منها إلا الله تعالى، وكذلك سيجابه نفس المصير تجار الإسبيرات والزيوت والمهنين وسيحل محلهم تجار جدد ومهنين جدد على علم جديد وفن جديد.
وليس ذلك فحسب، بل ستهدد ثورة التسلا صناعة البترول ودول البترول بتحديات عظام وجسام مالم يجدوا لصناعتهم مصرفاً آخر غير مصرف السيارات التقليدي توفق به أوضاعها. وربما يستفيد السودان كبلد زراعي إستفادة عظمى من هذه الثورة الصناعية لأنها ستوفر له "الجازولين" للزراعة بثمن بخس من جهة، ومن جهة أخرى ربما تخفض له فاتورة "البنزين" والترحيل عموماً بصورة كبيرة تساعده على تقوية عملته المحلية واقتصاده عموماً.
وباختصار إن عام 2030 سيكون بداية عهد النهضة العلمية والصناعية الجديدة والتي ستكون مدهشة تزين الأرض وتزخرفها حتى يصاب أهلها بالغرور والإنتشاء! وفي كتاب الله خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم ففيه يقول الله تعالى محدثاً عن ذلك المستقبل المدهش:(حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ)، وبخصوص التطور في مجال النقل والمواصلات يقول تعالى: ﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾. فمن من الناس كان له علم بقدوم "التسلا" قبل عشرات السنين؟ ووفقاً لهذه الآية إنَّ "التسلا" نفسها ستصبح في يوم من الأيام غريبة كغربة أهل الكهف في قومهم مصداقاً لقوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (سورة الإسراء)، اللهم أفتح علينا بالحق وزدنا علماً يا علام الغيوب.
16 سبتمبر 2022
يقول الله تعالى"إنّ ابراهيم كان أمة"، والرجل الأمة هو الذي يغير الله به الإنسانية ويترك خلفه بصماته على صفحات تاريخها الى الأبد، وقد كان سيدنا إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه وآله كذلك، فعلى قواعد دعوته قد تأسست الديانات التوحيدية السماوية الكبرى. ولو طبقنا هذا المبدأ الإبراهيمي على المخترعات والصناعات الإنسانية سنجد من بينها ما يمكن أن نسميه "مخترعاً أمة"، بمعنى أنَّ أثره صخم جداً على المجتمع ويستطيع أن يقلب الموازين الإقتصادية والإجتماعية رأساً على عقب.
وهذا "الإختراغ الأمة" في نظري -في القرن الواحد وعشرين -هو إختراع السيارة "التسلا" التي تعمل بالكهرباء فقط. هذه السيارة التي أصبحت واقعاً يجري على الأرض في عدد من الدول، ليس فيها ماكينة، ولا جربوكس، وليس فيها عادم ولا لديتر ولا خراطيش تنقل الماء والزيت وليس فيها كثير مما في السيارة العادية المعلومة.
إذن ماذا يعني ذلك في مستقبل السنين؟
هذا ببساطة شديدة يعني أن مئات الألاف من المصانع والتجار والمهنيين سوف يجدون أنفسهم خارج سوق التجارة والصناعة والعمل بضربة قاضية بحلول عام 2030. وحينئذ سيدخل الإقتصاد العالمي )أي بحلول عام (2030 مرحلة جديدة أشبه بمرحلة الثورة الصناعية في أوروبا في القرن الثامن عشر. فأي صناعة لها علاقة بمكنيكة السيارات سوف تجد نفسها أمام أمواج عالية وعاتية لا عاصم منها إلا الله تعالى، وكذلك سيجابه نفس المصير تجار الإسبيرات والزيوت والمهنين وسيحل محلهم تجار جدد ومهنين جدد على علم جديد وفن جديد.
وليس ذلك فحسب، بل ستهدد ثورة التسلا صناعة البترول ودول البترول بتحديات عظام وجسام مالم يجدوا لصناعتهم مصرفاً آخر غير مصرف السيارات التقليدي توفق به أوضاعها. وربما يستفيد السودان كبلد زراعي إستفادة عظمى من هذه الثورة الصناعية لأنها ستوفر له "الجازولين" للزراعة بثمن بخس من جهة، ومن جهة أخرى ربما تخفض له فاتورة "البنزين" والترحيل عموماً بصورة كبيرة تساعده على تقوية عملته المحلية واقتصاده عموماً.
وباختصار إن عام 2030 سيكون بداية عهد النهضة العلمية والصناعية الجديدة والتي ستكون مدهشة تزين الأرض وتزخرفها حتى يصاب أهلها بالغرور والإنتشاء! وفي كتاب الله خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم ففيه يقول الله تعالى محدثاً عن ذلك المستقبل المدهش:(حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ)، وبخصوص التطور في مجال النقل والمواصلات يقول تعالى: ﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾. فمن من الناس كان له علم بقدوم "التسلا" قبل عشرات السنين؟ ووفقاً لهذه الآية إنَّ "التسلا" نفسها ستصبح في يوم من الأيام غريبة كغربة أهل الكهف في قومهم مصداقاً لقوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (سورة الإسراء)، اللهم أفتح علينا بالحق وزدنا علماً يا علام الغيوب.
16 سبتمبر 2022