جاري وصديقي حرامي أعمل شنو؟؟؟
بشير عبدالقادر
13 September, 2021
13 September, 2021
الكل يشكو فساد الاخرين ثم يبرر فساده هو بأنه مضطر بسبب الغلاء وجشع الاخرين!!! إنها دائرة شريرة تطحن الجميع ويتشارك الجميع في زيادة سرعة تكونها وتضخيمها ككرة الثلج المتدحرجة والتي يزداد حجمها في كل دورة اضافية نحو "الدرك" الأسفل.
من الاقوال التي ترددت في السنوات الاخيرة (إن الخرطوم مدينة لا تعرف الاسرار)، فمهما كانت سرية المعلومة فلا بد أنك واجد طرف منها متداول بصورة او بأخرى، وهو ما اصطلح عليه في التعبير المحلي "الشمار شنو"!!!، وفي الغالب الاعم لا يصنف الخبر بأنه بهتان او نميمة او "قطيعة"، بإعتبار ان التركيز على الخبر أكثر من الشخصيات المرتبطة بالخبر، لأن هذه كثيرا ما تحذف او تبدل أثناء تداول الخبر !!! وهذا التبديل والتحوير كثير ما يقود الى سوء فهم يؤدي لفساد العلاقات وهو ما لخصته العبارة السودانية " سمعت ولا جابوه ليك"!!! بل نجد الشعراء أنفسهم لم يفت عليهم ذلك فأنشد أحدهم"جاءنا الخبر شايله النسيم والليل يوشوش في الخمائل"!!
بعد هذه المقدمة "الرمية"، نجد إن إنتشار الاجهزة الاعلامية وخاصة التلفزيون والراديو وانتشار وكالات الأنباء والأخبار ثم دخول النت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي إبتدأ من الفيس بوك والمواقع الالكترونية والاسناب شات والاستجرام وليس انتهاء بالتويتر قد أدى لسرعة إنتشار الخبر او المعلومة بغض النظر عن صحتها من عدمها كأنتشار النار في الهشيم قديما وتفتت القنابل العنقودية حديثا، فعلى المستوى الدولي مثلا سقوط طائرة في الليل البهيم في غابات البرازيل لا يمنع وصول خبرها في عدة دقائق الى الشرق الاقصى حتى اليابان وإستراليا وغيرهم من أصقاع الارض.
عندما قامت الثورة في السودان، انتشرت واشتهرت بعض مصادر المعلومات منهم " منبر شات" و"البعشوم" و "منعم سليمان" و مجاهد بشرى وغيرهم، ثم ظهرت جهات أخرى كثير تنشر الصالح والطالح للتشويش او كبالونات اختبار لوقع الخبر على الشارع العام ومعرفة ما يمكن ان ينتجه من أثار، كذلك ظهر خبر مفاده ان كثير من معلومات تلك المصادر هو جهاز الامن الرسمي او غير الرسمي ، وهناك من أشار الى المصادر ترجع لتضارب المصالح الذي غالبا ما يؤدي إلى اختلاف اللصوص وظهور المعلومة للعلن وأنه "اذا اختلف اللصوص ظهر المسروق"!!!
تواجه لجنة أزالة التمكين هجوم ضاري من كل المنتفعين الفاسدين، سياسيين كانوا او رجال اعمال او مدعي الصحافة - الحرامية-، لذلك أجد أنه من الواجب الوطني على كل مواطن سوداني الوقوف بصلابة مع لجنة إزالة التمكين ومساندتها وذلك بكشفه لكل الفساد حوله ومد اللجنة بالوثائق والمعلومات وليس الاكتفاء بالتصفيق لها عن بعد . ان ما تكشفه لجنة ازالة التمكين هي امور لا تخطر على البال اصلا ويشيب لها الولدان، فمثلا و بغض النظر عن كمية الاموال السائلة التي سرقها كل مسؤولي نظام الانقاذ المباد لكن نجد لهؤلاء الحكام الفاسدين غرام عجيب بإمتلاك الاراضي!!! خذ مثلا نائب البشير المخلوع الاستاذ علي عثمان يمتلك 150 فدان في "عد الشيخ" وهو كان يسكن في بيت ايجار في الديوم الشرقية ثم بيت ايجار في الصحافة شرق قبل ان يسرق مع عصابة الحركة اللاأسلامية السلطة، اما وزير الخارجية الاسيق علي كرتي فقد ثبت ان هناك 343 قطعة ارض مسجلة بأسمه، تم استرداد 99 قطعة منها حتى الان، ووضع رئيس البرلمان المخلوع إبراهيم احمد عمر يده على 500 فدان ف "ود الزاكي" وإستحوذ محمد حسن الامين - محامي المخلوع البشير- ونائب رئيس المجلس الوطني على 150 فدان في "العشير وأم كريشة" ، ونهب احمد هارون 100 فدان في "الشيخ الحسين"، وسرق مدير عام الشرطة الاسبق ورئيس مجلس تنسيق الحركة الاسلامية بولاية الخرطوم هاشم عثمان الحسين 50 فدان في "الشيخ الحسين" وسبق أن تم استرداد 32 قطعة ارض منه، هذا الهاشم عثمان القائل في المؤتمر العام التاسع للحركة الاسلامية بولاية الخرطوم في نوفمبر 2018م "...عن نفسي محتاج لدفعات معنوية والدفعات المعنوية تتحقق بهذا التكبير والتهليل" ثم رفع اصبعه منشدا "...لا لدنيا قد عملنا"!!! واستحوذ رئيس جهاز الامن والمخابرات الاسبق محمد عطا المولى على 32 فدان في"الشيخ الحسين" ، ونهب احمد الفشاشوية 88 قطعة ارض.
بما ان الشعب السوداني كله يستطيع الحصول على المعلومات عن كل الفاسدين من اهاليهم وجيرانهم واصدقائهم ومنافسيهم، فأجد انه لزام على الشعب ان يقف مع لجنة ازالة التمكين ويساندها بالبلاغ عن كل الفاسدين واللصوص ونشر المستندات، -انا على يقين كامل بأن ما تبقى ولوقليل من أخلاق السودانيين عند أؤليك الفاسدين سيجعلهم يقومون بالتحليل وارجاع اموال الشعب لخزانة الدولة- كما يمكن تخصيص مكأفاة لمن يقوم بالابلاغ عن الفاسدين وهو أمر ليس بدعة فلقد سبقتنا اليه كثير من الدولة .
ففي (شهر اكتوبر 2018م تعهد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بوضعِ قانونٍ يكافئ المُبلغين قائلا " إن استرداد الثروات المنهوبة يساعد في خفض العجز في الميزانية، وتخفيف العبء الذي يرزح تحته اقتصاد البلاد.... إن ملياراتِ الدولارات من الأموال العامة قد سرقت خلال العقود الأخيرة، ومعظمها تم غسله خارج البلاد. وأضاف “القانون سيدعو المواطنين لتحديد هوية الفاسدين وسيحصل (المبلغون عن المخالفات) على 20 بالمئة من الأموال غير المشروعة، والأصول المستردة من هؤلاء الناس.” وأضاف أن الـ80 بالمئة الباقية ستستخدم لسداد ديون باكستان). أما في المملكة العربية السعودية فقد أنشئت الهيئة العامة لمكافحة الفساد، وخصصت موقع خدمة الكترونية بعنوان "بلاغ عن فساد وتمت تسميته "نزاهة".
أما فيما يختص بالحكام السابقين الفاسدين الفارين "كالفئران المذعورة" فيمكن طلبهم بواسطة البوليس الدولي الانتربول وخاصة الموجودين في مصر وماليزيا وتركيا والامارات. وقد سبق لدولة جنوب افريقيا أن طالبت دولة الامارات العربية المتحدة بتسليمها ثلاثة من مواطني جنوب افريقيا المتواجدين بأابوظبي وهم "أتول وأجاي وراجيش جويتا" لمشاركتهم الرئيس الجنوب افريقي فساد اختلاس اموال حكومية، وكان ذلك الفساد من ضمن أسباب سقوط الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما، وأوت دولة الامارات كذلك من المتهمين بالفساد برويز مشرف رئيس حكومة باكستان الاسبق وينجلوك شيناواترا رئيسة وزراء تايلاند السابقة.
أذن على المواطن السوداني بدل الاكتفاء بالشكوى من الفساد والجشع ، فليرفع شعار " يا جاري وصديقي الحرامي لديك 72 ساعة للتحلل من مال الشعب وإلا سأبلغ عنك بكل وطنية حتى لا أصبح ضمن "الساكت عن الفاسد هو فاسد"!!!
تغنى الراحل مصطفى سيد أحمد من كلمات شاعر الشعب محجوب شريف
"السلاح ياهو السلاح
أصلو ما بهــزم قضية
و عمـرو ما جمل قباح
و البنادق لما تفتـح نارها في صـدر المناضل ..
بنفتـح فـي الليل صبـاح ..
و الرصـاصة بتنهــزم ..
لما الصــدور الضـاوية بالحب تبتسـم ..
و تغني للمـوت و الجراح
***
قلنا ليـهم ..
البنـادق لما تسكت ..
ما بترتـاح في سـكـونها ..
ليلها مليان بالهواجـس ..
و نومها أوهامها و ظنونها
كلما أصواتنا تـعـلـي
تصحي تتحسس دقونها
ليلهم الخوف الكوابيس .. و الخيانة
و نحـنا قدامـنا الصـباح".
wadrawda@hotmail.fr
/////////////////////////
من الاقوال التي ترددت في السنوات الاخيرة (إن الخرطوم مدينة لا تعرف الاسرار)، فمهما كانت سرية المعلومة فلا بد أنك واجد طرف منها متداول بصورة او بأخرى، وهو ما اصطلح عليه في التعبير المحلي "الشمار شنو"!!!، وفي الغالب الاعم لا يصنف الخبر بأنه بهتان او نميمة او "قطيعة"، بإعتبار ان التركيز على الخبر أكثر من الشخصيات المرتبطة بالخبر، لأن هذه كثيرا ما تحذف او تبدل أثناء تداول الخبر !!! وهذا التبديل والتحوير كثير ما يقود الى سوء فهم يؤدي لفساد العلاقات وهو ما لخصته العبارة السودانية " سمعت ولا جابوه ليك"!!! بل نجد الشعراء أنفسهم لم يفت عليهم ذلك فأنشد أحدهم"جاءنا الخبر شايله النسيم والليل يوشوش في الخمائل"!!
بعد هذه المقدمة "الرمية"، نجد إن إنتشار الاجهزة الاعلامية وخاصة التلفزيون والراديو وانتشار وكالات الأنباء والأخبار ثم دخول النت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي إبتدأ من الفيس بوك والمواقع الالكترونية والاسناب شات والاستجرام وليس انتهاء بالتويتر قد أدى لسرعة إنتشار الخبر او المعلومة بغض النظر عن صحتها من عدمها كأنتشار النار في الهشيم قديما وتفتت القنابل العنقودية حديثا، فعلى المستوى الدولي مثلا سقوط طائرة في الليل البهيم في غابات البرازيل لا يمنع وصول خبرها في عدة دقائق الى الشرق الاقصى حتى اليابان وإستراليا وغيرهم من أصقاع الارض.
عندما قامت الثورة في السودان، انتشرت واشتهرت بعض مصادر المعلومات منهم " منبر شات" و"البعشوم" و "منعم سليمان" و مجاهد بشرى وغيرهم، ثم ظهرت جهات أخرى كثير تنشر الصالح والطالح للتشويش او كبالونات اختبار لوقع الخبر على الشارع العام ومعرفة ما يمكن ان ينتجه من أثار، كذلك ظهر خبر مفاده ان كثير من معلومات تلك المصادر هو جهاز الامن الرسمي او غير الرسمي ، وهناك من أشار الى المصادر ترجع لتضارب المصالح الذي غالبا ما يؤدي إلى اختلاف اللصوص وظهور المعلومة للعلن وأنه "اذا اختلف اللصوص ظهر المسروق"!!!
تواجه لجنة أزالة التمكين هجوم ضاري من كل المنتفعين الفاسدين، سياسيين كانوا او رجال اعمال او مدعي الصحافة - الحرامية-، لذلك أجد أنه من الواجب الوطني على كل مواطن سوداني الوقوف بصلابة مع لجنة إزالة التمكين ومساندتها وذلك بكشفه لكل الفساد حوله ومد اللجنة بالوثائق والمعلومات وليس الاكتفاء بالتصفيق لها عن بعد . ان ما تكشفه لجنة ازالة التمكين هي امور لا تخطر على البال اصلا ويشيب لها الولدان، فمثلا و بغض النظر عن كمية الاموال السائلة التي سرقها كل مسؤولي نظام الانقاذ المباد لكن نجد لهؤلاء الحكام الفاسدين غرام عجيب بإمتلاك الاراضي!!! خذ مثلا نائب البشير المخلوع الاستاذ علي عثمان يمتلك 150 فدان في "عد الشيخ" وهو كان يسكن في بيت ايجار في الديوم الشرقية ثم بيت ايجار في الصحافة شرق قبل ان يسرق مع عصابة الحركة اللاأسلامية السلطة، اما وزير الخارجية الاسيق علي كرتي فقد ثبت ان هناك 343 قطعة ارض مسجلة بأسمه، تم استرداد 99 قطعة منها حتى الان، ووضع رئيس البرلمان المخلوع إبراهيم احمد عمر يده على 500 فدان ف "ود الزاكي" وإستحوذ محمد حسن الامين - محامي المخلوع البشير- ونائب رئيس المجلس الوطني على 150 فدان في "العشير وأم كريشة" ، ونهب احمد هارون 100 فدان في "الشيخ الحسين"، وسرق مدير عام الشرطة الاسبق ورئيس مجلس تنسيق الحركة الاسلامية بولاية الخرطوم هاشم عثمان الحسين 50 فدان في "الشيخ الحسين" وسبق أن تم استرداد 32 قطعة ارض منه، هذا الهاشم عثمان القائل في المؤتمر العام التاسع للحركة الاسلامية بولاية الخرطوم في نوفمبر 2018م "...عن نفسي محتاج لدفعات معنوية والدفعات المعنوية تتحقق بهذا التكبير والتهليل" ثم رفع اصبعه منشدا "...لا لدنيا قد عملنا"!!! واستحوذ رئيس جهاز الامن والمخابرات الاسبق محمد عطا المولى على 32 فدان في"الشيخ الحسين" ، ونهب احمد الفشاشوية 88 قطعة ارض.
بما ان الشعب السوداني كله يستطيع الحصول على المعلومات عن كل الفاسدين من اهاليهم وجيرانهم واصدقائهم ومنافسيهم، فأجد انه لزام على الشعب ان يقف مع لجنة ازالة التمكين ويساندها بالبلاغ عن كل الفاسدين واللصوص ونشر المستندات، -انا على يقين كامل بأن ما تبقى ولوقليل من أخلاق السودانيين عند أؤليك الفاسدين سيجعلهم يقومون بالتحليل وارجاع اموال الشعب لخزانة الدولة- كما يمكن تخصيص مكأفاة لمن يقوم بالابلاغ عن الفاسدين وهو أمر ليس بدعة فلقد سبقتنا اليه كثير من الدولة .
ففي (شهر اكتوبر 2018م تعهد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بوضعِ قانونٍ يكافئ المُبلغين قائلا " إن استرداد الثروات المنهوبة يساعد في خفض العجز في الميزانية، وتخفيف العبء الذي يرزح تحته اقتصاد البلاد.... إن ملياراتِ الدولارات من الأموال العامة قد سرقت خلال العقود الأخيرة، ومعظمها تم غسله خارج البلاد. وأضاف “القانون سيدعو المواطنين لتحديد هوية الفاسدين وسيحصل (المبلغون عن المخالفات) على 20 بالمئة من الأموال غير المشروعة، والأصول المستردة من هؤلاء الناس.” وأضاف أن الـ80 بالمئة الباقية ستستخدم لسداد ديون باكستان). أما في المملكة العربية السعودية فقد أنشئت الهيئة العامة لمكافحة الفساد، وخصصت موقع خدمة الكترونية بعنوان "بلاغ عن فساد وتمت تسميته "نزاهة".
أما فيما يختص بالحكام السابقين الفاسدين الفارين "كالفئران المذعورة" فيمكن طلبهم بواسطة البوليس الدولي الانتربول وخاصة الموجودين في مصر وماليزيا وتركيا والامارات. وقد سبق لدولة جنوب افريقيا أن طالبت دولة الامارات العربية المتحدة بتسليمها ثلاثة من مواطني جنوب افريقيا المتواجدين بأابوظبي وهم "أتول وأجاي وراجيش جويتا" لمشاركتهم الرئيس الجنوب افريقي فساد اختلاس اموال حكومية، وكان ذلك الفساد من ضمن أسباب سقوط الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما، وأوت دولة الامارات كذلك من المتهمين بالفساد برويز مشرف رئيس حكومة باكستان الاسبق وينجلوك شيناواترا رئيسة وزراء تايلاند السابقة.
أذن على المواطن السوداني بدل الاكتفاء بالشكوى من الفساد والجشع ، فليرفع شعار " يا جاري وصديقي الحرامي لديك 72 ساعة للتحلل من مال الشعب وإلا سأبلغ عنك بكل وطنية حتى لا أصبح ضمن "الساكت عن الفاسد هو فاسد"!!!
تغنى الراحل مصطفى سيد أحمد من كلمات شاعر الشعب محجوب شريف
"السلاح ياهو السلاح
أصلو ما بهــزم قضية
و عمـرو ما جمل قباح
و البنادق لما تفتـح نارها في صـدر المناضل ..
بنفتـح فـي الليل صبـاح ..
و الرصـاصة بتنهــزم ..
لما الصــدور الضـاوية بالحب تبتسـم ..
و تغني للمـوت و الجراح
***
قلنا ليـهم ..
البنـادق لما تسكت ..
ما بترتـاح في سـكـونها ..
ليلها مليان بالهواجـس ..
و نومها أوهامها و ظنونها
كلما أصواتنا تـعـلـي
تصحي تتحسس دقونها
ليلهم الخوف الكوابيس .. و الخيانة
و نحـنا قدامـنا الصـباح".
wadrawda@hotmail.fr
/////////////////////////