جرائم الجيش والمليشيات الموالية له في مدني
رشا عوض
15 January, 2025
15 January, 2025
عندما دخلت قوات الدعم السريع الى جبل موية في يونيو 2024 كتبت على صفحتي بموقع فيسبوك بالحرف الواحد ما يلي:
" الخبر اليقين من وجهة نظري هو:
مزيد من النازحين
مزيد من المعاناة الانسانية
مزيد من القتلى والجرحى السودانيين
مزيد من الحزن والالم لأن الحرب التي نتمنى توقفها اليوم قبل الغد تتمدد وتتسع!
لا أهتم مطلقا بانتصار أحدهما أو هزيمة الآخر
كل ما يهمني هو الهزيمة المغلظة لأحلامنا في وطن آمن مسالم وحر!
لن تنتصر أحلامنا الا إذا هزمنا فكرة الحرب وحجبنا المشروعية عنهم جميعا"
وما أشبه الليلة بالبارحة! فما كتبته عن دخول الدعم السريع الى جبل موية قبل أشهر أكرره الان بعد دخول الجيش والمليشيات الإسلاموية والقبلية المتحالفة معه الى مدني التي أضافت الى انتهاكات الدعم السريع مشاهد اكثر بشاعة مثل ذبخ المواطنين من الوريد الى الوريد واحراق الأطفال وبقر بطون النساء والقاء الناس في النيل مكبلين بالحبال واطلاق النار عليهم!!
لم أتفاجأ بمشاهد القتل والتعذيب وبيوت الأشباح التي باتت مبثوثة على الهواء مباشرة، ولم استغرب تهديدات مليشيات الكيزان وإصدارهم لأحكام الاعدام بكل ثقة واعلانهم بصريح العبارة انهم لا يعترفون باي قانون او نيابات او محاكم، فهذه حربهم وهذه ملامح دولتهم القادمة التي يرسمون حدودها بالدم! انها دولة الفصل العنصري والتطهير العرقي! وما استهداف سكان الكنابي بهذه الوحشية الا في اطار خطة تقسيم السودان التي سبق ان تناولتها بالتفصيل في مقالتي بعنوان "الخطوط العريضة لمؤامرة الكيزان على ولاية الجزيرة" المنشورة بصحيفة التغيير الالكترونية على الرابط
أما الاحتفالات وتبادل التهاني والتبريكات بما يسمى "انتصارات الجيش" فهي وجه آخر من وجوه الأزمة!
وهي تدل على جهل وسذاجة وعدم ادراك لحجم الكارثة الوطنية التي نحن فيها (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة في الشقاوة ينعم)!! وهنا اتحدث عن الاحتفالات التلقائية لمواطنين غير واعين يظنون ان دخول الجيش يعني عودتهم الى بيوتهم وامنهم وراحتهم وحياتهم المعتادة!
هناك من عادوا الى شرق الجزيرة فور سماعهم بقدوم الجيش فحصدت الألغام ارواح ستة منهم! والحالمون بواحة العدل والطمأنينة صدمتهم المذابح والاعتقالات!
الفرح الهستيري الذي نشهده من العائدين الى بيوتهم يلخص بعمق مأساة الحرب!
إذ ان الجيش ومليشيات الكيزان والدعم السريع بالحرب يسرقون اشياءنا البسيطة جدا وتفاصيل حياتنا العادية فتتحول الى امنيات عزيزة تفصلنا عنها مسافات ونحتاج لبلوغها اثمانا باهظة تصل الى دفع حياتنا نفسها!
السكن في بيوتنا، التجول في شوارع حاراتنا واسواقنا، ذهاب الأطفال الى المدارس، وذهاب المرضى الى المستشفيات، صباحات الاعياد ، أنس الاهل والجيران ،طمأنينة الحياة في الوطن..
كل ذلك هو حياتنا المعتادة التي كنا نفكر في تطويرها نحو الافضل ، فالسلام هو الارض التي تنمو فيها احلام الترقي الانساني، احلام ان تكون حياتنا على قيد الحرية والعدالة والتقدم المطرد ، اما الحرب فتتقزم فيها الاحلام الى مجرد ان نكون على قيد اي حياة وان كانت في دار ايواء بائس او معسكر لجوء مذل!
قبل الحرب كنا نفكر في كيفية النجاة من الحياة غير المستوفية لشروط الكرامة الانسانية!
اما بعد الحرب اصبحت تلك الحياة غير المستوفية لشروط الكرامة هي اعز امنية واصعب هدف! فنحتفل ليس بالعودة اليها بل بالعودة الى أنقاضها واطلالها الباهتة!! نحتفل بالغناء والرقص دونما اعتبار لان القصف الجوي والمدفعي والرصاص والجوع والمرض يحصد ارواح الناس في مناطق على مرمى حجر من حلبة الزار التي نحن فيها محتفلون!
المجرمون التافهون الذين اشعلوا الحرب طمعا في السلطة يعرضون علينا في اسواقهم تلك الحياة التي كانت غير مستوفية لشروط الكرامة تحت استبدادهم وفسادهم وظلمهم ويطالبوننا بدفع المكافآت السياسية لهم مقابل عودتنا الى منازلنا المسروقه او المهدمة!! والى شوارعنا التي كانت متسخة بالنفايات العادية فأصبحت مزروعة بالألغام !!
ما نشهده من محاولات الاستثمار السياسي الكيزاني في احتفالات الفرح بدخول مدني وهتافات التغييب والتضليل مثل "جيش واحد شعب واحد" ما هو إلا تكرار لحكاية الذي حبسوه في غرفة عرضها متر واحد وطولها ثلاثة امتار، وعندما اشتكى من ضيقها ادخلوا عليه بقرة فجعلوه يتمنى فقط اخراج البقرة والعودة الى الغرفة الضيقة بل وتقبيل ايادي من اخرجوا البقرة! ومبايعتهم على السمع والطاعة مدى الحياة! رغم انهم هم من أدخلوها وقبل ذلك هم من حشروه في الغرفة الضيقة!
البقرة هي هذه الحرب القذرة التي دفع فاتورتها الابرياء!
والغرفة الضيقة هي ذاك العهد الكيزاني المنحط الذي ثار ضده الشعب السوداني!
إن هذه الحرب هي جريمة ثلاثية الأطراف: الكيزان الطرف الرئيس الذي يسعى عبرها للعودة الى السلطة، الجيش ولقائده البرهان مشروع دكتاتورية عسكرية بقيادته هو، والدعم السريع وله مشروع استبداد مليشياوي، وهذه الاطراف الثلاثة تتشارك الاستخفاف بدم المواطن وماله وعرضه والدليل هو اشعالهم لهذه الحرب ابتداء، وطريقة ادارتهم لها خصوصا في ولاية الجزيرة.
وما نشهده الان من بشاعات وانتهاكات في ود مدني بعد دخول الجيش والمليشيات الكيزانية والقبلية المتحالفة معه أكبر دليل على ان جذر الأزمة واس البلاء في هذه البلاد هو فساد واجرام وعنصرية المؤسسة العسكرية وعلى رأسها الجيش المأزوم منذ تأسيسه والذي تعمقت ازمته أضعافا مضاعفة بعد وقوعه تحت قبضة الإسلامويين لثلاثين عاما ولم يزل!
إن اي متغيرات ميدانية في هذه الحرب بتقدم هذا الطرف او ذاك ، سيطرة هذا الطرف على مدينة وانسحاب الاخر منها تظل مجرد " يوميات دفتر الحرب " التي تتربص بالمواطنين وتهدد أمنهم واستقرارهم، ولذلك بدون ايقاف الحرب بتفاوض جدي وحل سياسي يعالج اسبابها الجذرية ستظل أشباح الرعب والانتهاكات والمذلة حاضرة في حياة المواطنين!
أطراف هذه الحرب عليهم ان يطلبوا من هذا الشعب الصفح والسماح بعد الاعتذار عن انتهاكاتهم وجرائمهم وعلى رأسها هذه الحرب من حيث هي، لا ان يطالبوه بتتويجهم ابطالا!
استرداد مدني من الدعم السريع لن يغسل الجريمة النكراء التي ارتكبت في حقها من ثلاثي الحرب:
• الجيش الذي انسحب في تقصير وإهمال بائن لدرجة انه أعلن عن لجنة تحقيق (منذ تشكيلها لم نسمع عنها شيئا) بالإضافة الى مسرحية كيكل وما ترتب عليها من حملات انتقامية دفع ثمنها مواطن شرق الجزيرة .
• الدعم السريع الذي قتل وسرق ونهب واغتصب واستباح وترك اهل الجزيرة على الحديدة، ودفعت انتهاكاته المواطنين الى النزوح واللجوء والجحيم الذي تسبب فيه جعل بعض المساكين يفقدون عقولهم لدرجة الاحتفال بقدوم الجيش ومليشياته.
• الكيزان وهم العقل المدبر والمنفذ لكل هذا الخراب والشقاء، وما ارتكبته مليشياتهم في مدني منذ دخولها من فظائع بحق سكان الكنابي وغيرهم وما فعلوه قبل ذلك في الحلفايا يكشف طبيعة مشروعهم الاجرامي المتربص بكل معارض لهم، بل بكل برئ ينحدر من قبيلة خارج اقاليم "دولة النهر والبحر".
" الخبر اليقين من وجهة نظري هو:
مزيد من النازحين
مزيد من المعاناة الانسانية
مزيد من القتلى والجرحى السودانيين
مزيد من الحزن والالم لأن الحرب التي نتمنى توقفها اليوم قبل الغد تتمدد وتتسع!
لا أهتم مطلقا بانتصار أحدهما أو هزيمة الآخر
كل ما يهمني هو الهزيمة المغلظة لأحلامنا في وطن آمن مسالم وحر!
لن تنتصر أحلامنا الا إذا هزمنا فكرة الحرب وحجبنا المشروعية عنهم جميعا"
وما أشبه الليلة بالبارحة! فما كتبته عن دخول الدعم السريع الى جبل موية قبل أشهر أكرره الان بعد دخول الجيش والمليشيات الإسلاموية والقبلية المتحالفة معه الى مدني التي أضافت الى انتهاكات الدعم السريع مشاهد اكثر بشاعة مثل ذبخ المواطنين من الوريد الى الوريد واحراق الأطفال وبقر بطون النساء والقاء الناس في النيل مكبلين بالحبال واطلاق النار عليهم!!
لم أتفاجأ بمشاهد القتل والتعذيب وبيوت الأشباح التي باتت مبثوثة على الهواء مباشرة، ولم استغرب تهديدات مليشيات الكيزان وإصدارهم لأحكام الاعدام بكل ثقة واعلانهم بصريح العبارة انهم لا يعترفون باي قانون او نيابات او محاكم، فهذه حربهم وهذه ملامح دولتهم القادمة التي يرسمون حدودها بالدم! انها دولة الفصل العنصري والتطهير العرقي! وما استهداف سكان الكنابي بهذه الوحشية الا في اطار خطة تقسيم السودان التي سبق ان تناولتها بالتفصيل في مقالتي بعنوان "الخطوط العريضة لمؤامرة الكيزان على ولاية الجزيرة" المنشورة بصحيفة التغيير الالكترونية على الرابط
أما الاحتفالات وتبادل التهاني والتبريكات بما يسمى "انتصارات الجيش" فهي وجه آخر من وجوه الأزمة!
وهي تدل على جهل وسذاجة وعدم ادراك لحجم الكارثة الوطنية التي نحن فيها (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة في الشقاوة ينعم)!! وهنا اتحدث عن الاحتفالات التلقائية لمواطنين غير واعين يظنون ان دخول الجيش يعني عودتهم الى بيوتهم وامنهم وراحتهم وحياتهم المعتادة!
هناك من عادوا الى شرق الجزيرة فور سماعهم بقدوم الجيش فحصدت الألغام ارواح ستة منهم! والحالمون بواحة العدل والطمأنينة صدمتهم المذابح والاعتقالات!
الفرح الهستيري الذي نشهده من العائدين الى بيوتهم يلخص بعمق مأساة الحرب!
إذ ان الجيش ومليشيات الكيزان والدعم السريع بالحرب يسرقون اشياءنا البسيطة جدا وتفاصيل حياتنا العادية فتتحول الى امنيات عزيزة تفصلنا عنها مسافات ونحتاج لبلوغها اثمانا باهظة تصل الى دفع حياتنا نفسها!
السكن في بيوتنا، التجول في شوارع حاراتنا واسواقنا، ذهاب الأطفال الى المدارس، وذهاب المرضى الى المستشفيات، صباحات الاعياد ، أنس الاهل والجيران ،طمأنينة الحياة في الوطن..
كل ذلك هو حياتنا المعتادة التي كنا نفكر في تطويرها نحو الافضل ، فالسلام هو الارض التي تنمو فيها احلام الترقي الانساني، احلام ان تكون حياتنا على قيد الحرية والعدالة والتقدم المطرد ، اما الحرب فتتقزم فيها الاحلام الى مجرد ان نكون على قيد اي حياة وان كانت في دار ايواء بائس او معسكر لجوء مذل!
قبل الحرب كنا نفكر في كيفية النجاة من الحياة غير المستوفية لشروط الكرامة الانسانية!
اما بعد الحرب اصبحت تلك الحياة غير المستوفية لشروط الكرامة هي اعز امنية واصعب هدف! فنحتفل ليس بالعودة اليها بل بالعودة الى أنقاضها واطلالها الباهتة!! نحتفل بالغناء والرقص دونما اعتبار لان القصف الجوي والمدفعي والرصاص والجوع والمرض يحصد ارواح الناس في مناطق على مرمى حجر من حلبة الزار التي نحن فيها محتفلون!
المجرمون التافهون الذين اشعلوا الحرب طمعا في السلطة يعرضون علينا في اسواقهم تلك الحياة التي كانت غير مستوفية لشروط الكرامة تحت استبدادهم وفسادهم وظلمهم ويطالبوننا بدفع المكافآت السياسية لهم مقابل عودتنا الى منازلنا المسروقه او المهدمة!! والى شوارعنا التي كانت متسخة بالنفايات العادية فأصبحت مزروعة بالألغام !!
ما نشهده من محاولات الاستثمار السياسي الكيزاني في احتفالات الفرح بدخول مدني وهتافات التغييب والتضليل مثل "جيش واحد شعب واحد" ما هو إلا تكرار لحكاية الذي حبسوه في غرفة عرضها متر واحد وطولها ثلاثة امتار، وعندما اشتكى من ضيقها ادخلوا عليه بقرة فجعلوه يتمنى فقط اخراج البقرة والعودة الى الغرفة الضيقة بل وتقبيل ايادي من اخرجوا البقرة! ومبايعتهم على السمع والطاعة مدى الحياة! رغم انهم هم من أدخلوها وقبل ذلك هم من حشروه في الغرفة الضيقة!
البقرة هي هذه الحرب القذرة التي دفع فاتورتها الابرياء!
والغرفة الضيقة هي ذاك العهد الكيزاني المنحط الذي ثار ضده الشعب السوداني!
إن هذه الحرب هي جريمة ثلاثية الأطراف: الكيزان الطرف الرئيس الذي يسعى عبرها للعودة الى السلطة، الجيش ولقائده البرهان مشروع دكتاتورية عسكرية بقيادته هو، والدعم السريع وله مشروع استبداد مليشياوي، وهذه الاطراف الثلاثة تتشارك الاستخفاف بدم المواطن وماله وعرضه والدليل هو اشعالهم لهذه الحرب ابتداء، وطريقة ادارتهم لها خصوصا في ولاية الجزيرة.
وما نشهده الان من بشاعات وانتهاكات في ود مدني بعد دخول الجيش والمليشيات الكيزانية والقبلية المتحالفة معه أكبر دليل على ان جذر الأزمة واس البلاء في هذه البلاد هو فساد واجرام وعنصرية المؤسسة العسكرية وعلى رأسها الجيش المأزوم منذ تأسيسه والذي تعمقت ازمته أضعافا مضاعفة بعد وقوعه تحت قبضة الإسلامويين لثلاثين عاما ولم يزل!
إن اي متغيرات ميدانية في هذه الحرب بتقدم هذا الطرف او ذاك ، سيطرة هذا الطرف على مدينة وانسحاب الاخر منها تظل مجرد " يوميات دفتر الحرب " التي تتربص بالمواطنين وتهدد أمنهم واستقرارهم، ولذلك بدون ايقاف الحرب بتفاوض جدي وحل سياسي يعالج اسبابها الجذرية ستظل أشباح الرعب والانتهاكات والمذلة حاضرة في حياة المواطنين!
أطراف هذه الحرب عليهم ان يطلبوا من هذا الشعب الصفح والسماح بعد الاعتذار عن انتهاكاتهم وجرائمهم وعلى رأسها هذه الحرب من حيث هي، لا ان يطالبوه بتتويجهم ابطالا!
استرداد مدني من الدعم السريع لن يغسل الجريمة النكراء التي ارتكبت في حقها من ثلاثي الحرب:
• الجيش الذي انسحب في تقصير وإهمال بائن لدرجة انه أعلن عن لجنة تحقيق (منذ تشكيلها لم نسمع عنها شيئا) بالإضافة الى مسرحية كيكل وما ترتب عليها من حملات انتقامية دفع ثمنها مواطن شرق الجزيرة .
• الدعم السريع الذي قتل وسرق ونهب واغتصب واستباح وترك اهل الجزيرة على الحديدة، ودفعت انتهاكاته المواطنين الى النزوح واللجوء والجحيم الذي تسبب فيه جعل بعض المساكين يفقدون عقولهم لدرجة الاحتفال بقدوم الجيش ومليشياته.
• الكيزان وهم العقل المدبر والمنفذ لكل هذا الخراب والشقاء، وما ارتكبته مليشياتهم في مدني منذ دخولها من فظائع بحق سكان الكنابي وغيرهم وما فعلوه قبل ذلك في الحلفايا يكشف طبيعة مشروعهم الاجرامي المتربص بكل معارض لهم، بل بكل برئ ينحدر من قبيلة خارج اقاليم "دولة النهر والبحر".