جنوب كردفان…الرصاصة الأخيرة في ذخيرة نيفاشا!!! .. تقرير … حسن بركية

 


 

 


في آخر نقطة من نقاط الصراع السلمي الديموقراطي بين مشروعي السودان الجديد والمشروع الحضاري يشتعل الصراع من آجل كراسي الحكم بولاية جنوب كردفان‘ والصراع هناك له معاني كثيرة ومرعبة وخاصة أن  كل مؤشرات العودة إلي الخيار (صفر) تطل من هناك، حيث القضايا الخلافية والملفات العالقة والمرارات القديمة . كل طرف من أطراف الصراع يؤكد فوزه ويتهم الطرف الآخر بعرقلة قواعد اللعب النظيف، وصبت زيارة الرئيس البشير الأخيرة إلي الولاية المزيد من الزيت علي النيران المشتعلة هناك وقرعت طبول الحرب.
وحذر عدد من المراقبيين من مغبة العودة إلي الحرب بين الشمال والجنوب عبر بوابة جنوب كردفان وقالت مصادرمطلعة في الولاية أن نذر الحرب تلوح في سماء الولاية ويجب علي الجميع العمل بصورة جادة تحول دون العودة لخيار الحرب.وبدأت أول حلقة من مسلسل الإتهامات المتبادلة بين شريكي نيفاشا في اليوم الأول للإنتخابات وإتهمت الحركة الشعبية المؤتمر الوطني بخرق لوائح وضوابط العملية الإنتخابية وقال بيان صادر عنها تحصلت (الجريدة) علي نسخة منها(تأسف الحركة الشعبية لتحرير السودان لحدوث خروقات جسيمة وشروع في التزوير في اليوم الأول للإنتخابات- 2 مايو 2011م-،).وكان مرشح الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو قد طالب جماهير الحركة بالولاية في أعقاب الإدلاء بصوته في اليوم للإنتخابات،بعدم الإستجابة للإستفزازات من أعداء السلام والإستقرار .
وفي المقابل أدلي مرشح المؤتمر الوطني  أحمد هارون بتصريحات أكد خلالها موقف حزبه الداعم للإستقرار والسلام وقال (الإنتخابات تعزز السلام الإجتماعي في الولاية ونتمني أن يمارس مواطن الولاية حقه الدستوري في جو سلمي وديموقراطي).وكان رئيس اللجنة العليا للإنتخابات بجنوب كردفان أدم عابدين قد رسم متشحة بالتفاؤول لليوم الأول في العملية الإنتخابية وقال(عملية التصويت سارت في يومها الأول بصورة طيبة للغاية) ولكن هذه الصورة الطيبة في نظر قيادة الحركة الشعبية غير ذلك ولها لون مختلف ومذاق أخر وتفسير مختلف،وعدد بيانها الصادر في نهاية اليوم الأول للإنتخابات الخروقات التي حدثت(1- تم ضبط (3) صناديق وهي صناديق مخصصة لعملية الاقتراع بمخزن للغاز بحي (أم بطاح) يقع بمنزل ضابط انتخابات الدائرة  (16) البرام الشمالية آدم مكى الحسن وهذه مخالفة بموجب المادة (89) (و) (ز) من قانون الانتخابات.
. تم تحويل مركز بالدائرة (7) بابنوسة من نادى الشرطة الى نادى المريخ دون اخطار وكلاء الحزب 2-
3- قام ضابط المركز رقم (6) بالدائرة (26) بمحلية كيلك بافتتاح المركز عند الساعة السابعة وربع صباحا وهذه مخالفة للقواعد العامة للإنتخابات التى تنص على افتتاح المراكز عند الساعة الثامن صباحا).
وكما جرت العادة في دنيا الشراكة (الحركة والوطني) تختلف القراءات في كل النقاط وتتباين المواقف وينظر أحمد هارون إلي زاوية أخري من زوايا العملية الإنتخابية بالولاية وقال (الإنتخابات التكميلية لولاية جنوب كردفان تعتبر نقطة تحول كبري في العمل السياسي بالولاية‘الاوضاع لازالت مستقرة وتقارير اللجان العليا للإنتخابات أكدت إستقرار الأحوال في كل الدوائر).
يقول البروفسور صلاح الدومة أستاذ العلاقات الدولية  الإنتخابات ستصل إلي شواطئ الختام دون أيه عوائق تذكر وكل مايحدث علي السطح من صراعات مفتعلة بين الحركة والوطني مجرد مسرحية سيئة الإخراج  ويضيف الدومة هناك إتفاق تام بين الحركة والمؤتمر الوطني حول مآلات الإنتخابات ومخرجاتها وفي النهاية أحمد هارون فائز لامحالة.
ورغم الصورة ذات الدلالات القطعية التي رسمها الدومة تظل المنطقة مرشحة لمزيد من التطورات والإنفجارات فهي تختزن في داخلها كل عوامل الصراع وعناصر الحرب. الطرف الثالث من المعادلة في العملية الإنتخابات هو القائد المعتقل في سجون الحركة الشعبية تلفون كوكو وقصته لا تنفصل عن إفرازات الصراع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بصورة أو بأخري.
ويقدم الدكتور صديق تاور قراءة مختلفة لمجريات الأمور في جنوب كردفان ويقول القراءة في هذه المرحلة تبدو صعبة بعض الشيئ ولكن المؤشرات المتوفرة تقول هناك شبه عزوف عن المشاركة والعملية الإنتخابية متوقفة في بعض المناطق خاصة المناطق الغربية مثل بليلة والفيض،في ظل المعطيات الماثلة تبدو فرص مرشح المؤتمر الوطني أحمد هارون هي الأكبر لأنه يعمل بإمكانات رئاسة الجمهورية وبدعم من الرئيس والنائب الأول ومستشار الرئيس الإعلام الرسمي منحاز له بصورة فاضحة وبشكل مخالف لضوابط الإنتخابات.
ويضيف تاور الخلاصة ستكون إنتخابات مفبركة ومزيفة ،قد تؤدي إلي بعض التوترات ولكنها لن تنزلق بالمنطقة إلي صراع كامل وحرب جديدة وسيتم تجاوز التوترات التي تخلفها الإنتخابات بفقه الترضيات والمساومات المعلومة بين شؤيكي نيفاشا.
وتظل العملية الإنتخابية في جنوب كردفان محاطة بتعقيدات كثيرة محلية وخارجية وخاصة أنها آخر صراع سلمي في وطن موحد،رغم أن كثير من الزيت الذي يصب علي نار الأزمة المشتعلة هناك  خلفه أطماع وأجندات متعلقة بالصراع بين دولتين وليس وطن واحد كما كان في السابق.وتجري الإنتخابات في ولاية تتجاذبها الصراعات من كل جانب،ملف أبيي المقعد غير بعيد عن ساحة الصراع الإنتخابي وعودة ولاية غرب كردفان وحدودها أيضا من القضايا الخلافية التي  قد تهدد إستقرار المنطقة ولذلك تبدو كل عوامل النزاع متوفرة ونذر الحرب تطل بين الفينة والآخري.
 

hassan berkia [hsn455@hotmail.com]

 

آراء