حتى لا يحدث ما لا يُحمد عقباه

 


 

 


كلام الناس

ماحدث في عطبرة يوم الأحد العاشر من يناير الحالي أمر مؤسف ويؤكد ما ظلنا ننبه له من مخاطر الفتن المصنوعة التي تستهدف الإنقضاض على ثورة الشعب التي وحدت إرادة أهل السودان بمختلف توجهاتهم وجهاتهم وأصولهم العرقية حتى نجحوا في إسقاط سلطة نظام الإنقاذ.

مع تقديرنا للبيان العقلاني الذي صدر من مجلس عموم أبناء جبال النوبة فإننا نرفض إستمرار وجود مثل هذه الكيانات التي تقسم النسيج السوداني وفق أسس عرقية ونأمل في أن تنتقل حركات الكفاح المسلح إلى العمل السياسي السلمي في ظل الثورة الشعبية التي قامت من أجل تحقيق الإنتقال السلمي لدولة المواطنة والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة لكل المواطنيين .
نقرأ أحداث عطبرة المؤسفة مع المشهد الذي جسدتة الأستاذة أسماء جمعة بصحيفة الديمقراطي تحت عنوان"جبريل إبراهيم محتار أم خايف" الذي جسدت فيه المشهد الدرامي الذي رأته في المؤتمر الصحفي الذي عقده جبريل إبراهيم في منبر كباية شاي بصحيفة التيار، وسط حراسة مشددة مدججة بالأسلحة أحاطت بدار الصحيفة في قلب الخرطوم، لأنه يؤكد ما قلناه مراراً وتكراراً من خطورة وجود قوات بأسلحتها خارج سلطة القوات المسلحة.
نقرأ ذلك أيضاً مع مشاهد التفلتات الأمنية والجرائم التي أُُرتكبت ضد المدنيين العزل من قوات يعرفها رئيس المجلس السيالدي الإنتقالي وتعرفها الحكومة الإنتقالية وأجهزتها الشرطية والأمنية والعدلية.
هذا عدا الاثار الاخرى المباشرة وغير المباشرة من كلفة هذه القوات التي طالت حاجات المواطنين الأساسية مثل الخبر وسط إتهامات من بعض الناشطين ولجان المقاومة في بعض الاحياء باستغلال "قوات ما" نفوذها في إستقطاع ما يشاءون من حصة المواطنين البسطاء من الخبز.
يكفي ذلك ... فالحال يغني عن السؤال و لايحمتل ترك الحبل على غارب الشارع إنما لابد من الإسراع بحسم وجود القوات الموجودة خارج سلطة القوات المسلحة النظامية، ودفع الجهود المتعثرة لاستكمال مهمام المرحلة الإنتقالية وأجهزتها التنفيذية والتشريعية والعدلية ، وإعطاء أولوية قصوى لمعالجة الازمات الإقتصادية والإختناقات المعيشية - بدلاً من هذا التكالب المريب على المناصب والمغانم وإفتعال الفتن والنزاعات - حتى لايحدث ما لايحمد عقباه، وهو أمر ليس في مصلحة اي طرف من الأطراف، بل سيفتح أبواب الجحيم على الجميع والعياذ بالله.

 

آراء