حديث بلة يوسف صحيح مئة بالمئة

 


 

 




حديث الأستاذ بلة يوسف أمين الشباب بالمؤتمر الوطني لم يكن مجرد حديثا حزبيا لصالح المؤتمر الوطني، لقد كان حديثا عميقا يجبرك على احترامه، ولحسن الحظ قد كتبت عمودي بالأمس في تحليل الموقف الإنتخابي قبل أن أقرأ ما دار في المؤتمر الصحفي للأستاذ بلة يوسف.

تحدث عن نقطة هامة وهي ما هي دوافع الشباب للإقبال على التصويت والذين توقع أن يصل رقمهم من المؤتمر الوطني وحده "3 مليون شاب"، وتحدث عن أسباب ذلك.

وتحدث عن نقطة تحليلية عميقة للغاية وهي الإجابة على السؤال لماذا حظيت إنتخابات أبريل 2010 بزخم أكثر من المعارضة والخارج وربما الشارع؟!

وبالتأكيد الأخ بلة ليس من مهامه التحليل السياسي ولكن ما قدمه كان متماسكا للغاية ... فالإجماع على البشير وغياب نظريات المعارضة التي فشلت في 2010 وهي تشتيت الأصوات و "هلم جرا" جعل الخيارات ... منحصرة في المرشح عمر البشير.

لقد كان الخارج يراهن على إنفصال الجنوب ويرغب أن يقدم بين يديه إنتخابات تسفر عن حكومة تقيم الإستفتاء ولذلك اهتم بالزخم.

كانت المعارضة تراهن على بعض "المغامرات" وفشلت، والآن تراهن على مغامرة ارحل وتعتقد أن الشباب يقفون في صف المقاطعة، وهذا خطأ أيضا.

الشباب ... حتى الذين لديهم موقف سلبي من الحكومة يرغبون في ذات الوقت ارسال رسالة "أكثر سلبية" للمعارضة حتى لا تتوهم أن لديها "شيك على بياض" من الشباب وتدعي أنهم قطيع يقودونه إلى الوجهة التي يريدون.

هذا ما ذكرته بالأمس ووجدت أن حديث بلة يوسف موافقا لي تماما:

حدث ما توقعته بالضبط ... أسئلة من الجيل الشاب الذي دخل في سن التصويت خلال الفترة من أبريل 2010 إلى أبريل 2015، أسئلة عن التصويت وأيامه، وأسئلة متأخرة عن التسجيل ... نعم صحيح ... هنالك أسئلة من كل الشرائح العمرية، ولكن هذه الشريحة بالذات متمسكة بحقها في التصويت، لصالح المؤتمر الوطني أم ضده، أو حتى بإلقاء الورقة "فاضية"، ولكنهم بأي حال يريدون الدخول لكابينة الإقتراع ليمارسوا حقهم الدستوري الذي تكفله كل مواثيق حقوق الإنسان الدولية.

لماذا هذه الشريحة بالذات؟ سيقول بعض "المتغطرسين" لأنهم صغار في السن ويفتقدون الوعي السياسي؟!

هؤلاء الشباب، أكتسبوا حقهم الإنتخابي ولا يريدون التفريط فيه أبدا، وحتى الشريحة الأكبر منهم سنا والتي قاطعت في 2010 أو أهملت الإنتخابات وكانت مترددة في ممارسة حقها بسبب دعاية الأحزاب أن النتيجة محسومة وأنه الإنتخابات تحصيل حاصل، أو أنها مزورة. هؤلاء أيضا وهم في بداية الثلاثين حاليا يريدون ممارسة حقهم الإنتخابي لأنهم أضاعوه في الفترة السابقة بسبب دعاية فصائل سياسية وفقا لأجندتها وأهدافها.
التصويت ... عند هذا الجيل بكل صراحة .... ليس رسالة للحكومة ... ولا رغبة في تغيير النتيجة، ولكنه رسالة لتلك الفصائل، والشاب يريد أن يقول ... الحق حقي أنا، وأنا الذي أحدد انني أمارسه أو لا أمارسه، ولا أحد على وجه الأرض من حقه التقدير السياسي وإملاء القرار علي، ولا أحد ينزل عليه الوحي من السماء وبناء على ذلك يعلن للسودانيين أنهم لو قاطعوا الإنتخابات ستسقط الحكومة، ولو صوتوا ستستمر.


makkimag@gmail.com
//////////

 

آراء