حرب الأوهام اللعينة: تسابق على الفوز بالعار!!

 


 

 

حرب الجنرالين والفلول تدنّت في سفالتها إلى درك بعيد..غايته تدمير الوطن وقطع شرايين تواصله وتعويق وقوفه على قدميه وجر السودانيين إلى دائرة اليأس..وحاشا لله أن يتسلل اليأس إلى قلوب شعب قاد اكبر ثورة سلمية في التاريخ الحديث لإزالة دولة القهر والفساد العضوض...دولة الفلول التي جسّدت تحالف اللصوص والقتلة والنصابين تحت رايات النهب والقتل والإجرام والمتاجرة بالدين..!
بعد كل هذه الأهوال يخرج المتحدث باسم انقلاب البرهان ليغالط مليشيا البرهان المدللة حول الجهة التي تسيطر على "قاعدة النجومي" وهي رقعة ارض صغيرة مهجورة خلف خزان جبل اوليا.. (صقيعة خالية) إلا من بعض طائرات هكر (خردة) كسيحة الأجنحة..؟!
إنها ذات المغالطة حول قصف وتحطيم جسر شمبات..!
كل هذه الأهوال ولا يخرج هذا الناطق الرسمي المسكين إلا ليجادل حول الجهة التي تسيطر على شريحة منزوية من الأرض لم يكن بها أحد طوال هذه الحرب الفاجرة..!
هل سمع هذا الناطق الرسمي ما قالته المسؤولة الأممية عن أحوال السودان..؟!
من أين وجد هذا المتحدث الرسمي الكلمات..والمسؤولة الأممية (السيدة كليمنتاين نكويتا سلامي) منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان.. قالت أمس وأنا أنقل تصريحها هنا لأنه لم يحدث مثله من قبل من أي مسؤول أممي..قالت: (تعجز الكلمات عن وصف الفظائع الدائرة في السودان والتي تقترب من الشر المحض..وما يبقيني مستيقظة طوال الليل هو وجوه الأشخاص الذين قابلتهم في السودان..إنهم مثلي ومثلكم يريدون العيش بسلام وإطعام أسرهم وإرسال أطفالهم إلى المدرسة..حماية المدنيين مصدر قلق كبير..السودانيون يعانون من صراع عنيف ومأساة إنسانية تزداد قتامة يوماً بعد يوم طوال سبعة أشهر..التقارير مروّعة ومتواصلة عن العنف الجنسي والجسماني والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وحقوق الطفل.. العنف يتصاعد والهجمات ضد المدنيين في دارفور وفي كل مكان.. إذا لم نتحرّك الآن فإن السودان سيدخل في أزمة طويلة الأمد..لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث...ما يحدث في السودان يشكل تحديا هائلاً.. نعم يعاني العالم من أزمات كثيرة ولكن ليس بحجم هذه الأزمة أو عمق هذا البؤس..أزمة السودان ليس لها مثيل...يحتاج أكثر من نصف السكان- أي 25 مليون شخص- إلى المساعدة والحماية..لقد فرّ أكثر من 6 ملايين شخص من منازلهم داخل وخارج السودان..وتم تدمير القطاع الصحي وخرجت أكثر من 70% من مرافقه عن الخدمة...هذا أمر مقلق للغاية..أقلها تفشي الأمراض المُزمنة مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا والحصبة..أكثر من 4 مليون شخص تلقوا للمرة الأولى منذ ابريل مساعدات منقذة للحياة..نحذر من أن انتشار القتال في ولاية الجزيرة سلة غذاء السودانيين لإنقاذهم من براثن الجوع..)
وختمت كلامها بالقول: إن التقيد والتزام المتحاربين بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ليس اختياراً.. لا بد من محاسبة المسؤولين عن هذه التجاوز..!!
طبعا يتذكر المتحدث الرسمي أن منظمة "أكليد" المعنية بإحصاء ضحايا الحروب والنزاعات أعلنت أن )حرب الجنرالين( أدت إلى سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل بالقصف والرشاشات والدانات (أرقام تنافس شهداء غزة جراء القصف البربري الصهيوني) ونزوح ولجوء أكثر من 6 ملايين سوداني وفق الأمم المتحدة (عدد نازحي غزة حتى الآن 1.6 مليون)..!
نقول للمتحدث الرسمي المسكين ما هو تعليقكم على الأحداث التالية التي وقعت في الأيام الماضية وخلال نوفمبر الحالي ...ونحن ما زلنا في يوم 14 منه:
- أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لللاجئين وأطباء سودانيين إن مقاتلين من قوة شبه عسكرية وميليشيات متحالفة اجتاحوا بلدة "أردمتا" بولاية غرب دارفور شمال الجنينة وجرى القتل من منزل إلى منزل باستهداف الرجال والصبيان وتم مقتل أكثر من 800 شخص وإحراق مراكز إيواء النازحين..!
- مقتل 40 شخصاً في قصف جوي على سوقين شعبيين بمدينة نيالا
- غارة جوية على شرق النيل سقط على إثرها أكثر من 30 مدنياً بينهم نساء وأطفال
- قصف سوق شعبي بالخرطوم (مايو) ومقتل 40 شخص معظمهم من الباعة والمتسوقين..
- سقوط 47 قتيلاً و70 جريحاً في قصف عشوائي على أحياء جنوب الخرطوم
- مذبحة "سوق زقلونا" بأم درمان الحارة 15 أدت إلى مقتل أكثر من 20 مواطنًا وأعداد من الجرحى بالقذائف المتبادلة
هذا غير مذبحة سوق (الملجة) الشعبي التي قتل فيها 34 مدنياً بينهم أطفال و14 امرأة جراء قصف عشوائي وتقطعت بعض الجثث بالكامل بفعل قوة القصف (أدان الحادث أمين عام المتحدة انطونيو غوتيريش بنفسه) ولم يصدر حولها تعليق من الجيش أو الدعم السريع..!
- مذبحة ودنوباوي شارع ود البصير
- يتواصل حصار حي الفتيحاب ومنع وصول المواد الغذائية..ويتواصل لليوم الثاني والعشرين انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
- طوارئ الخرطوم بحري تعلن أن المدينة تتعرض لـ“دمار ممنهج وحصار كامل لجزيرة توتي
- مجلس الأمن يعقد جلسة نهاية الأسبوع لبحث الأوضاع المتصاعدة في السودان
ماذا قال متحدث البرهان الرسمي حول الخلاء خلف الخزان الذي يقول إنه قاعدة جوية..؟! وما هو الفرق إذا كان تحت إشراف جماعة الانقلاب أو المليشيات..؟! ومَنْ الذي قصف كبري شمبات..؟! إذا كانت جهة أجنبية..كلمووونا..!!
ولماذا تقول المسؤولة الأممية (الخواجية) إنها لا تستطيع النوم..؟! بينما البرهان الذي يجلس على كرسي قائد جيش السودان يلتقط لنفسه صورة مبتسمة (سيلفي) في فنادق العلمين على الساحل الشمالي..ويذهب لأداء العمرة على حساب أموال المجهود الحربي...الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء