حرب البرهان العبثية كانط أقرب للشعب السوداني من الترابي
طاهر عمر
2 June, 2023
2 June, 2023
بالنسبة لمارسيل غوشيه كمؤرخ و عالم اجتماع حديثه عن الثورة الخفية و قد إنبجست خيوط أشعتها في مطلع عام 1970 تعتبر مقابل لآخر أشعة أفول سحر العالم أي كما إستلف مارسيل غوشيه التعبير من ماكس فيبر و هو يقصد أن الفكر الديني لم يعد له دور بنيوي في التأثير على حقول الاجتماع و الاقتصاد و السياسة و الغريب هذا التاريخ بداية فكر الصحوة الدينية كنكسة عكست مسيرة العالم العربي و الاسلامي و ثقافته التقليدية و أكثر من دفع ثمنها الشعب السوداني و قد عانى من إنحطاط فكر الحركة الاسلامية السودانية.
مارسيل غوشيه يتابع تاريخ الإصلاح الديني منذ ظهور أفكار مارتن لوثر كشخصية تاريخية و كيف ساهم الفلاسفة و المفكريين الأوروبيين في تأسيس فكر ذو نزعة انسانية مبتعد عن الفكر الديني في تسلسل الى درجة وصل فيها أتباع الكنيسة لقناعة و إقتناع بفضل فكر الفلاسفة و المفكريين الأوروبيين بأن الله نفسه هو الذي فصل الدين عن السياسة.
وهذه المزحة التي يقولها مارسيل غوشيه توضح لنا طريق طويل من الحروب الدينية و قد دفعت الشعوب الاوروبية فيها الكثير من الدم و العرق و الدموع قبل أن تصل الى أن الانسان أخلاقي و عقلاني يمكنه تأسيس عالمه وفقا لتجربة عقله البشري فقط بعيدا عن إستهبال رجال الدين كما نجده في فكر الترابي في إستهباله و الصادق المهدي كامام لأتباعه و الميرغني يسير خلفه الختمية.
و من هنا نقول للشعب السوداني أنتم في زمن و بفضل فكر فلاسفة أجابوا على سؤال ما التنوير أمثال عمانويل كانط أنتم لستم في حوجة لوجود المرشد كما في الحركة الاسلامية و لا الامام كما هو عند طائفة الأنصار و لا في حوجة لختم أنتم في زمن الحداثة حيث أصبحت البشرية تؤسس المجتمع وفقا لتجربة العقل الانساني بعيدا عن الفكر الديني. و نقول لكم سر مأساة الشعب السوداني تكمن في خنوعه و مولاته و و تبعيته للفكر الديني الذي يتبعه أتباع المرشد أي الكيزان و أتباع الامام و أقصد الأنصار و أتباع الميرغني.
نقول لك أيها الشعب السوداني لا يوهموك أن من بين أتباع الترابي و الحركة الاسلامية أطباء من مؤسيسيها و دكاترة و غيرهم من أبناء نسق الطاعة بسبب ثقافة عربية اسلامية تقليدية سادت مجتمعنا و أغلقت من حولنا حلقة مفرغة و محكمة الإغلاق منذ قيام سلطنة الفونج من قبل خمسة قرون. من يتبع المرشد و الامام و مولانا قد جعل من نفسه مضحكة لفلاسفة قد أجابوا على سؤال ما التنوير كعمانويل كانط؟
من نحترم أتباع المرشد الكيزاني أمثال الجزولي دفع الله أم عمانويل كانط؟ أمثال الجزولي دفع الله في تبعيته للمرشد قد ضلّ عن إجابة عمانويل كانط ما التنوير؟ لأنه قد غيّب عقله و عطله عن التفكير و سار وراء مرشد يفكر بدلا عنه و هكذا قد سار دكاترة حزب الأمة وراء الامام و كما قد سار أتباع الميرغني من خلفه مغيبي العقول.
ذكرنا عمانويل كانط لأن فكره يفضح مفكرينا في السودان و هم حبيسي الحلقة الجهنمية أي خط سنار أي دولة الفونج المهدية الانقاذ الثمرة المرة للحركة الاسلامية السودانية فكر يبغض النزعة الانسانية و يكره فكر القطيعة مع التراث في وقت أن فكر النزعة الانسانية و القطيعة مع التراث قد صار الممر الإلزامي الذي يفضي الى مفهوم الدولة الحديثة و مفهوم السلطة كمفهوم حديث متحرر من الفكر الديني بل فكر انساني نتاج تجربة الانساني في حدود عقله البشري في تماهيه مع ضمير الوجود.
عبر فكر عمانويل كانط يمكننا أن نتحدث عن إمكانية فصل الميتا عن الفيزيقيا و فصل الدين عن الدولة حيث تصبح ثورة الديمقراطية بديلا للفكر الديني من كل شاكلة و لون و عندما نقول الفكر الديني من كل شاكلة و لون نقصد الترقيع و التوفيق الكاذب لفكر مفكري السودان كما يردد النور حمد في مؤالفته بين العلمانية و الدين أو علمانية محمد ابراهيم نقد المحابية للأديان في حوار الدولة المدنية أو المساومة التاريخية للشفيع خضر بين يسار سوداني رث و يمين سوداني غارق في وحل الفكر الديني.
و من ترقيع مفكري السودان وتوفيقهم الكاذب ما بين العلمانية و الدين تتضح لنا بؤرة عجزهم عن فهم سؤال ما التنوير؟ و عجزهم عن فهم أنثروبولوجيا عمانويل كانط حيث يصبح الدين شأن الفرد في علاقته بربه بلا وساطة تجار الدين. و من هنا نقول للنخب السودانية أن ظاهرة المجتمع البشري تفترض أن الانسان عقلاني و أخلاقي و تأسيسه للفكر السياسي و الاقتصادي و الفلسفة وفقا لقدرة عقله البشري بعيدا عن تنطع رجال الدين مهما كثر أتباعهم في السودان و كثرت أفكارهم العاجزة عن فهم فلسفة عمانويل كانط و أسئلته ماذا أعرف؟ ماذا أعمل؟ و ماذا أأمل؟ و ما هو الانسان؟
السؤلان المهمان لعمانويل كانط ما التنوير؟ و ما هو الانسان؟ يجعل عمانويل كانط أقرب الى السوداني من مرشد الكيزان و أقرب لك من امام الانصار و أقرب إليك من مولانا الختمية و بالتأكيد أقرب إليك من أستاذ أتباع الشيوعية السودانية في النسخة المتخشبة التي تعادي نمط الانتاج الرأسمالي و فيه تصبح الديمقراطية بديلا للفكر الديني لأنها تؤسس لمعادلة الحرية و العدالة و هذه المعادلة قد أهملها مفكري السودان.
لهذا السبب فشلت كل محاولتهم في التحول الديمقراطي لأنهم يتحدثون عن الديمقراطية و لا يفهمون أنها بديلا للفكر الديني و يظنون أن طريق الاشتراكية هو الأقرب لتحقيق التنمية و العدالة و يجهلون أن الطريق الأقرب الى تحقيق العدالة و التنمية هو طريق الفكر الليبرالي الذي يبعد فكر مفكري السودان و هم متوهمون في الفكر الديني من كل شاكلة و لون و فكر الاشتراكية و لهذا قلنا أن ميشيل غوشيه تحدث عن الثورة الخفية و قد بدأت عام 1970 و قد إنتصرت على الفكر الديني و على الفكر الشيوعي .
و عندما يقول مارسيل غوشيه أن الانسان أخلاقي يقصد بأن أسس و مبادي السياسة و الاقتصاد و الفلسفة في المجتمع نتيجة تجربة الانسان عبر عقله البشري بعيدا عن الفكر الديني الذي يأمر المجتمع من خارجه إلا أن تجربة الانسان و نضوج فكره قد أوصله الى أن الانسان يؤسس مجتمع وفقا لعقله البشري و فهمه لضمير الوجود و وفقا لتجربته كانسان بعيدا عن الفكر الديني الذي تم تحيده و تغيبه و إبعاده في أن يلعب أي دور بنيوي في السياسة و الاقتصاد و الاجتماع بفضل فلاسفة أجابوا على سؤالين مهمين و أقصد عمانويل كانط و السؤلان ما هو الانسان؟ و ما التنوير؟.
سارت المجتمعات الأوروبية عبر خمسة عقود لتصل الى أن دولة الإرادة الإلهية لا علاقة لها بعالمنا الحديث وهنا نذكّر النخب السودانية و هي تسير خلف المرشد للكيزان و الامام للأنصار و أتباع الميرغني أنكم تأبدون وجودكم في حلقتكم الجهنمية و تفتحون أبواب الجحيم للشعب السوداني ما لم تفارقوا خط سنار المهدية الانقاذ الثمرة المرة للحركة الاسلامية السودانية و ما حرب البرهان حميدتي العبثية إلا لأنكم أسيري فكر دولة الإرادة الإلهية و لهذا نقول لكم قد جاء زمن فك إرتباط فكركم بخط سنار المهدية الانقاذ الثمرة المرة للحركة الاسلامية السودانية المعادية لفكر النزعة الانسانية.
و هذا يحتاج لفكر مفكريين إنسانيين ذوي نزعة انسانية لا يفوّت الفرصة على الشعب السوداني من أن يبدأ مع العالم من جديد بداية صحيحة عكس بداية سلطنة سنار في بداية القرن السادس عشر و هو قرن الانسانيين بلا منازع إلا أن سنار قد بدأت معاكسة للفكر الانساني و قد توشحت بثوب دولة الإرادة الإلهية و قد فتحت لكم أبواب الجحيم الى يومكم هذا و انتم تحت حرب عبثية ما بين البرهان ككوز و حميدتي كصنيعة كيزانية.
و من غرائب الأمور بداية سنار كانت متزامنة مع الاصلاح الديني في أوروبا إلا أن سنار بدلا من أن تسير مع فكر النزعة الانسانية فقد توغلت في ليل القرون الوسطى و جاءت المهدية لكي تجدد عهدكم بليل القرون الوسطى و ها أنتم في نهاية عهد الانقاذ عهد الكيزان كآخر مزعة من ليل القرون الوسطى و ظلام أناشيدهم العدمية كأعداء للإشراق و الوضوح.
يستطيع الشعب السوداني أن يخرج من متاهة النخب الفاشلة لأن الشعب وحده القادر على فعل التغيير و يستطيع أن يجبر النخب أن تفكر تفكير يفارق فكر ليل القرون الوسطى و ما شعارات ثورة ديسمبر إلا بداية صحيحة لمسيرة الفكر الانساني في السودان شعار حرية سلام و عدالة بداية لسؤال يشابه سؤال ما هو الانسان؟ و ما التنوير؟
لأننا عندما نتحدث عن الحرية و العدالة و السلام يعني أننا قد بدأنا إعمال عقلنا البشري بعيدا عن فكر رجال الدين من كل شاكلة و لون و يعني أننا قد إقتربنا من أنثروبولوجيا عمانويل كانط و قد فارقنا فكر المرشد و مولانا و الامام و هذا ما يزعج أتباع المرشد و الامام و مولانا و لكن للأسف لم يظهر بعد في الساحة من ينزل شعار الثورة بفكر انساني و نقصد شخصية تاريخية يندر وجودها من بين نخب أدمنت فكر وحل الفكر الديني من كل شاكلة و لون.
و لهذا قد بانت خيبتهم في الرضاء بإشراك العسكر في مقاسمة السلطة لأنهم لم يفهموا السلطة كمفهوم حديث لا علاقة للعسكر و رجال الدين بها و لهذا حرب البرهان العبثية مع صنيعة الكيزان حميدتي كأداة موت هي هزات إرتدادية و محاولات يائسة لا توقف و لا تسد مجرى تاريخ الشعب السوداني فسرعان ما يتجاوزهما الشعب السوداني و سيتحقق شعار حرية سلام و عدالة طال الزمن أو قصر لأن الشعب السوداني قد دفع الثمن مقدما من عرقه و دمه و دموعه.
taheromer86@yahoo.com
مارسيل غوشيه يتابع تاريخ الإصلاح الديني منذ ظهور أفكار مارتن لوثر كشخصية تاريخية و كيف ساهم الفلاسفة و المفكريين الأوروبيين في تأسيس فكر ذو نزعة انسانية مبتعد عن الفكر الديني في تسلسل الى درجة وصل فيها أتباع الكنيسة لقناعة و إقتناع بفضل فكر الفلاسفة و المفكريين الأوروبيين بأن الله نفسه هو الذي فصل الدين عن السياسة.
وهذه المزحة التي يقولها مارسيل غوشيه توضح لنا طريق طويل من الحروب الدينية و قد دفعت الشعوب الاوروبية فيها الكثير من الدم و العرق و الدموع قبل أن تصل الى أن الانسان أخلاقي و عقلاني يمكنه تأسيس عالمه وفقا لتجربة عقله البشري فقط بعيدا عن إستهبال رجال الدين كما نجده في فكر الترابي في إستهباله و الصادق المهدي كامام لأتباعه و الميرغني يسير خلفه الختمية.
و من هنا نقول للشعب السوداني أنتم في زمن و بفضل فكر فلاسفة أجابوا على سؤال ما التنوير أمثال عمانويل كانط أنتم لستم في حوجة لوجود المرشد كما في الحركة الاسلامية و لا الامام كما هو عند طائفة الأنصار و لا في حوجة لختم أنتم في زمن الحداثة حيث أصبحت البشرية تؤسس المجتمع وفقا لتجربة العقل الانساني بعيدا عن الفكر الديني. و نقول لكم سر مأساة الشعب السوداني تكمن في خنوعه و مولاته و و تبعيته للفكر الديني الذي يتبعه أتباع المرشد أي الكيزان و أتباع الامام و أقصد الأنصار و أتباع الميرغني.
نقول لك أيها الشعب السوداني لا يوهموك أن من بين أتباع الترابي و الحركة الاسلامية أطباء من مؤسيسيها و دكاترة و غيرهم من أبناء نسق الطاعة بسبب ثقافة عربية اسلامية تقليدية سادت مجتمعنا و أغلقت من حولنا حلقة مفرغة و محكمة الإغلاق منذ قيام سلطنة الفونج من قبل خمسة قرون. من يتبع المرشد و الامام و مولانا قد جعل من نفسه مضحكة لفلاسفة قد أجابوا على سؤال ما التنوير كعمانويل كانط؟
من نحترم أتباع المرشد الكيزاني أمثال الجزولي دفع الله أم عمانويل كانط؟ أمثال الجزولي دفع الله في تبعيته للمرشد قد ضلّ عن إجابة عمانويل كانط ما التنوير؟ لأنه قد غيّب عقله و عطله عن التفكير و سار وراء مرشد يفكر بدلا عنه و هكذا قد سار دكاترة حزب الأمة وراء الامام و كما قد سار أتباع الميرغني من خلفه مغيبي العقول.
ذكرنا عمانويل كانط لأن فكره يفضح مفكرينا في السودان و هم حبيسي الحلقة الجهنمية أي خط سنار أي دولة الفونج المهدية الانقاذ الثمرة المرة للحركة الاسلامية السودانية فكر يبغض النزعة الانسانية و يكره فكر القطيعة مع التراث في وقت أن فكر النزعة الانسانية و القطيعة مع التراث قد صار الممر الإلزامي الذي يفضي الى مفهوم الدولة الحديثة و مفهوم السلطة كمفهوم حديث متحرر من الفكر الديني بل فكر انساني نتاج تجربة الانساني في حدود عقله البشري في تماهيه مع ضمير الوجود.
عبر فكر عمانويل كانط يمكننا أن نتحدث عن إمكانية فصل الميتا عن الفيزيقيا و فصل الدين عن الدولة حيث تصبح ثورة الديمقراطية بديلا للفكر الديني من كل شاكلة و لون و عندما نقول الفكر الديني من كل شاكلة و لون نقصد الترقيع و التوفيق الكاذب لفكر مفكري السودان كما يردد النور حمد في مؤالفته بين العلمانية و الدين أو علمانية محمد ابراهيم نقد المحابية للأديان في حوار الدولة المدنية أو المساومة التاريخية للشفيع خضر بين يسار سوداني رث و يمين سوداني غارق في وحل الفكر الديني.
و من ترقيع مفكري السودان وتوفيقهم الكاذب ما بين العلمانية و الدين تتضح لنا بؤرة عجزهم عن فهم سؤال ما التنوير؟ و عجزهم عن فهم أنثروبولوجيا عمانويل كانط حيث يصبح الدين شأن الفرد في علاقته بربه بلا وساطة تجار الدين. و من هنا نقول للنخب السودانية أن ظاهرة المجتمع البشري تفترض أن الانسان عقلاني و أخلاقي و تأسيسه للفكر السياسي و الاقتصادي و الفلسفة وفقا لقدرة عقله البشري بعيدا عن تنطع رجال الدين مهما كثر أتباعهم في السودان و كثرت أفكارهم العاجزة عن فهم فلسفة عمانويل كانط و أسئلته ماذا أعرف؟ ماذا أعمل؟ و ماذا أأمل؟ و ما هو الانسان؟
السؤلان المهمان لعمانويل كانط ما التنوير؟ و ما هو الانسان؟ يجعل عمانويل كانط أقرب الى السوداني من مرشد الكيزان و أقرب لك من امام الانصار و أقرب إليك من مولانا الختمية و بالتأكيد أقرب إليك من أستاذ أتباع الشيوعية السودانية في النسخة المتخشبة التي تعادي نمط الانتاج الرأسمالي و فيه تصبح الديمقراطية بديلا للفكر الديني لأنها تؤسس لمعادلة الحرية و العدالة و هذه المعادلة قد أهملها مفكري السودان.
لهذا السبب فشلت كل محاولتهم في التحول الديمقراطي لأنهم يتحدثون عن الديمقراطية و لا يفهمون أنها بديلا للفكر الديني و يظنون أن طريق الاشتراكية هو الأقرب لتحقيق التنمية و العدالة و يجهلون أن الطريق الأقرب الى تحقيق العدالة و التنمية هو طريق الفكر الليبرالي الذي يبعد فكر مفكري السودان و هم متوهمون في الفكر الديني من كل شاكلة و لون و فكر الاشتراكية و لهذا قلنا أن ميشيل غوشيه تحدث عن الثورة الخفية و قد بدأت عام 1970 و قد إنتصرت على الفكر الديني و على الفكر الشيوعي .
و عندما يقول مارسيل غوشيه أن الانسان أخلاقي يقصد بأن أسس و مبادي السياسة و الاقتصاد و الفلسفة في المجتمع نتيجة تجربة الانسان عبر عقله البشري بعيدا عن الفكر الديني الذي يأمر المجتمع من خارجه إلا أن تجربة الانسان و نضوج فكره قد أوصله الى أن الانسان يؤسس مجتمع وفقا لعقله البشري و فهمه لضمير الوجود و وفقا لتجربته كانسان بعيدا عن الفكر الديني الذي تم تحيده و تغيبه و إبعاده في أن يلعب أي دور بنيوي في السياسة و الاقتصاد و الاجتماع بفضل فلاسفة أجابوا على سؤالين مهمين و أقصد عمانويل كانط و السؤلان ما هو الانسان؟ و ما التنوير؟.
سارت المجتمعات الأوروبية عبر خمسة عقود لتصل الى أن دولة الإرادة الإلهية لا علاقة لها بعالمنا الحديث وهنا نذكّر النخب السودانية و هي تسير خلف المرشد للكيزان و الامام للأنصار و أتباع الميرغني أنكم تأبدون وجودكم في حلقتكم الجهنمية و تفتحون أبواب الجحيم للشعب السوداني ما لم تفارقوا خط سنار المهدية الانقاذ الثمرة المرة للحركة الاسلامية السودانية و ما حرب البرهان حميدتي العبثية إلا لأنكم أسيري فكر دولة الإرادة الإلهية و لهذا نقول لكم قد جاء زمن فك إرتباط فكركم بخط سنار المهدية الانقاذ الثمرة المرة للحركة الاسلامية السودانية المعادية لفكر النزعة الانسانية.
و هذا يحتاج لفكر مفكريين إنسانيين ذوي نزعة انسانية لا يفوّت الفرصة على الشعب السوداني من أن يبدأ مع العالم من جديد بداية صحيحة عكس بداية سلطنة سنار في بداية القرن السادس عشر و هو قرن الانسانيين بلا منازع إلا أن سنار قد بدأت معاكسة للفكر الانساني و قد توشحت بثوب دولة الإرادة الإلهية و قد فتحت لكم أبواب الجحيم الى يومكم هذا و انتم تحت حرب عبثية ما بين البرهان ككوز و حميدتي كصنيعة كيزانية.
و من غرائب الأمور بداية سنار كانت متزامنة مع الاصلاح الديني في أوروبا إلا أن سنار بدلا من أن تسير مع فكر النزعة الانسانية فقد توغلت في ليل القرون الوسطى و جاءت المهدية لكي تجدد عهدكم بليل القرون الوسطى و ها أنتم في نهاية عهد الانقاذ عهد الكيزان كآخر مزعة من ليل القرون الوسطى و ظلام أناشيدهم العدمية كأعداء للإشراق و الوضوح.
يستطيع الشعب السوداني أن يخرج من متاهة النخب الفاشلة لأن الشعب وحده القادر على فعل التغيير و يستطيع أن يجبر النخب أن تفكر تفكير يفارق فكر ليل القرون الوسطى و ما شعارات ثورة ديسمبر إلا بداية صحيحة لمسيرة الفكر الانساني في السودان شعار حرية سلام و عدالة بداية لسؤال يشابه سؤال ما هو الانسان؟ و ما التنوير؟
لأننا عندما نتحدث عن الحرية و العدالة و السلام يعني أننا قد بدأنا إعمال عقلنا البشري بعيدا عن فكر رجال الدين من كل شاكلة و لون و يعني أننا قد إقتربنا من أنثروبولوجيا عمانويل كانط و قد فارقنا فكر المرشد و مولانا و الامام و هذا ما يزعج أتباع المرشد و الامام و مولانا و لكن للأسف لم يظهر بعد في الساحة من ينزل شعار الثورة بفكر انساني و نقصد شخصية تاريخية يندر وجودها من بين نخب أدمنت فكر وحل الفكر الديني من كل شاكلة و لون.
و لهذا قد بانت خيبتهم في الرضاء بإشراك العسكر في مقاسمة السلطة لأنهم لم يفهموا السلطة كمفهوم حديث لا علاقة للعسكر و رجال الدين بها و لهذا حرب البرهان العبثية مع صنيعة الكيزان حميدتي كأداة موت هي هزات إرتدادية و محاولات يائسة لا توقف و لا تسد مجرى تاريخ الشعب السوداني فسرعان ما يتجاوزهما الشعب السوداني و سيتحقق شعار حرية سلام و عدالة طال الزمن أو قصر لأن الشعب السوداني قد دفع الثمن مقدما من عرقه و دمه و دموعه.
taheromer86@yahoo.com