20/11/2010
الحركة الشعبية التى كانت تتحدث عن أكثر من اثنين مليون جنوبي بالشمال وكانت تجتهد لاستثمار أصواتهم فى الانتخابات الماضية هاهى الآن تستخدم عدة تكتيكات لكى لايصل أي منهم لمراكز التسجيل!!.من الواضح أن الحركة عملت مع سبق الإصرار والترصد على إخافة جنوبيي الشمال من الاقتراب من مراكز الاستفتاء التى ظلت حتى كتابة هذا المقال خاوية على عروشها. فحتى الآن وفى كل مراكز التسجيل بالشمال التى تبلغ 165 مركزا لم يتجاوز عدد المسجلين ألف شخص ونحن ندخل اليوم الخامس. ولو قدر للعملية التى تمضي بهذا النسق فإن عدد المسجلين فى الشمال لن يتجاوز ألفى شخص عند نهاية التسجيل. وسيكون الاستفتاء فى الشمال أضحوكة للعالم.
الحركة الشعبية مارست دورا حاسما فى مقاطعة الجنوبيين فى الشمال لعمليات التسجيل. إذ بدأت بالمسارعة فى ترحيل الآلاف من الشمال عبر حملة منظمة رصدت لها 25 مليون دولار. والغريب أن الحركة وهى تدعو الجنوبيين للرحيل جنوبا تحت شعار (عودوا لدياركم للاختيار) لم تكلف نفسها عناء القيام بالتجهيزات اللازمة لهؤلاء العائدين الذى وجدوا أنفسهم فى العراء تماما. بالامس قالت منظمات أممية فى بانتيو عن عمليات العودة (إنها فوضى عارمة. لم يكن هنالك استعدادات على الإطلاق وصدمنا عندما رأينا خمسين حافلة تصل خلال يومين مطلع نوفمبر).
فى ناحية أخرى قامت الحركة بتحريض الجنوبيين بالشمال لكى لايصلوا لمراكز التسجيل وحتى عضوية الحركة الملتزمة ناءت بنفسها عن مراكز التسجيل مما يعنى أن الحركة تشن حملة تحريضية للمقاطعة بشكل منظم وجدي وبطريقة صارمة. السؤال الذى يطرح نفسه لماذا تفعل الحركة ذلك؟.دينق الور فى تصريحات أمس الأول قال إن الحركة لاعلاقة لها بضعف التسجيل ولا تحرض الآخرين على مقاطعته. ويبدو أن هذه مقولة لن تنطلي على أحد باعتبار أن عضوية الحركة نفسها تقاطع التسجيل.
السيد دينق الور يحاول أن يجد تفسيرا آخر بقوله (إن التصريحات السالبة التى صدرت من قيادات بالمؤتمر الوطني بحرمان الجنوبيين من أبسط حقوقهم فى العلاج والإقامة حال الانفصال وأن غالبهم أدرك أنه سيرحل للجنوب).السؤال الذى سنطرحه على السيد دينق الور هل ياترى سيجد الجنوبيون عندما يرحلون للجنوب هذه الحقوق متوفرة هناك؟ الآن كل تقارير المنظمات تؤكد أن الذين رحلوا لم يجدوا شيئا؛ لا علاج ولاعمل ولا شيء البتة!!.هذا مجرد تدليس؛ فالحديث هنا ليس حول الذين رحلوا إنما حول أولئك الموجودين الآن بالشمال. لماذا لم يسجلوا؟ هل قال المؤتمر الوطني إن الذين سيسجلون للاستفتاء ستمنع عنهم الحقوق؟ فاذا كانت هناك حقوق ستمنع فستمنع عن المسجلين والمقاطعين. اذاً بما أن المؤتمر الوطنى لم يقل ذلك فليس ثمة مبرر للمقاطعة.!!.بالطبع ليس من عاقل يصدق أن الشماليين سيمنعون عن الجنوبيين العلاج أو يقتلعونهم من مساكنهم. هذا مجرد هراء لن يقول به عاقل والمؤتمر الوطني فى اعتقادي أكثر مسئولية من أن يرتكب مثل هذه الحماقات التى تضره ولن تنفعه فى شيء.
السيد دينق الور وبحسب تصريحات أول أمس أكد أن الحركة لن توقع على اتفاق مع الوطني إلا إذا تضمّن المواطنة وحل قضية أبيي!! سنأتي لقضية أبيي غدا؛ أما الآن فإذا كانت المواطنة ثمثل هاجسا للحركة فمن باب أولى أن تحرص على ممارسة مواطنيها لحقوقهم، أم أنها ترغب فى أن يعطى الشمال حقوق الجنوبيين كاملة وتمنعهم من أهم حق فى حياتهم ألا وهو حق التسجيل والتصويت فى الاستفتاء الذى يحدد مصيرهم ومصير دولتهم!!.ماهو المبرر لتحريض الجنوبيين بعدم التسجيل؟.كيف يمكن أن يزور المؤتمر الوطنى أصوات ملايين الجنوبيين فى ظل رقابة الحركة الشعبية وعريفيها وأمام أنظار المجتمع الدولي؟.ألهذه الدرجة لاتثق الحركة فى منسوبيها ولا فى شعب الجنوب؟.كيف ستحكم الحركة شعبا لاتثق فيه؟.الحركة التى تخون شعبها ليست جديرة بحكمه ولا جديرة بحكم دولة أيا كانت تلك الدولة!!