حريقة علي كرتي … بقلم: مصطفى سري
5 February, 2010
نقطة ... وسطر جديد
لم يجد وزير الدولة للخارجية ومنسق الدفاع الشعبي السابق علي كرتي من كلمة مناسبة في حوار اجرته معه صحيفة (الشرق الاوسط ) حول المنافسة المتوقعة بين مرشحي المؤتمر الوطني عمر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر سعيد عرمان ، سوى كلمات ( نتمنى ان يحترق عرمان وينتهى امره ) ، بالطبع كرتي لغته كلغة غيره من متنطعي المؤتمر الوطني – عينة نافع علي نافع – تخرج عن سياق احترام الراي الاخر ، كما ان الرجل ظل منذ سنوات الانقاذ الاولى يرسل الشباب الى الجنوب – للحريق – وهي مهنة احترفها ، لكن السؤوال هل حديث كرتي قاله من موقعه الرسمي كوزير دولة في الخارجية ام بصفته الحزبية كقيادي في المؤتمر الوطني ؟ وفي الحالتين او اي من الموقعين فانه حديث ينم عن تشفي وغلو وتطرف عرف به الرجل .
وكرتي نفسه هو احد الذين التقى بهم من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو في احدى العواصم الاوربية ، وقد صرح اوكامبو بذلك لمجموعة من الصحافيين السودانيين في العام 2007 م ، والتصريح المقتضب كان حول ان كرتي قدم معلومات لمدعي لاهاي في تلك العاصمة الاوربية ، الى جانب ان شخصيتين احدهما عسكرية نافذة واخرى مدنية تحتل موقعاً مرموقاً في السلطة، ولكن ما يلفت الانتباه ان رجل مثل كرتي ظل من موقعه في السلطة من قادة (حريق ) الجنوب فيما يسمى بالدفاع الشعبي ، ومع ذلك يقول انه الاحرص على التحول الديموقراطي ، وهو ابعد من يتحدث عن التحول الديمقراطي لانه يتحسس مسدسه فور سماعه كلمتي التحول الديموقراطي .
ويبدو ان محاولات المؤتمر الوطني في فرض شروطه على الاخرين فشلت تماماً ، اخرها محاولة نائب رئيس الحزب علي عثمان طه في جوبا الاسبوع الماضي والتي اجتمع فيها برئيس الحركة سيلفاكير ميارديت ليثنيه عن مواصلة ترشيح الحركة لياسر سعيد عرمان في انتخابات الرئاسة ، ولعمري انه طلب غريب لم تعرفه ديمقراطيات العالم الحالي او السابق او القادم .
لن يدخر المؤتمر الوطني وسعاً ويبذل جهداً في اشعال الحرائق في حال فشله من الفوز برئاسة الجمهورية والانتخابات ، وكذلك تختلف معركة المؤتمر الوطني ومجموعة العنصريين فيه او المتحالفين معه ضد ياسر عرمان عن الاخرين ، ولعل محاولة حرقه واغتياله معنوياً وجسدياً تشهد على ذلك ، والاغتيال المعنوي بذل فيه الامن الشعبي وصحافيو الغفلة والفاشست الجدد ما بذلوا ، وهي لم تهز شعرة في الرجل الذي اختار منذ وقت باكر انحيازه لقضايا الهامش والفقراء ، في مقابل من اتخذوا مواقف موغلة في العنصرية وبغض للانسانية حتى لو ادى ذلك لابادة مواطنيهم وسحلهم .
mostafa siri [mostafasiri@yahoo.com]