حزب الانقاذ ،، الطواغيتَ وَهْمٌ، ودمَاء الأبْرِياءِ حرامُ
نقاط بعد البث
حسب صحيفة الجريدة فقد " قلل قيادي بحزب المؤتمر الوطني من الاحتجاجات التي يقودها الحزب الشيوعي، وشدد على عدم تخوف الحزب من أية مظاهرات يقودها الشيوعي، ورهن مخاوف الوطني بالحراك الذي تقوده الجماهير ولا سيد له، وأضاف:ـ عندما يدعو الشيوعي لتحريك الشارع بنوم قفا لأن ذلك يعني أنه فاشل فاشل "..." لا نتخوف من القوى السياسية التي تدعو للتظاهر" ..." اتهم المعارضة بمحاولة استغلال الظروف الاقتصادية حتى تجد لها موقع قدم.
هذا حديث لا يفتقد للمصداقية فحسب، إنما فيه وكعادتهم ـ عندما يهرفون بما لا يعرفون ـ عدم علمية وموضوعية، لأن كل أحزاب الدنيا التي في المعارضة تستغل التخبط وغياب البرنامج العلمي، الذي يلبي مطالب الجماهير لدى الحزب الحاكم لكي تعلي من دعواتها لاسقاط الحكومة وإقصاء النظام الحاكم من دست الحكم، لينفتح الطريق أمام برامج بديلة طموحة تنشل الجماهير من وهدة الضياع الاقتصادي والاجتماعي التي تعيشها، عليه لا يمكن إطلاقاً نعت مثل هذه الأحزاب بفرية التآمر و"محاولة إستغلال الظروف الاقتصادية لتجد موطئ قدم" حيث لا يشكل ذلك تهمة أو مسبة، هذا من جانب ، وأما من الجانب الآخر، فإن هذا المصدر يعوزه الصدق وعدم التماسك في مقولاته، فعندما يصرح بأنهم في حزب المؤتمر الوطني يقللون من الاحتجاجات التي يقودها الحزب الشيوعي ولا يتخوفون من أي مظاهرات يقودها الشيوعيين، فإنه يجافي الحقيقة هنا أيضاً، لأن الواقع أثبت أن هذا الحزب غير الأمين وغير الصادق، عمل ألف حساب وحساب، فعندما تقدم الحزب الشيوعي بإخطاره المشروع للسلطات في تسيير موكب لتسليم مذكرة إلى سلطات ولاية الخرطوم حول النتائج الكارثية لإعلان الموازنة الأخيرة، لم تتعامل لا سلطات أجهزة الأمن أو ولاية الخرطوم أو الجهات المسؤولة في أروقة حزب المؤتمر الوطني بما يترجم عدم التخوف الذي يتحدث ويتمشدق به مسؤوولها الآن، حيث استعد للموكب "السلمي" الذي دعى له الحزب الشيوعي بما استطاع من قوة ومن رباط خيل ليرهب به قطاعات الشعب والوطن كأعداء دائمون في بلاط دولة الانقاذ وأهل الاسلام السياسي.
عليه فإن الحديث "عندما يدعو الشيوعي لتحريك الشارع بنوم قفا لأن ذلك يعني أنه فاشل فاشل" يكون مقبولاً ومهضوماً ومتطابقاً مع الواقع الماثل إن تعاملت السلطات وأجهزة الأمن بكل تحضر ومسؤولية مع الموكب وسمحت بتسليم المذكرة وحافظت على سلمية الموكب حتى النهاية وعملت على ألا يندس "مندس" في أوساط الجماهير ليقوم بأي محاولات لتخريب يحسب على الجهات التي دعت لتسيير الموكب، حينها كان طبيعياً أن نفهم أحاديث الإفك المتعلقة "بعدم الخوف والتقليل من أي مظاهرة يقودها الحزب". ولكن ما حدث أمام كل العالم أن أجهزة النظام والحزب الحاكم، لم تفعل ذلك بل واجهت المتظاهرين بشراسة لا تعبر ـ كما هو عهدها ـ إلا عن ترجمة على شرائط التعبير عن الخوف والهلع، فقد واجهت الموكب السلمي بهراواتها الغليظة على أبدان النساء والرجال الذين واللاتي لا يحملون من أسلحة سوى هتافات صادقة على أفواههم، نزلت فيهم ضرباً وشتماً واعتقلت ما اعتقلت، إضافة إلى إعتقالات طالت قيادات الحزب الشيوعي والقوى السياسية التي يتبجح من يصرح باسم المؤتمر الوطني بأنهم لا يتخوفون منها.
ثم أن محاولات التفريق بين "حراك الجماهير" و "حراك الشيوعيين والقوى السياسية الأخرى" تبدو واضحة جداً من أوجه متعددة، فهل هناك حراك معلق هكذا على الهواء يسمى "الحراك الجماهيري"؟ ،، إنكم تشتهون ما لا يوجد لا في الواقع ولا في أحلامكم، ومن خرجوا يمثلون قوى سياسية واسعة إضافة لأخرى غير منتمية سياسياً ولكنها
تنتمي "للوطنية السودانية بكل عمقها"، وفي نهاية الأمر هي ضد الانقاذ وحزب المؤتمر الوطني ،، فماذا أنتم بقائلين؟!.
من جانب آخر فإن أهل الانقاذ والمؤتمر الوطني يتعاملون مع السياسة وصراعها بمفاهيم المرجلة والفتونة والمطالعة، وعلى كل حال فإن الحزب الشيوعي لا يطرح برامجاً لتحدي السلطات الحاكمة أو مطالعتها لكي "تخاف" منو ،، فالذي يخيف السلطات والأنظمة الباطشة، هي قوة الجماهير بعد هدئتها وهدوئها الذي يسبق عاصفتها ،، بحيث هو
"هدوءٌ، يُبَدّدُ وحشَتَهُ،
ويُحَدّدُ وجْهتَهُ،
ويُزَلْزِلُ عرْشَ البُغَاةِ، يَدُكُّ صَياصِيَهُمْ،
حيث حَلّوا وحيث أقاموا.
هدوءٌ، تبرْكَنَ يغلي،
يُؤَكِّدُ أنَّ الطواغيتَ وَهْمٌ،
وأنَّ دمَ الأبْرِياءِ حرامُ".
ــــــــــــــــ
نشرت بصحيفة الميدان العدد المصادر صباح اليوم الأحد 28 يانير 2018
helgizuli@gmail.com