حزب التحرير .. مكتب “المحلل الرسمي”

 


 

 




......
كنت قد امتدحت حزب التحرير (ولاية السودان) مرارا و تكرارا حول التواصل الإعلامي المستمر.
و لدي بالتأكيد تحفظات على فكر الحزب و لكن هذا لا يمنع إثبات الفضل لهم في انهم يحترمون الإعلام و الإعلاميين،  لقد كانوا يرسلون لنا بصورة مستمرة بيانات الحزب في ظروف بيضاء انيقة و حقيقة دائما ما تكون مختصرة و مكتوبة بلغة سليمة وواضحة.
في إحدى الصحف كان أحد زملائنا يجمعها كلها من الاستقبال .. و لا ينجو منه إلا ظرفي لأنه يعرف اهتمامي بالحزب .. لقد كان يجمعها ليكتب على ظهرها الأبيض... عندما كانت الكتابة على الورق فقط. 
موضوع ولاية السودان .. اثرناه من قبل و لا داعي للتكرار، و لكن فاتني تهنئتهم على وجود منصب (الناطقة الرسمية) و هم في ذلك متطورون و متقدمون حتى على الإعلاميين.
إقرأ بياناتهم بدقة منذ أن كانت ورقا إلى عهد النشرة الالكترونية التي تطل علينا بين الحين والآخر .. و مما يؤخذ عليهم أيضا هو المزج بين التعليق السياسي و التحليلي السياسي و الموقف السياسي للحزب.
هل ما يتوصل له الناطق الرسمي من تحليل هو موقف الحزب أم هو جهد بشري يخصه؟ التعليق السياسي أيضا فن آخر .. و كل هذا يجب ألا يكون له علاقة بالموقف السياسي للحزب و لكن بسبب التزامهم بإظهار موقف إزاء كل حدث فإنهم يخلطون بين التحليل و التعليق.
في بيان الحزب حول أحداث اليمن جاء حديث يقول بأن معسكر الشرعية في اليمن تدعمه بريطانيا بينما معسكر إيران تدعمه امريكا.
ظننت نفسي مخطئا في الفهم و لكنهم أو بالأحرى .. لكنه الناطق الرسمي ذكر ذلك نصا:
أيها المسلمون:
إن حقيقة الصراع الذي يدور في اليمن أنه صراع دولي بين أقطاب السياسة الدولية، العابثين في بلادنا (أمريكا وبريطانيا)، فالحوثيون المدعومون من إيران، والذين تحركهم أمريكا يستخدمون القوة العسكرية لأخذ اليمن من النظام الذي يدعي الشرعية برئاسة هادي، والذي تقف خلفه دول الخليج، تحركهم جميعاً بريطانيا؛ المستعمر القديم، لذلك فإن هذا الصراع إنما هو صراع دولي على النفوذ، أدواته المسلمون وثرواتهم وجيوشهم، وللتضليل يتم إدخال الصراع في قالب المذهبية البغيضة حتى لا يرى البسطاء من الناس العدو الحقيقي؛ الغرب الكافر وأدواته حكام المسلمين، وإعلامهم الفاجر؛ الذين لا يأتمرون بمعروف ولا يتناهون عن منكر فعلوه.
من المحرر:
هذا تحليل بعيد للغاية فالسياسة البريطانية و الأمريكية متطابقة .. و لو كان هنالك خلاف فهو أوربي أمريكي ودائما ما تتخلى بريطانيا عن قارتها الأم لصالح حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية.
لا أستطيع أن انتقد الناطق الرسمي شخصيا .. لأن البيان مذيل باسم الحزب .. أو الولاية .. و لكنها لغة الناطق الرسمي التي نعرفها و عليه أن يراجع تحليله.
وجود الخلاف وارد و لكنه مجرد "قشرة" .. و تقسيم ادوار .. و لكن حتى هذا غير موجود حاليا.

makkimag@gmail.com

 

آراء