حفر البلد كتيرة !! … بقلم: عادل الباز

 


 

عادل الباز
19 August, 2010

 



قال السيد رزق زكريا إن حفرة النحاس ستكون بوابة الحرب الثالثة بين ولاية غرب بحر الغزال وولاية جنوب دارفور!!. الوالي ده مغبّي ولّا شنو، هي البلد كلها في حفرة، بقت على شوية النحاس الوهم الفي حفرة ولايتو ده. تدّي ربك العجب!!. لو أن موضوع الوحدة يتعلق بهذه الحفرة فقط لنادينا بدفنها بكل مافيها من ثروات متوهمة لايعرف حتى الآن صدقها من كذبها. السيد رزق زكريا لايرى إلا حفرته مع أن البلد بها ألف حفرة مفتوحة كجهنم تلقم أي إمكانية للإصلاح أو حتى للتفاؤل. قد يشن السيد رزق حربا قبل أوانها بين ولاية جنوب دارفور وولايته دفاعا عن حفرته تلك. فالانفصاليون الذين تنعشهم هذه الأيام أجواء التوتر والحرب لايبالون بشيء بل هم عجلون لارتياد المخاطر. يمكنهم أن يبدأوا الحرب بسبب حفرة، ولكن كيف سيستفيدون منها إذا أشعلوا نيران الحرب؟. لن يكسب أحد من الحرب شيئا.
استفتاء المستديرة!!
الذين لايتابعون الشأن الرياضي بتفاصيله وعن قرب، كثيرا ما تختلط عليهم الأمور ولايفهمون بدقة هذا العك اليومي. الآن يبدو المشهد غرائبيا، فالفيفا تدخل من على الباب وتهز عرش السلطة التي تتدخل فيما لايعنيها فتتراجع، ولكن معتصم جعفر يرفض التراجع، وكمال شداد يرفض قرار الوزير لأنه ليس شاملا. الصحف الرياضية منقسمة بين الشداديين والمعتصميين، وكثيرا ما تمارس التخليط بين ما هو مهني وما هو مصلحي وما هو وطني، فالسوق الرياضي الصحفي هايص ومرتبك. لجان الوساطة الكروية أجهدت نفسها كثيرا، ولكن يبدو أنها أصحبت جزءاً من الربكة العامة، فكل يوم تخرج تصريحات متضاربة من أفرادها فتزيد الوضع اشتعالا. السلطة دخلت الدوامة بلا داعٍ، ولكن الآن بدأت تتأمل في الخروج، وكان الظن أن قرار الوزير بإلغاء الانتخابات هو نهاية الدوامة، فإذا به ينفخ في النار ويزيدها شداد حطبا. يا جماعة البلد (ما ناقصة) يكفيها ما تعانيه من ربكة الاستفتاء ورجّة دارفور.
 مسلسلات... غناء ورقص وحشيش!!
بحثت عن دراما راقية تجبرني على مشاهدتها فلم أجد. ترحمت على أسامة أنور عكاشة وأيامه. لقد قدم أسامة عبر سنوات دراما غاية في الإمتاع والجودة. كانت حكايات أسامة ومسلسلاته تحمل مضامين اجتماعية وسياسية أعطت وهجا للقيم الحقيقية للمجتمع المصري، بل والعربي. كان أسامة آخر العمالقة في ما يسمى بالدراما التلفزيونية العربية، لاتملك وأنت تشاهد هذا الغثاء الدرامي المبثوث على كافة القنوات إلا أن تترحم عليه.
بدت الدراما هذه الأيام خلوا من الهموم الكبيرة، ولذا اُتخمت «بالعار» و»امرأة في ورطة» و«زهرة ورجالها الخمسة» لاتكاد تدرك معنىً للرسالة التي يُراد إيصالها للمشاهدين. حين تخلو الدراما من أي هدف أو رسالة تمتلئ بالمشاهد الساخنة، فأقمصة النوم تتطاير من على الشاشة، وكذلك الأحضان والقبلات (اللهم إني صايم). أما عن الرقص والغناء والحشيش فحدّث ولاحرج.
ملحقان وأقاصي الدنيا
يشهد الله أن كل الذين تم اختيارهم هذا العام للملحقيات الإعلامية ذوو كفاءة، ويستحقون أن يكرموا بمناصب أرفع. أمد يدي لتهنئتهم جميعا وخاصة ابن خالتي المبدع السيد بابكر حنين الذي يستحق أن يكون سفيرا لكفاءته وعطائه المتواصل للحركة الإسلامية منذ فجر الصبا، وقد تولّى من أدنى منه كفاءة وعطاءً مناصب ما حلموا بها ولا يستحقونها.
أين أقاصي الدنيا؟
 صديقي محمد محمد خير الذي أعطى عبر أربع سنوات في الملحقية الإعلامية للسودان بدبي كل ما يمكن أن يقوم به ملحق إعلامي. وأشهد أنه قدّم عطاءً متميزا خلال سنوات ملحقيته. فلم يخلُ عام من وفود إعلامية تجوب أرجاء السودان.. جرى ذلك على يدي وبعلاقات محمد خير الذي استطاع أن يوطدها مع كافة أجهزة الإعلام في دولة الإمارات في زمن وجيز. هذا غير الخدمة الثقافية الممتازة التي قدمها للسودان. فلأول مرة يشترك السودان في جوائز البوكر الأدبية وجائزة العويس وجائزة نادي دبي للصحافة للتحقيق المتميز جاء بصاحبها محمد خير لأقاصي دارفور. ذلك بجانب الجهد الذي بذله في تقديم الكتاب والمبدعين السودانيين من خلال منتديات وصحافة الإمارات. باختصار أعطى محمد خير لوطنه كل خبراته ومعارفه ولم يستبقِ شيئا. كنت أتوقع أن عطاء محمد خير سيؤهله للبقاء لفترة أخرى محلقا إعلاميا بدبي أسوة بخالد المبارك الذي كان أيضا عطاؤه مميزا.
أعرف أن هنالك صفوفا من أهل الولاء والثقة تنتظر كشوف الملحقيات، ولكن لابد أن يكون للعطاء قيمة، فالأصل في الحكاية ليس فرصا توهب، بل كفاءات يتم استثمارها واستثمار علاقاتها وخاصة في زمن البلاد بحاجة لحشد إعلامي عربي لصالح قضية الوحدة.
يا محمد خير «الجاتك في ملحقيتك سامحتك» ولكنها لم تسامحنا نحن الذين أتحفتنا بعشرات الكتب الرائعة الجديدة، كما أنها لم تسامح الوطن إذ أنها أفقدته جهدا إعلاميا خلاقا ومبدعا هو في أمسّ الحاجة إليه.

 

آراء