حكومة الانقاذ والكيزان و”تهميش” شعب السودان
عندما نشرت في21/01/2013م مقالاً بعنوان " انج سعد فقد هلك سعيد و"بيضـة ام كـعــــوك .. اذا شلتها كتلت أمـكـ .. واذا خليتــا كتلت أبـــوكـ"، كنت على يقين أبرزته في ذلك المقال، الّا و هو، إذا لم تكن هناك حتمية بأن الثورة تأكل أبنائها، ولكن هناك حتمية منطقية بأن اللصوص لا يمكن أن يتفقوا في تقسيم الغنيمة وخاصة إن كان اللصوص يرتدون قناعاً دينيأ و كان الأمر هو سرقة وطن!!
القارئ لبعض المقالات الصحفية خلال الاسبوع الماضي والمنسوبة الى قيادات بالحركة الاسلامية ونظام الانقاذ مثل د.غازي صلاح الدين والكودة وإسحق أحمد فضل الله والهندي عزالدين يرى كيف أنها تهاجم بنعومة حكومة الإنقاذ!!!، وقد ذهب بعض المراقبين للاحداث بأن تلك المقالات هي نتيجة لضغينة مردها التهميش لهم من قبل الحركة الظلامية اللاإسلامية ونظام الإنقاذ الحاكم!!!
ولعله يمكننا القول بأن أول من شكى التهميش هو العميد معاش صلاح كرار أحد إعضاء مجلس قيادة ثورة الإنقاذ وصاحب المقولة المشهورة في 1989م " لو تأخرنا شوية كان الدولار وصل 20 جنيه" !!!، و بسبب عدم تأخره هو وأخوته من نظام الإنقاذ وصل الدولار 20 الف جنيه هذه ألأيام!!! ثم أعقبه في الشكوى من التهميش والي الخرطوم الأسبق د.المتعافي حتى "أرضوه"!!!، بل وصل الامر ببعضهم للإجهاش بالبكاء خوفاً من التهميش مثل وزير المعادن السابق كمال عبداللطيف في 10/12/2013م، وهاهو المقدم يوسف عبدالفتاح "رامبو" الذي صال وجال ونكل بالرجال ، يأتي ليجأر هو الأخر بالشكوى من التهميش فيقول "أنا مظلوم ما عشان مناصب لكن إحترام الزول وتقديره"!!! ويعضد موقفه بالحديث عن التهميش نيابة عن أخرين من قادة العمل الاسلامي والانقاذ فيذكر د.غازي صلاح الدين وقطبي المهدي ود. الطيب ابراهيم "سيخة" وشرف الدين بانقا. ويتناسى عن عمد ذكر بعض رؤسائه العمداء من مجلس قيادة الثورة الذين همشوا ه أيضا!!!
هذا التهميش أصبح يشكو منه غالب أفراد تنظيم حكومة الإنقاذ والحركة الظلامية اللأسلامية لانهم أصبحوا لا يجدون إلّا الفتات وبشق الأنفس وإفتراع رأيات كاذبة يتعيشون من بابها "مأكلة" مثل ما يحدث هذه الايام في ولاية القضارف "الحركة الاسلامية بالقضارف تدشن المرحلة الثانية من برنامج الهجرة الى الله"، أو محاولة بيع أخر طائرة لسودانير او ما سميت "بالميمونة" !!!
إذن الخوف من التهميش الإقتصادي أدى إلى خلق الفساد المقنن "التجنيب" وغير المقنن وإلى حرب المصالح الاقتصادية والتجارية بين الشركاء من لصوص الحركة الظلامية اللإإسلامية وحكومة طغمة الانقاذ "أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها"!!! و هو أكثر ما دق عطر منشم بينهم و "نخر" في عظم الدولة حتى أصبحت كمنسأة سليمان. ذلك التنافس في الفساد المالي جعل كل واحد منهم يبحث عن حماية "ضهر" من أحد أفراد عائلة البشير أومن حوله من كبار قادة الحكومة!!! أو عن طريق الدخول في مصاهرات عائلية مع كبار قادة الحكومة لتشبيك العلاقات الاجتماعية الاقتصادية و"تسبيك" الشراكات والشركات الوهمية.
تنافس الشركاء في الحركة الظلامية اللإإسلامية و طغمة نظام الإنقاذ في سرقة خيرات السودان أعمى أعينهم عن رؤية معاناة وفقر المواطن السوداني الذي إعتبروه ضمن الغنائم أو كما قال أحدهم "خيراً ساقه الله الينا"!!! لذلك أصبح السودان أرضا وسكانا من أهل الهامش والمهمشين!!!
رسالتي لكل أفراد القوات المسلحة النظامية والغير نظامية ولكل افراد أجهزة الأمن والاستخبارات لقد رائتم كراهية أهل الانقاذ للتهميش الأقتصادي، وحبهم للجاه والمال وإنهم يبكون لفراق المنصب، ولا يتوانون في سبيل الهروب من التهميش الاقتصادي والإجتماعي من القضاء على بعضهم البعض إقتصادياً وسياسياً ناهيك عن تدمير الوطن و"تشليعه" و تدمير الشعب كما يحدث عبر استيراد حاويات المخدرات!!! إن استمرار الحركة الظلامية اللإسلامية و طغمة الإنقاذ في الحكم يعني استمرار تهميش وإفقار الشعب السوداني حتى الموت مرضاً وجوعاً وقتلاً!!! تحت الإكراه بأسلحة أفراد القوات المسلحة النظامية وغير النظامية، والأجهزة الأمنية فلماذا ترضون لأنفسكم ذلك الدور المخزي!!!
ثم هل أنتم أديتم القسم لحماية الوطن أم لحماية عصابة مارقة ترعى مصالحها الاجتماعية وتعقد صفقاتها التجارية في أفخم الفنادق والصالات داخل السودان وأنتم وقوف في هجير الشمس الحارقة "إنتو تموتوا وهم يشيلوها ويفوتوا" لماليزيا وتركيا ودبي!!!
إذن يجب على كل فرد في تلك القوات المسلحة النظامية وغير النظامية وأجهزة الأمن والإستخبارات أن يحكم عقله وضميره وأن يعلم أن حمايته للصوص والفاسدين في الحركة الظلامية الاإسلامية ونظام الإنقاذ هي عمل غير شرعي ولا يتماشى مع الأخلاق السودانية النبيلة؟؟؟ بل أنه بدفاعه عنهم يصبح شريك لهم في الجرم!!! كذلك ليسأل نفسه سؤالاً سهلاً، لماذا يزداد هو وبقية الشعب فقراً بينما يزداد من هم تحت حمايته من لصوص الحركة الظلامية اللإسلامية وطغمة نظام الإنقاذ غنىً على غنىً دون أن يكون لهم أحقية في ذلك "لا جروا ليها لا قرو ليها"!!! كذلك فلينظر كل فرد في القوات المسلحة النظامية وغير النظامية حوله ليرى كيف أن أطفاله وأهله وجيرانه يجأرون بالشكوى من صعوبة الحياة واختفاء الخدمات الاساسية من صحة وتعليم وغيرها، في حين يشكو المسؤولين من الطخمة وزيادة الوزن!!!
أيها الجندي كن شجاعاً وواجه أهل الظلم الذين لهم قرابة ال30 عاماً وهم يذيقون الناس الذل والويل عبر فوهة بندقيتك!!! أيها الجندي كن رجلاً وعليك بالطغاة وإن لم تقدر فعلى الأقل لا ترفع سلاحك لإرهاب الفقراء والجوعى!!!
أنشد الشاعر هاشم صديق
"هديمك يا وليد مقدود و صابحنا الفقر و الجوع
صبح باب التكل مسدود كمل حتي الملح في البيت
وشن همّ الملح في البيت وكت ملح الدموع موجود؟!
دحين يا وليد هو ديل موُ قالوا ناس إنجاز ؟!!
وشن سّولنا مما جونا غير حرقو الفضل بالجاز ؟
كّل شيتا صعب في السوق من الكبريتة للطايوق
و كان جانا البخت تموين رطيل سكر و صابونتين نجيب من وين ؟
و اخوك مرفود و عدمان الشهر ملين؟؟
wadrawda@hotmail.fr