الثورة يصنعها الشرفاء، ويرثها ويستغلها الأوغاد. - تشي جيفارا عزيزي القارئ.. مقولة الزعيم الثوري العابر للقارات وللعالم -تشي جيفارا، تنطبق حقا وحقيقةً وحرفياً على الفريق شمس الدين كباشي. هذا الكوز الشرير الذي يتطاول وبعنجهية مبالغة على رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك الذي أتت به ثورة ديسمبر المجيدة. كتبت أكثر من مقال عن شمس الدين الكوزباشي، وقلت ان الرجل "كوز" مصاب بمرض جنون العظمة الذي يصاب به الغالبية العظمى من حكام المنطقة العربية، وهو مرض ينبعث من منطقة اللاوعي بحيث يكون المريض يعي أو لا يعي وّهم ادعاءاته وسوء تصرفاته، فهو يستخدم هذا الأسلوب لغرض ما يندرج في سياق الافتراء أو التضخيم أو تعويض عن عقدة نقص ما. هذا هو شمس الدين كباشي، الذي وجد نفسه في غفلة من الزمن عضوا في مجلس السيادة، فكان لابد أن ينتابه الدهشة والاستغراب، فبدل أن يحترم الشعب السوداني وخياراته، راح يتكلم بلهجة التعالي ويظهر بمظهر الخيلاء وانتفاخ الأوداج، وبالغ في حب الظهور بالزِي العسكري، كوسيلة لتعويض الشعور بالنقص. في الأسبوع الماضي، رفض هذا "الكوزباشي"، التوقيع على نتائج الورشة التفاوضية التي ناقشت موضوع العلمانية في السودان بحجة أن مسألة رفضه التوقيع يعتبر قرار مؤسسات (قال مؤسسات!). ووصف شمس الدين كباشي، الاتفاق المشترك الذي وقعه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مع رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو في أديس أبابا بشأن فصل الدين عن الدولة بأنه (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق). وقال كباشي بحسب صحيفة “اليوم التالي”، إن موافقة الخرطوم على إقامة ورشة حول علاقة الدين بالدولة مع الحركة بقيادة (الحلو) بمدينة جوبا كانت بسبب رفض المجلس الأعلى للسلام لتلك الاتفاقية. ونوه إلى أنهم تفاجأوا في المجلس السيادي بأن الورشة صممت أصلاً لمناقشة قضية فصل الدين عن الدولة، وأهملت القضايا الأخرى، وأنه رفض التوقيع على (ديباجة) الورشة بعد فشل التوافق على إزاحتها وتنفيذ القضايا السبع. وأوضح كباشي أن مسألة رفضه التوقيع يعتبر قرار مؤسسات وليس قراراً فردياً. وأضاف: "حمدوك مشى براهو وفصل الدين عن الدولة وهو ما لا يتواءم مع المؤسسية". وأبدى كباشي، أسفه على أن من قدم طرح فصل الدين عن الدولة هم عناصر من الحكومة وجزء من طاولتها للتفاوض واختلفوا فيما بينهم، وأن رئيس مجمع الفقه رفض الطرح، إلا أن مجموعة كانت داعمة له وهم من سعوا لتثبيت الإقرار بالاتفاقية. إن كلام الكوزباشي بأن الاتفاق المشترك الذي وقعه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مع رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو في أديس أبابا بشأن فصل الدين عن الدولة على أنه "عطاء من لا يملك لمن لا يستحق".. ليس فقط تطاولا على عبدالله حمدوك الذي أتت به ثورة ديسمبر المجيدة، إنما أيضا استفزازا للشعب السوداني الذي لولاه لما كان هذا الكوزباشي عضوا في مجلس السيادة. وبدل أن يحترم خيارات هذا الشعب الذي يستحق كل تقدير، راح يتعالى عليه ويتعامل معه بالعدوانية. عبدالله حمدوك، اتفقنا معه أو اختلفنا، هو رئيس وزراء حكومة الثورة، ولا اعتقد أن الشعب السوداني الثائر سيسمح للعسكر الذين لم ينتصروا قط في أي من الحروب التي خاضوها في حياتهم، للنيل من رئيسه بكل اخفاقاته وضعفه ووهنه في حسم بعض الأمور الكبيرة العاجلة. وفي الختام.. نسأل السيد شمس الدين الكوزباشي، هذا السؤال: الدكتور عبدالله حمدوك أتت به مكونات الثورة السودانية المختلفة -لكن قل لنا من اتى بك إلى السلطة؟ bresh2@msn.com