حمدوك بيدق خائب في يد العسكر والجنجويد لشق صف لجان المقاومة

 


 

 

يقال ان البيادق مهما اختلفت في شكلها ولونها وحجمها، ومهما كانت المادة المصنوعة منها غالية الثمن أو رخيصة جداً، وسواء كانت ثقيلة أو خفيفة، جديدة أو قديمة، فإنها كلها تؤدي الدور نفسه، فهذه البيادق لا تتحرك كما تريد، وإنما يحركها لاعبون محترفون أوهواة وفق قوانين محددة للعبة، وبما يحقق مصلحة كل لاعب فيها.
عزيزي القارئ..
نشر مكتب رئيس وزراء الانقلاب، أمس الأحد، خبراً عن اجتماع بين حمدوك وبين عدد من لجان المقاومة في العاصمة والولايات، شرح فيه حمدوك أسباب إقدامه على التوقيع على اتفاقه مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورؤيته للمرحلة المقبلة، من دون أن يكشف الخبر عن أسماء أعضاء لجان المقاومة الذين شاركوا في اللقاء أو صورهم.
بعد هذا الخبر الصادم للثوار، تبرّأت لجان من المقاومة السودانية، اليوم الاثنين، من لقاء تقول إنه مزعوم تم بينها وبين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، نافية بشدة علاقتها باللقاء الذي عدّته محاولة من سلطات الانقلاب العسكري لشق الصف.
وذكرت لجنة مقاومة الخرطوم وسط، في بيان لها، أن ما جاء في اللقاء هو استمرار لسياسة التدليس التي ظلت تمارسها السلطة الانقلابية طيلة الفترة الماضية، وأن ما تمخض عن الاجتماع فيه الكثير من العبث ومحاولة يائسة لإضفاء شرعية مفقودة للسلطة الانقلابية المتهالكة، التي قاربت على السقوط.
وأكد البيان أن لجان المقاومة في الخرطوم وسط لم تشارك في الاجتماع العبثي بين بعض السواقط من فلول النظام المقبور ورئيس مجلس الوزراء الانقلابي، مجددة موقفها الثابت من السلطة الانقلابية، وهو "لا شراكة، لا تفاوض، ولا مساومة".
كما أعادت لجان الخرطوم جنوب التأكيدات ذاتها، وأوضحت في بيان لها، أنها رفضت الاجتماع مع حمدوك من قبل، ودعت السودانيين إلى المشاركة في مليونية 30 نوفمبر/تشرين الثاني، غداً الثلاثاء، ضمن جداول إسقاط الانقلاب. كما صدرت بيانات مماثلة من تنسيقيات لجان مقاومة أم درمان وبحري ومدني، مطالبة طاقم حمدوك الإعلامي بالإفصاح عن اللجان المزعومة التي ادّعى أنها التقت برئيس وزراء الانقلاب.
موقف اللجان المذكورة في الأعلى هو موقف لجان المقاومة في كل ربوع السودان. موقف رافض لمثل هذه اللقاءات المزعومة مع رئيس وزراء الانقلاب، لأن الأخير يسعى جاهدا شرعنة منصبه الذي أعطاه إياه الجنرال عبدالفتاح برهان.
هذه المحاولة اليائسة لشق لجان المقاومة، ليست جديدة، إذ بدأها زعيم ميليشيا الجنجويد محمد حمدان دقلو "حميرتي"، بشراء الذمم من خلال توزيع الأموال على بعض ضعاف النفوس، لكن هذه المحاولة البائسة اليائسة لشق وضرب الثورة السودانية، لم تنجح ابدا، ليبدأ الجنرال برهان ممارسة الدور نفسه، لكنه هو الآخر فشل في ضرب الثورة ووقودها من لجان المقاومة.
إذن، ولطالما الجنجويدي محمد حمدان دقلو وعبدالفتاح برهان وآخرين، قد فشلوا في ضرب الثورة بالإرهاب والإغراءات.. فما الذي يجعل هذا البيدق الجديد (حمدوك) ان يعتقد بانه قد ينجح في شق صف الثورة؟
حمدوك مجرد أداة طيعة في يد العسكر والجنجويد وسينتهى دوره بمجرد أن تنتهي اللعبة، وربما قبل انتهاء الزمن المحدد له إذا اعترض على السياسة الموضوع له أو إذا اخلّ بقوانين اللعبة، ليبحث العسكر والجنجويد عن بيدق مختلف وربما بشروط مختلفة للعب.
بالطبع، حمدوك يتوهم أنه هو من يسيطر على الرقعة كلها، وأنه الوحيد الذي سيكون له الدور المهم في الفوز، لذلك لا يخجل ولا يشعر بالحرج حتى لو وجهت له الإهانة، كما لا يمانع لو تم تهميشه أو إخراجه من اللعبة حتى قبل أن تنتهي ممنياً نفسه بشرف المحاولة والاشتراك في اللعب كبيدق ولو لفترة قصيرة.
حمدوك، وضع يده في يد الانقلابيين، وهو بالتالي أصبح جزءا وشريكا في هذه الجريمة النكراء التي لا يمكن ابدا ابدا، قبولها أو تبريرها، فعليه ان يبتعد عن ممارسة دور البيدق لشق صف لجان المقاومة، لأنه لن ولم يستطيع تحقيق ما يسعى اليه.
الثورة مستمرة وستصل الى نهاياتها بتحقيق كل أهدافها، حب من حب، وكره من كره...

bresh2@msn.com

 

آراء