حملة الأمل والتغيير … رسالة سادسة

 


 

 

 

حملة الأمل والتغيير

رسالة سادسة

إنصاف المفصولين

العودة إلى دولة الوطن

مهنية وحياد المرافق العامة

الفصل بين الحزب والدولة

 

الاخوات والاخوة المفصولين سياسياً،مدنيين وعسكرين، كل عام وانتم بخير وبلادنا بخير فى مولد النيى الكريم وفى مولد الهدى والإشراق والضياء.

الضيوف الكرام

تحية طيبة وأمل أطيب فى التغيير باسم حملة الأمل والتغيير الذى ينشده شعبنا، أحى جمعكم الكريم ، واترحم على اعزاء كثر من جمهرة المفصولين الذين قضوا  نحبهم حسرة          وأسى بعد ما خدموا بلادنا سنوات عزيزة أفنوها فى المواقع المختلفة التى عملوا بها حتى حلت أعوام الرمادة، والقى بهم فى قارعة الطريق لم يشفع لبعضهم العمر أو الخبرات أو القدرات أو الاسر التى تعتمد عليهم دون مراعاة للدستور أو القانون أو اللوائح أو نظم العمل فى تصفية شرسة للحسابات لم تراعى وازع من أخلاق أو إعتبارات مهنية أو قانونية فى مخالفات لم تحدث حتى على أيام الاستعمار ومعاركه مع مؤتمر الخريجيين وجلهم من الموظفين والعاملين بالدولة، واقيمت المذابح لاهم الأجهزة المدنية والعسكرية لخيرة النساء والرجال دون اسس وقانون واحكام بل بالظنون والشكوك وتصفية الحسابات، ومضى كثير من الخيرين من ابناء شعبنا إلى المهاجر والمقابر، وفى ذلك نخص بالتحية النساء المفصولات وزوجات المفصولين، ففى الحالتين كانت المعاناة أكبر وقد وصل الحال إلى حد محاربة المبدعين والمثقفين والكتاب من خارج العاملين فى أجهزة الدولة، ولعل أسطع نموذج لتلك الحرب الشرسة التى شنتها أجهزة كبيرة وعاتية على إقرار ما حدث للمبدع الكبير أبوعركى البخيت الذى أوصدت الأبواب فى وجه هو واسرته وزوجته الاستاذة الفاضلة عفاف الصادق، وقد إستحق جائزة الصمود من شعبنا فى وفائه وتمسكه بالحق والحقوق والعيش على الكفاف ونحن نهيب بمنظمات المجتمع المدنى بتكريمه رمزاً للصمود للبائتيين على الطوى ورمزاً لمن قال لا فى وجه من قالوا نعم ومن لم يهجر بلاده عند المحن ممثلاً لعدد كبير من زملائه المبدعين فى مختلف ضروب الابداع.

موقف الحركة الشعبية من قضايا المفصولين ينطلق من موقفها من قضايا شعبنا جميعاً وإنحيازها للحقوق، وكمنظمة للدفاع عن حقوق المظلومين والمحروميين، ومنذ البداية عملت أجهزة إعلام الحركة الشعبية الوقوف مع المفصولين وساهمت إذاعة الحركة الشعبية فى فضح سياسة الفصل التعسفى ونشر اسماء المفصولين، وشاركت قيادة الحركة الشعبية مع قوى التجمع الوطنى الديمقراطى فى الوقوف إلى جانب المفصولين والعمل معهم فى الداخل والخارج، وبعد توقيع إتفاقية السلام كان دور الحركة الشعبية هى المقر لمنظمات وتجمعات المفصولين والعاملين والمزارعين فى كافة ارجاء السودان، واليوم يطيب لنا ان نلتقى بجمعكم العزيز للتباحث والتفاكر ورسم برنامجنا وسياستنا القادمة تجاه قضية هامة هى قضية المفصولين تعسفياً وسياسياً لوضعها فى مقدمة أجندتنا فى الأمل والتغيير ووضعها فى الإطار العريض لاستعادة دولة الوطن والفصل بين الاحزاب جميعاً والمرافق العامة وإستعادة حيدة ومهنية ونزاهة المرافق العامة لخدمة كافة المواطنين غض النظر عن الوانهم السياسية والحزبية وعن الدين أو الاقليم أو النوع كجزء من عملية شاملة لاعادة هيكلة الدولة السودانية وبناء مركز جديد للسلطة، والدولة يجب ان يعكس التنوع والتعدد الذى تحفل به بلادنا بمراعاة المهنية والكفاءة ورضا الاقاليم المختلفة وتمثيلها فى مراَة عاكسة لواقع بلادنا حتى تنعم بلادنا بالاستقرار والسلام العادل والشامل والديمقراطية والتنمية.

ان سياسة التمكين كانت خطأ جسيماً من قادة نظام الاذنقاذ وهى أحدى الاسباب المباشرة لتدهور الخدمة العامة المدنية والعسكرية وإنهيار أسس بناء الدولة الحديثة والاعتماد على أهل الولاء على حساب المهنية والكفاءة الامر الذى أطاح بكل المعايير الموضوعية فى بناء أجهزة الدولة، وهز ثقة المواطن باسوأ من الهزة التى أصابت هايتى مؤخرأ، لاسيما فى أجهزة مثل أجهزة تنفيذ القانون والأجهزة العدلية، واعطى سبب لتدخل العالم الخارجى فى قضايا تنفيذ العدالة كنتجة مباشرة لعدم إستقلالية القضاء السودانى، وهذا وحده يوضح أهمية القضية التى نحن بصددها.

ان الفصل السياسى للصالح العام الذى شمل الالاف فى عشرات المرافق والمؤسسات تم الفصل تحت غطاء فائض العمالة ثم تحت بند الغاء الوظيفة ثم الخصخصة والتطهير وكل ما صاحب ذلك من حرمان من حق العمل والعيش الكريم والعلاج والسكن، واصاب الصحة العامة والنفسية فى مقتل وأفقد الوطن راسمال وطنى هام صرفت بلادنا الكثيرعلى تاهيله، واصاب تقاليد الخدمة العامة والقطاعين العام والخاص والمؤسسة العسكرية فى مقتل، أحدث فجوة فى توارث الخبرات، مما أدى لانهيار مؤسسات بكاملها ولم يثتنى ذلك حتى مؤسسات التعليم الاكاديمى التى شرد خيرة عقولها وخبراتها التى لا تعوض بثمن، والذين احيلوا للمعاش احيلوا بشروط مجحفة وغير منصفة فى تحكم تام فى مؤسسات المعاشين.

إننا نقف فى صف الدفاع عن قضايا المعاشين والمفصولين والعمل معهم لايجاد حلول لقضاياهم وتعويضهم معنوياً ومادياً، والغاء جميع القوانين التى تتعارض مع الدستور والمؤاثيق الدولية، وإصلاح اللوائح وشروط الخدمة ورد الحقوق المادية والادبية لكل المفصولين على حسب الحالة، وتكوين لجنة قومية لمراجعة جميع مرافق الخدمة العامة وإستعادتها لدولة الوطن فى نزاهة ومهنية وحيدة وتمكينها من اداء واجباتها فى خدمة الوطن والمواطن، وإنصاف المفصولين والمعاشين حتى الذين إنتقلوا إلى رحمة اللة أو الذين لا يرغبون فى العودة إلى عملهم لمختلف الاسباب هى أولى أولوياتنا عند الفوز فى الإنتخابات القادمة مسنودين فى ذلك برؤية الحركة الشعبية ومواقفنا المعلومة لديكم من الحقوق والحريات،لابد لنا من الوقوف عند التخريب المتعمد والمقصود والتواطؤ الذى قامت به النقابات بعد ان تم تدجيناها بعمل منهجى ومدروس من إختصاصين فى قلع الضروس والاسنان من امثال الدكتور/ إبراهيم غندور العامل الأول فى بلادنا والمساهم الأول فى فصل وتشريد العاملين الذين نصب لهم المجازر والإبادة الجماعية عن العمل وبذ اساطين المستعمرين الذين مروا على بلادنا تفتق ذهنه وصحبه عن نقابة المنشأة التى تجمع بين الذئب والحمل والتى تعطى العاملين لفطور وغداء وعشاء الاسد حتى شاخ ولم يشبع ولم يكتفى بالتشريد والفصل من العمل، بل تم توفير الغطاء الاخلاقى والسياسى عبر نقابات التى ينتمى اولئك المفصولين اليها فى مفارقة كامل لتقاليد الحركة النقابية  السودانية والدولية، فى إنحدار مريع بالعمل النقابى واستخدمت الفكرة الشيطانية بإنشاء نقابة المنشأة فى خلط كامل للاوراق، وفى حقد وتشفى وإنقلاب على تقاليد النقابات والتقاليد السودانية فى الحياة العامة ومساهمة مباشرة فى تخريب الخدمة العامة والمدنية حتى شاهدنا الطبيب الذى تحول إلى رئيس نقابات العمال ومدير المستشفى الذى أصبح رئيس للنقابة ووكيل وزارة التربية والتعليم الذى يتربع على عرش النقابة، أين هؤلاء من سليمان موسى وسلام وقاسم امين والشفيع احمد الشيخ ويوسف محلاوى وحسن الطيب والأمين محمد الأمين ويوسف احمد المصطفى وبرقاوى وشيخ الخير ود بريمة ودوك مشار وشفيقة ابراهيم ودولت محمد الحسن وقمر عيسى وعلى فضل ومامون محمد حسين وأحمد عثمان سراج والحاج عبد الرحمن ومحجوب الزبير وصديق يحى ورفاقهم اى خلف وسلف واى أمس ويوم، ولكن لكل ليل صباح وإشراق وكل دور إذا ماتم ينقلب، فنحن هنا لنضع حداً لكل ذلك، واقسم باللة وبكل جميل تعلمناها ونعلمه إننى أخوض هذه الإنتخابات وقضايا المفصولين والمعايشين من بينهم أبى الذى شقى وكابد الحرمان بعد ان علم وتألم ان تكون فى مقدمة اولوياتى، وان لا أنظر اليها الا بعين الاعتبار والإنصاف، اتينا اليوم للعمل المشترك من أجل الإنصاف واعلم انكم اتيتم اليوم ليس من أجل شخص ولكن من أجل قضاياكم العادلة والتى هى قضيتى اليوم وغدأ.

 

وشكراً جزيلاً لحسن الإستماع

 

                                                     ياسر عرمان

   الخرطوم- 27/ فبراير/2010                                 

 

آراء