شهدت الفترة الماضية مجموعة من الأحداث المستهدفة لمحاولات وأد ثورة ديسمبر بالاصرار على العودة لتلك الممارسات من المتأسلمين السياسيين التي نبذتها الجماهير وأحدثت قطيعة معها بثورة الكنداكات والثوار وانتصار ديسمبر المجيد.
أبرزها التصفيات البشعة التي تمت خارج نطاق القانون في حق مواطنين أبرياء داخل أقبية التنكيل بعد إختطافهم من الأزقة والشوارع، ثم التفلتات التي شهدتها فعاليات الجماهير من بعض الصبية الذين تم استجلابهم وحشدهم وسط مليونية ديسمبر الماضية لترديد هتافات بذيئة ومسيئة لدكتور حمدوك تحقيراً للثورة العظيمة، وتلك التمثيلية الركيكة والمفضوحة التي استهدفت الحزب الشيوعي بحرق شعاره وهم يقصدون في ذات الحزب التهجم على كامل المشهد الثوري الذي شهدته البلاد بإسقاط حكم قراقوش المتدثر بالتدين الكذوب، وآخيراً ما شهدته شوارع العاصمة وشبابها يحتفون باستقبال العام الجديد، حيث أفسدت عليهم عصابات متفلتة بهجة الاحتفال بهجومها الكاسح عليهم بحجارة من الوزن الثقيل لتلحق أضراراً بليغة في سيارات المواطنين وكذا إلحاق الأذى الجسيم للعديد من الذين أصيبوا إصابات بليغة، ويبدو أن أولئك الذين تم القبض والتحفظ على بعضهم منظمون من قبل بقايا الذين تم اقتلاعهم وستثبت التحريات صحة توقعاتنا!. إلا أن ثالثة الأثافي قد تمثلت في الحملة الخبيثة المنظمة والتي تصاعدت حمى (عويلها) استهدافاً للدكتور عمر القراي عندما ظنوا أن ضالتهم قد قد تحصلوا عليها بلوحة "خلق آدم" في مقرر الصف السادس الابتدائي. فانتظمت حملة ممنهجة استغلوا فيها مساجد العاصمة ليصعدوا من هجومهم ومحاولاتهم إيقاف حملة إصلاح المناهج التربوية التي خربوها طيلة 30 عاماً. وخلال تلك الحملة التي تستغل مساحات الحريات العامة والتعددية التي وفرتها ثورة ديسمبر، تراهم يحتشدون في المساجد ويحرضون علناً ضد القراي وغير القراي بتشنج مريض درجة " تكفير" القراي حتى وصلت تهديداتهم له بالتصفية الجسدية حسب البلاغ الذي تقدم به للسلطات!. يتم كل ذلك والسلطات المسؤولة "نائمة في العسل والثبات العميق" وكأن المعركة لا تهمها في شئ!، في حين أن الواجب كان ينبغي تدخلها بصرامة قانونية حسماً لظاهرة "التكفير" التي تمت ممارستها في فترة النظامين المخلوعين للنميري والبشير!. لم يتم حتى الآن أي تحرك من جانب السلطات، حتى ولو في حدود واجبات السيد نصر الدين مفرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف والذي من المفترض أن تقوم وزارته ولا تقعد فيما يخص ظاهرة عودة إستغلال المساجد والمنابر الدينية لتصفية الخصومات الفكرية! من قبل الذين يستغلون بيوت الرحمن ليعتلوا "منابر الورع الكذوب" لتمرير أجندتهم الدنيوية. وهي ذات الممارسة التي دفعت بهم لاغتيال الشهيد محمود محمد طه بدواعي الكفر والزندقة، علماً أن هيئة قضائية عليا موقرة قد حكمت فترة الديمقراطية الثالثة ببطلان الحكم عليه ورد الاعتبار لشخصه الكريم، رغم ذلك نجد "الذين حلوا محل هيئة علماء السودان" يسفهون مثل هذه الأحكام القضائية ويزدرونها!. بكل هذا وذاك ها نحن ندق ناقوس الخطر، تماماً كما نبهت أقلام مستنيرة ورصينة إلى ضرورة وقف مثل هذه "التفلتات" المستهدفة للديمقراطية وحقوق الانسان!، خاصة أن بقايا النظام قد انتظمت مرة أخرى بعد أن لمست ضوءاً أخضراً يشجعها بسياسات خبيثة متواطئة و "بتكتم" بالغ الحذر للمضي في مثل كل هذه الممارسات، في محاولات لحفظ المصالح ضمن الصراع والفرز الطبقي الجاري!، وأخطر ما في هذه الجزئية أن هذا الضوء الأخضر، يأتي من جهة " نيران تدعي أنها صديقة" فتتقوى بذلك رويداً رويداً أعين المتأسلمين السياسيين!،إلا أنها ليست سوى محاولات خبيثة للعودة والحلم بأن يمروا ،، ولن يمروا ،، ولا نامت أعين الجبناء!. ــــــــــــــ * لجنة التفكيك تمثلني. * محاربة الكرونا واجب وطني. hassanelgizuli@yahoo.com