حميدتي في روسيا: استراتيجية الاسلاميين في الهمينة علي السودان واسقاط بعض الانظمة العربية

 


 

محمد فضل علي
26 February, 2022

 

اتسمت الكثير من ردود الفعل وسط مختلف اتجاهات الرأي العام السودانية علي زيارة جنرال الدعم السريع الي روسيا بقدر كبير من الاستخفاف المبني علي قدرات الرجل ومقدرته في التأثير في علاقات السودان الخارجية وعلي العلاقات الدولية من خلال موقفه الذي عبر فيه صراحة وبطريقة مبسطة علي حق روسيا في الدفاع عن كيانها ووجودها الامر الذي ترتبت عليه ردود فعل وتحفظات فورية من لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الامريكي التي اطلقت تهديدا مبطنا في مواجهة موقف حكومة الامر الواقع السودانية بقولها انها تراقب الموقف واتهام السلطات السودانية بالتهرب عن تنفيذ تعهداتها بعملية التحول الديمقراطي وتصريحات اخري للرئيس الامريكي بايدن في هذا الصدد وقولة ان بلاده ستعاقب اي دولة ستتعاون مع بوتين .
الذين يعتقدون ان زيارة الجنرال حميدتي الي روسيا قد اتت بمبادرة فردية منه او من شريكة الجنرال عبد الفتاح البرهان من الذين اتجهوا الي التهكم من الرجل فات عليهم انه لا حميدتي ولا الجنرال البرهان ولا الطاقم الموالي لهم من بعض الشخصيات المغمورة من المدنيين وبعض العسكريين لديهم المقدرة علي التخطيط السياسي والقدرة علي المبادرة بتحركات من هذا النوع ووضع انفسهم بين مرمي نيران مواجهات كونية بهذه الخطورة والتعقيد مثل ما يجري اليوم بين روسيا واوكرانيا وحلف الاطلس والولايات المتحدة الامريكية من ناحية اخري .
زيارة حميدتي الي روسيا تمت بتخطيط وتوجيه من الاسلاميين شركاء المجموعة الانقلابية في الحكم وادارة البلاد الذي تم بموجب اتفاق سابق للانقلاب الاخير.
الاسلاميين يعتقدون انه بمقدورهم رفع الحصار الجماهيري المضروب علي حميدتي والبرهان وقمع الانتفاضة الشعبية بالحديد والنار حتي لو استدعي الامر تفعيل الفتوي التي لم تري النور للرئيس المعزول بإبادة ثلث الشعب السوداني لكي تعيش بقية الثلثين.
الاتفاقيات التي قام بتوقيعها جنرال الدعم السريع اول امس مع روسيا ليس له فيها غير اجر المناولة وتحمل كلها بصمات التخطيط السياسي لما تعرف بالحركة الاسلامية السودانية التي تقوم برسم السياسة الداخلية والخارجية للبلاد في الوقت الراهن انابة عن حميدتي والبرهان.
اذا ترك الامر الي القيادات المشار اليها حميدتي والبرهان فلن يكون بمقدورهم الصمود في مواجهة اعاصير داخلية وخارجية وازمات من هذا النوع لساعات قليلة.
لذلك تركوا الامر كله لشراذم الاخوان التي انفتحت شهية بعض نخبهم واعوانهم التاريخيين الذين خرجوا من عزلتهم وانتشروا في مواقع الميديا الاجتماعية وهم يتبسمون و يستعرضون صورهم القديمة الانيقة وافكارهم وتصوراتهم للسودان القادم وحتي المدعو صلاح قوش المطلوب المفترض للعدالة السودانية فقد غادر فراش المرض وتفضل بزيارة بعثة نادي المريخ في العاصمة المصرية في عمل استعراضي وعملية علاقات عامة تريد ان تقول نحن هاهنا .
الاسلاميين السودانيين يعلمون جيدا حقيقة الموقف الاقليمي بتضاريسه وتحالفاته السياسية والامنية واحتمالاته الاستراتيجية في ظل التطورات الدرامية الجارية في اوربا الشرقية واحتمال ان تقوم روسيا في ساعة معينة باستخدام اوراقها الاقليمية من خلال تحريك الحلف الايراني الاخواني في المنطقة واشعال حرب اقليمية وحصار مصر والاردن والسعودية وليبيا الي جانب السودان الذي سيتحول تدريجيا الي قاعدة مسلحة لفلول الراديكالية الاسلامية في المنطقة.
الولايات المتحدة في اضعف حالتها وتسدد اليوم ثمن الرعونة والطيش الذي تصرفت به في المنطقة وقيامها بتفكيك مؤسسات الدولة القومية في العراق وتشريد جيشها الوطني الذي هزم ايران واوقف زحفها وتمددها في المنطقة .
السعودية ودول الخليج العربي ارتكبوا جناية كبري في حق بلادهم والمنطقة كلها من خلال التودد الي ايران والزيارات المتكررة للعراق الذي يمثل القاعدة العقائدية المركزية المسلحة للجمهورية الاسلامية فكان الرد عليهم بالهجمات الصاروخية في العمق والمدن الرئيسية .
القوي السياسية السودانية التي يهمها الامر بالدرجة الاولي لاتزال للاسف وحتي هذه اللحظة عاجزة عن قيام مؤسسات ظل سياسية واعلامية للتواصل مع العالم الخارجي علي الاصعدة الاقليمية والدولية او حتي العمل علي قيام وسائل ومؤسسات فعالة للدفاع عن حقوق الانسان في السودان والتصدي لحالة السيطرة الاليكترونية الكاملة لمرتزقة واعوان النظام السابق وانشطتهم التي وصلت الي كل بلد تقيم فيها جماعات المهجر السودانية و الي اطوار متقدمة ومتطورة من التجسس والخداع والتضليل والارباك والتخريب وحجب الانشطة الاعلامية والمجهودات التطوعية التي تدعم الثورة السودانية من خلال شبكة الانترنت وذلك في اطار اسناد عمليات القمع والبطش وانتهاكات حقوق الانسان الجارية علي الارض في مواجهة ملايين المدنيين العزل في شوارع وطرقات العاصمة والمدن السودانية ..
رابط له علاقة بالموضوع :
https://www.youtube.com/watch?v=FYu0cYeT4eA

 

آراء