حول الاعتداء على ندوة بحري .. حذار من اللعب بالنار !!

 


 

حسن الجزولي
19 December, 2021

 

فوجئت الجماهير الغفيرة التي أمت ندوة قوى الحرية والتغيير بميدان الرابطة بمدينة بحري مساء أمس الأول، بالهجوم الغادر عليها، وذلك باستخدام الغاز المسيل للدموع الذي تم استخدامه بكثافة!.
إن ما هو مزعج في هذا الحادث ليس الهجوم في حد ذاته، رغم أن ذلك يشكل أزمة مقلقة، ولكن ما هو أشد قلقاً ويطرح أكثر من علامة استفهام هو استخدام (البومبان) من قبل مجموعة بملابس مدنية في هجومها الغادر على الندوة!.
من هي تلك الجماعة المجرمة المتفلتة ومن أين تحصلت على سلاح حصري على الجهات الأمنية فقط؟!، بأي كيفية تسربت قنابل الغاز المسيل للدموع والغير مسموح باستخدامه من قبل أي جهة أخرى سوى أجهزة الأمن والشرطة، دعك أن يكون في أيادي مجموعة مجهولة الهوية؟!.
وما يزيد الطين بلة هو تصريح الشرطة والجهات الأمنية بنفيها أن تكون قد قامت بالهجوم واستخدام البومبان!.
إن نفي الشرطة ليس بكافي على الاطلاق، والواجب الذي تحتمه مسؤوليتها هو الاسراع في الكشف عن هؤلاء الجناة وتقديمهم للعدالة، فهم لم يأتوا من السماء أو أماكن مجهولة بالنسبة للشرطة وإمكانياتها التي من المفترض أن تتوفر خدمة للشعب وحمايته وبسط الأمن في البلاد.
لقد شهدت الفترة القريبة الماضية حوادث شبيهة وتفلتات مزعجة من قبل مجموعات يثبت الواقع كل يوم أنها مدفوعة من قبل دوائر نافذة ومسؤولة في الدولة!، وعلى سبيل المثال لا الحصر تلك الجماعات المتفلتة والتي تم القبض عليها عند مهاجمتها للثوار بشارع الستين وهي مسلحة بالنصال الحادة وغيرها من الأسلحة البيضاء الفتاكة، إضافة لقرائن الأحوال التي أشارت إلى أن حريق مركز شرطة الصافية قد تم على أيدي جماعات متفلتة من (النيقرز) الذين هاجموا المواكب في محاولة لفضها بالقوة!، ماذا تم بخصوص هؤلاء، ولماذا لم نسمع شيئاً عن كشف الشرطة لهوياتهم وتقديمهم لمحاكمات؟ الطامة الكبرى أن يكون قد تم اطلاق سراحهم، مما يضع الشرطة في مواقف لا تحسد عليها!، ويشجع من جانب على القيام بممارسات تفلتية بمثل ما حدث في ميدان الرابطة!.
إن من بؤس الأمور أن يتحدث المسؤولين بملء أفواههم وبأغلظ إيمانهم حول توفير ما يمكن على إجراء انتخابات حرة ونزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، في الوقت الذي تشير فيه أصابع الاتهام إلى ضلوع دوائر نافذة من بينهم في مثل الحوادث التي تشهدها النشاطات الجماهيرية المشروعة والمعبرة عن ممارستها لحرية الرأي والتعبير!.
هذا طريق خطر وطريق مقلق ويعرض البلاد لما لا يحمد عقباه إن لم يتم تدارك الأمور ومحاصرة الظاهرة ومواجهتها في مهدها، إن على المسؤولين والأجهزة الأمنية والشرطية حماية (السلمية) التي تتمسك بها الشوارع وتحميها ،، هذا هو واجب المعنيين بالأمن واستتبابه.
وحفظ الله بلادنا من شرور الفلول وبقايا حثالات الانقاذ وتوابعهم المسلحة بالعتاد العسكري وبالجهل والغدر!، وثورة ديسمبر باقية ما بقيت جذوتها متقدة في أفئدة الكنداكات والشفاتة ،، تلك العامرة بالمحبة للشعب والوطن.
ــــــــــــــــ
* نشرت بصحيفة الميدان.

hassanelgizuli3@gmail.com
////////////////////

 

آراء