سودانايل: تحقيق وتصوير: مروة التجانى على شجرة قُيد (مجتبى _37 عاماً ) بسلاسل حديدية مرتدياً ملابس رثة تغطى جسده النحيل ، حافى القدمين ، يتصبب العرق من جبينه ويصرخ بشدة ، أمامه مباشرة يقف معالجه حاملاً سوطاً طويلاً وينهال بالضرب عليه ، برغم حرارة الطقس والصراخ الذى يطغى على كل صوت إلا أن المعالج كان يبتسم بعد كل ضربة ينزلها على جسد (مجتبى) ويتوقف لثانية ليلتقط أنفاسه ويعود لمواصلة ما يفعله . على الأرض بجوارهم جلس (محمد _24 عاماً ) مقيد الساقين ، يرتدى ملابس جيدة الى حد ما ، تمتلئ عيناه بالخوف ، صامت ، يحرك يديه بعصبية ، نظر إليه المعالج ونادى على رجلين يجلسان بالقرب منهم ، أوقفوه وربطوه بسلاسل حديد فى شجرة مجاورة بينما ذهب المعالج لتناول كوب ماء ، وعاد بعدها ليبداء مسلسل الضرب . هذا أول مشهد رصدته عند وصولى لولاية الـ(جزيرة ) التى تبعد مسافة (200 كيلومتر) من العاصمة الـ(خرطوم ) يرافقنى زميل مهنة وحتى أتمكن من دخول المكان الذى يتلقى فيه المرضى النفسيين علاجهم ويسمى الـ(مسيد) كان علىّ أن أتخفى فى هيئة مريضة تعانى إكتئاب بسيط وتخفى الزميل فى هيئة أخى الأكبر وطلب من المعالج الا أتعرض للضرب فوافق بعد نقاش طويل نظير مبلغ كبير من المال . تبلغ مساحة الـ(مسيد) 4 ألف متر مربع يضم (45) رجلاً ، و (33) إمرأة ، العامل المشترك بينهم هو المرض النفسى .
التحقيق التالى يرصد ويوثق لواقع المرضى النفسيين فى ولاية الـ(جزيرة ) وولاية الـ(خرطوم ) .
مدخل أول ، الزراعة تحت لهيب السياط
تخصص غرف منفصلة عن الرجال للنساء المصابات بأمراض نفسية ، حيث تقيد أيديهن بالسرير تفادياً للحركة ، تفوح من جميع الغرف رائحة البول لأنها ضيقة ومغلقة النوافذ ولا يسمح لهن بقضاء حاجتهن إلا مره واحدة فى اليوم ، أما الرجال فمن يكون فى حالة هياج فأنه يظل مقيداً بالأشجار حتى يقل إنفعاله ويسمح له بالنوم داخل غرفة . فيما يتعلق بعلاج النساء فأن مساعدى المعالج يخرجوهن من الغرف ويجلسن على الأرض وهن مقيدات اليدين والأرجل ويضربهن المعالج دون حساب حيث تتلقى أحداهن 20 ضربة بالسوط وأخرى 10 ومن تصاب بأغماء يتم إقتيادها لغرفتها ، بعد إنتهاء العملية يجلس المعالج بعيداً عنهن تحت ظل ليقراء آياتٍ من القرآن الكريم فى حين تبقى النسوة تحت أشعة الشمس ، ينهضن بعدها للذهاب لغرفهن تحت إشراف المساعدين . هنا تقدم وجبة واحدة فى اليوم وتحتوى على العصيدة " تصنع من الدقيق " والماء ويمنع المرضى من تناول أى شئ يحتوى على الملح وبحسب المشرفين على العلاج فأن الملح يؤذى الروح وغيابه يؤدى لهبوط فى الجسد فيساعدهم على تخفيف الهياج والعصبية لدى المريض كما يتم منع تناول اللحم ، وتشرف على عملية الطهى نساء يعملن لدى المعالج وتساعدهن النساء المرافقات للمرضى . المراحيض عبارة عن حفرتين ويجبر المريض على قضاء حاجته مع آخرين فيها فلا وجود لجدار أو حاجز بين الحفرتين ولا توجد أبواب لستر عورته فيقضى حاجته أمام المرافق له أو المعالج ولا وجود للصرف الصحى فتحولت الفضلات البشرية لديدان بيضاء بفعل عوامل التحلل بل أن بعضها خرج للألواح الخشبية التى تغطى الأرضية . أما الرجال فأن من يتصرف بهدوء يذهبون بهم للزراعة لمسافة كيلو ونصف سيراً على الأقدام ، تبداء الرحلة فى ساعات الفجر الأولى حيث يأتى 10 رجال من مساعدى المعالج ويوقظون عدد 20 الى 16 من المرضى لتجهيز أنفسهم ويتناولون الخبز والشاى وحين يخرجون يسير 5 من المساعدين فى الأمام و5 فى الخلف حاملين سياطهم حتى إذا تمرد مريض يجلد ، المكسب الذى ينتج عن الزراعة يذهب للمعالج ، أما مرافقى هؤلاء المرضى فلا يعترضون وبحسب ما يقوله (عبدالله _مرافق) " هذا العمل يدل على تحسن حالة المريض ويساعده فى الخروج من العزلة ولا يتعرض للضرب كما يحصل على وجبات طعام زائدة " .
مدخل ثانى ، لا ينتمون للبشرية
المعالج رجل فى الخمسينيات من عمره ، لم يتلقى أى تعليم طوال حياته ، بداء بالعمل فى الزراعة وتركها حتى يعالج مصابى الأمراض النفسية ، أنشئ الـ( مسيد) الذى يضم قرابة 100 رجل لمساعدته بعضهم ترك مقاعد الدراسة وهو فى المراحل الإبتدائية وجاء بعضهم من المزارع وآخرين كانوا سابقاً عمالاً فى حرف يدوية وهامشية ، لا يتم تشخيص المرض هنا لأن العلاج واحد مهما كانت الحالة ومهما أختلفت الأعراض ، يقول المعالج متحدثاً لزميلى " المرضى هنا لا ينتمون للبشر ، فسدت روحهم وسكنتها الأرواح الشريرة ويشكلون خطراً على أنفسهم وعلى المحيطين بهم ، لذا لابد من ضربهم وتجويعهم وأن نقيدهم بالسلاسل الحديد ، ولا أعرف شيئاً عن المرض النفسى ولكن ما أعرفه أن أساليب العلاج التى أتبعها تأتى بنتائج إيجابية " . من جانب آخر أوضحت المرشدة النفسية (رانيا مجيد) أن " الأهل لا يتقبلون المرض النفسى بسبب الوصمة الأجتماعية نتيجة نقص الوعى والأفكار المسبقة عن المريض وأن روحاً شريرة تسكنه لذا يسمحون بحبسه وضربه والذهاب به لجهات غير طبية حيث يقيدون ويستغلون فيستسلم بعضهم ويتصرف بهدوء حتى يتجنب الألم الواقع عليه ، كما أن الوصمة لا تطال المريض وحده بل تتجاوزه لأهله لذا يتبراء البعض منهم ويتركونهم مع المعالجين لمواجهة مصيرهم ويسمح البعض الآخر للمعالج أن يفعل بالمريض ما يشاء دون إعتراض " ، وأضافت قائلة " يجب توعية المجتمع بماهية الأمراض النفسية وإنه من الممكن الشفاء منها وبالتالى نحافظ على حقوق المريض وضمان حياة كريمة له " .
هكذا يبدو الوضع فى ولاية الـ(جزيرة) ، إذن ماذا عن ولاية الـ(خرطوم) ؟
ترحيل قسرى
أثناء تجوالى فى شوارع الـ(خرطوم) لاحظت وجود قلة من المرضى بعضهم موجود على الطرقات والبعض الآخر بجوار النفايات وتغطى الجروح أجسادهم ، أحدهم تحولت ساقه للون الأسود وإتسع نطاق الجرح فيها ، حين عدت بعد أسبوع لذات الأماكن لم أجد معظمهم ، لكن (جلال) وهو أحد الناشطين فى منظمات المجتمع المدنى يقول بأن " الحكومة تقوم بترحيلهم لولايات السودان المختلفة حيث يتم إطلاق سراحهم هناك والغرض من هذا الفعل نظافة المدينة منهم " ، شهادة (جلال) أكدها عدد من الناشطين ومنهم (مصعب) الذى قال " غالباً ما تتم عملية تجميعهم من الشوارع فى الليل حتى لا تلفت الأنتباه ولا يعلم أحد ماذا يحدث لهم فى عمليات الترحيل خاصة النساء وهن الفئة الأكثر تعرضاً للإعتداء " ، لم يتمكن أى من الناشطين من توثيق إفادتهم وذلك بحسب ما قالوا لصعوبة الحصول على إعتراف من الدولة بهذا الفعل من جهة ولغياب جهات حقوقية تهتم بشأن المصابين بأمراض نفسية فى السودان من جهة أخرى .
السوق
فى المناطق والأحياء الطرفية للـ(خرطوم ) يحتشد جمع من الرجال والنساء إرتسمت الدهشة على وجوه بعضهم والسخرية على البعض الآخر بينما إكتفى البعض بالمتابعة دون إنفعالات واضحة ونساء يثرثرن فى شؤون حياتهن اليومية وأطفال يبيعون سلعهم (تسالى ، ترمس ، فول سودانى) وسط إقبالٍ كبير عليها من الجمهور الذى ينتظر حضور العرض الذى يقام كل يوم بعد صلاة الجمعة بساحة السوق الذى علقت على جوانبه سماعات كبيرة بأنتظار ضربة البداية ، إقتربت من سيدة فى الثلاثينيات من عمرها لأستفسر عن الأمر فردت ضاحكة " هنا سوق المجانين " ، ماهى إلا لحظات حتى جاء رجل عجوز يحمل عصا بيده وتوسط الجمهور طالباً منهم أن يحضروا مرضاهم لوسط الحلبة ، تعالى فجأة صراخ فتاة تُساق بالقوة الى حيث أشار كانت تبكى وترتمى تحت أقدام رجل تربطه بها صلة قرابة كما قال لى أحد الحضور فلا ينجدها بل تتفاجئ بمتعة غريبة غطت وجوه الجميع فى هذه اللحظة جاءت والدتها لتمسك يديها من الخلف حتى تمنعها من الحركة ، إقترب منها الرجل قائلاً أن " العلاج فى مصحات الطب النفسى لا يجدى نفعاً لأنهم يستخدمون الكهرباء وهى قاتلة " وسكب ماء على الفتاة وضربها بالعصا وهى تتلوى على الأرض ، تركها الرجل وأتجه صوب عدد من الشباب المرضى وطلب من ذويهم أن يقتادوهم الى حيث يقف متوسطاً الجميع ، جلسوا وهم مطأطئ الرؤوس وذلك إمتثالاً لأوامر أقاربهم أحدهم كان يبكى بحرقة ويصيح طالباً أن يرحموه من هذا الموقف الصعب فى حين نهض آخر هارباً لكن عدد من الرجال إلتفوا حوله فى محاولة لإخضاعه ، هنا لا جدوى من المقاومة أو محاولات الهرب فقد يتبرع عدد من الحضور لتثبيتك وضربك سواءً كنت طاعن فى السن أو فتاة أو شاب يجب أن تخضع للضرب ويبتل جسدك بالماء ومن ثم يسمح لك بالذهاب ، حاولت الحصول على إفادة من الرجل المعالج إلا إنه رفض الحديث . فتوجهت بالسؤال لنائب أخصائى الطب النفسى بمستشفى الخرطوم التعليمى (محمد عبد الحميد) فقال " ما يتعرض له المريض من أذى يزيد من تدهور حالته نفسياً وعقلياً كما أن الجلد والخنق والحرق إنتهاك صارخ لحقوقه ولم يثبت الطب الحديث أى فعالية لهذه الممارسات وبعض ممن تسوء حالته يأتى به أهله للمستشفى ويكون فى حالة إعياء حاد نتيجة الوضع الصحى المتدهور ويكون المريض أحياناً عرضة لحالات إعتداء جنسى " ، وروى تجربة عاصر أحداثها لفتاة عولجت فى المنزل على يد أحد المعالجين الذى قام بتغطيتها بـ(بطانية) وأشعل النار فأحترق وجهها وتوفت فى غضون ساعات .
ذاكرة الموت
كثير من مصابى الأمراض النفسية يتم حبسهم لفترات طويلة فى المنازل وخلف جدرانها الصامتة واقعاً لا يختلف فى قسوته عما يجرى بالخارج وهو ما حدثتنى عنه (سارة) بأسم مستعار إختارته عن تجربة العلاج التى خاضتها ووصفتها بالأغتيال ، على مدى ثلاث أسابيع داومت على زيارتها لتشجيعها على السرد عبر إنشائى لعلاقة ود معها ، تعرضت لأزمة نفسية خلال العام 2007م وهى بنت العشرين ربيعاً فقررت أسرتها حبسها فى غرفة داخل منزلهم وقالوا لكل من سأل عنها إنها سافرت ، مكثت (سارة) عاماً كاملاً لا ترى أحداً ، لا تهتم بالوقت أو الليل والنهار فكل شئ أصبح عديم المعنى بالنسبة لها ، تتلقى طعامها من خلال النافذة وتعود لتحدق فى اللاشئ ، لم تتحسن حالتها فأخذتها والدتها لمدينة (سنجة) عاصمة ولاية (سنار) التى تبعد مسافة 360 كيلومتر من العاصمة الـ(خرطوم) محل إقامتهم لعلاجها ، بعد أن تم عرضها على المعالج تحسس جسدها ورأسها وطلب من أربع رجال أن يأخذوها فساقوها الى حجرة ضيقة ومظلمة وقيدوا يديها وقدميها بسلاسل حديدية ، مكثت هناك أربعة أشهر لم ترى النور خلالها إلا كل يومين لقضاء حاجتها بمساعدة والدتها ومساعد المعالج وكانت تتحصل على وجبة واحدة فى اليوم ، و تواصل علاجها وهو الخنق لدقائق والجلد بالسياط ، تعرضت لتحرش جنسى لكنها لم تخبر والدتها فهى لن تصدقها كما تقول ، وعندما أصيبت بأعياء حاد قرر المعالج أنها تماثلت للشفاء ، تقول (سارة) إنها عادت من الموت بأعجوبة وتتمنى لو تتمكن من نسيان كل ما مرت به من عذاب . الطبيب العمومى (معتز بشير) يقول " تمتد آثار هذا النوع من العلاج الى إحداث الأذى الجسدى للمريض بدلاً من علاجه ويؤدى الجلد بالسياط الى بروز جروح قد تبداء بالألتهاب مع عدم توفر الرعاية الطبية فتتحول لمضاعفات يصل مداها لتشوهات خلقية أو إعاقة دائمة ، من يتعرض لهذا النوع من العلاج يصبح أكثر عرضة من غيره للإصابة بالقرحة والمصران العصبى أو الموت نتيجة الجوع لفترات طويلة والأصابة بأنخفاض ضغط الدم نسبة لنقص الأملاح فى الجسم وفى حالات الخنق قد يتوفى المريض " .
أسباب ونتائج
تتنوع أسباب المرض النفسى فى السودان وللوقوف عليها قالت الباحثة النفسية (سحرمجذوب) فى إفادة " أكثر البيانات وضوحاً هى الأسباب البيولوجية وتتعلق بالجينات والتكوين الجسدى للفرد وعوامل الوراثة التى تظهر فى الأمراض العقلية وبشكل خاص فى مرض الفصام والخلل فى النواقل العصبية وقد يؤدى هذا للأصابة بمرض الأكتئاب وتبلغ نسبة المصابين به حوالى 35 % - 40% و النساء أكثر الفئات عرضة للأصابة بالمرض فمقابل كل رجل هناك ثلاث نساء مصابات به ، إضافة الى الأسباب نفسية المنشأ كالبيئة الخارجية للفرد وعدم إشباعه لحاجاته الضرورية وتعرضه لصدمات إقتصادية وإنفعالية تظهر بشكل واضح عند بلوغ سن الشيخوخة أو مرحلة البلوغ ومرحلة ما بعد الولادة وعوامل من قبيل التحول الأجتماعى السريع وظروف العمل المجهدة والتمييز القائم على أساس النوع حيث كشفت إحصائيات (الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية ) تدوينها ما لا يقل عن (1905) بلاغ لحالات إنتحار خلال العاميين الماضيين أغلبهم من النساء فإذا تلقت هذه الحالات الدعم النفسى المناسب كان من الممكن إنقاذها مبكراً " .
القانون ، بداية خطوات نحو الحل
أكد أخصائى الأمراض النفسية (على بلدو) أن " الأنتهاكات التى يتعرض لها المرضى مردها لغياب قانون خاص بالصحة النفسية نسبة لأن الأعتماد يتم على القانون الجنائى مثل المادة (118) المتعلقة بالحفظ والعلاج حيث أن 90% من مصابى الأمراض النفسية لم يتحصلوا على حق حمايتهم من الأذى الجسدى و40% منهم فقدوا وظائفهم لمعرفة آخرين بمرضهم حتى ولو كان بسيطاً ، وسبق للمهتمين بهذا الشأن أن أنشئوا مسودات خاصة بالصحة النفسية لكنها لم تأتى بنتيجة وذلك لتعقيدات سياسية وتشريعية وخلال العام 2013م تم الأنتهاء من مشروع مسودة ودفعها لمجلس الوزراء لكنها لم ترى النور حتى الآن " ، وتابع حديثه قائلاً " لانزال نعيش فى تاريخ الطب النفسى خاصة وأن مستشفيات الأمراض النفسية بولاية الـ(خرطوم) والبالغ عددها (5 ) لاتكفى لإستيعاب 1% من جملة المرضى فى الشوارع ، كما تعانى من ضعف البنية التحتية وتتمثل فى الآتى : مستشفى تجانى الماحى يحتوى على 120 سرير ، مستشفى طه بعشر 70 سرير ، مستشفى عبدالعال الأدريسى 60 سرير ، مستشفى السلاح الطبى 40 سرير ، مستشفى الخرطوم التعليمى 20 سرير " ، يرى الدكتور (بلدو) المستقبل مظلماً بسبب هجرة الكوادر الطبية والتى بلغت نسبتها 60% لعدم توفر بيئة عمل مناسبة وضعف العائد المادى . وفى ذات السياق قال أخصائى الطب النفسى (حمد أبراهيم) " مؤسسات الدولة الرسمية على علم بما يتعرض له المصابون بأمراض نفسية من أذى لكنهم لا يتدخلون لأن الأهل لا يتقدمون ببلاغات رسمية حال تعرض ذويهم للقتل أو أى شكلٍ من أشكال العنف ، أما الأجراءات الواجب إتخذاها لحمايتهم فلابد من رقابة الجهات غير الطبية وهذا لا يتأتى فى ظل غياب القانون ، ويجب تحسين أوضاع المستشفيات مع العلم أنه لا وجود لمستشفى مختص بالأمراض النفسية والعقلية فى ولايات السودان بأستثناء ولاية الـ(خرطوم) ، ويبلغ عدد أخصائى الطب النفسى فى السودان 60 طبيب ، كما أن الدعم المقدم من الدولة جزء يسير مثلاً إذا كان المجموع للصحة يبلغ 100 مليون جنية سودانى فأن مليون جنية تذهب لمؤسسات الطب النفسى " ، وشدد دكتور (حمد) على أهمية التوعية بالأمراض النفسية فى المجتمع وضرورة أن يفرد لها الأعلام مساحات أوسع مع التركيز على تقديم خدمات الدعم المطلوبة للمريض بدلاً من إلحاق الأذى به . _ إستغرق إنجاز هذا التحقيق 7 شهور .