خبراء مصر الاستراتيجيين

 


 

صفاء الفحل
20 April, 2023

 

عصب الشارع -
لم نخلص نحن من خبراءنا الاستراتيجيين الذين يملئون المحطات التلفزيونية ضجيجا واكاذيبا بلا علم او دراية ، حتى ظهر لنا خبراء (استراتيجيون) جدد من مصر (ام الكلام) يشرحون لنا الشخصية السودانية ويتحدثون وكأنما يعيشون في (سوق ام دفسو) ويعرفون السودان أكثر من السودانيين انفسهم، فيرفعون (ضغطنا) المرتفع اصلا بسبب الحماقات التي يمارسها طرفي النزاع هذه الايام.
هذه الاماني الطويل لم نسمع بها تتحدث يوما عن أكثر من خمسة ألف سجين سياسي في السجون المصرية اغلبهم من الإعلاميين والناشطين وحملة الدكتوراة، ان كانت هي دكتورة حقا ولم تعمل على مقارنة عملية (فض اعتصام القيادة) بما حدث في ميدان (رابعة العدوية) مع تحليل نفسي للفارق بين الشعبين، حيث صمت الشعب المصري تماما بعد حادث رابعة العدوية وتعامل بمقولتهم الشهيرة (الخواف ربى عياله) اما الشعب السوداني فقد استمرت ثورتة ولم تتوقف حتى اليوم.
التلفزيونات الاخبارية العربية وفي سباقها المحموم نحو التفرد والسبق تستضيف كل من هب ودب لتحليل الشخصية السودانية وما يجري هناك وهي بذلك تقع في خطأ كبير فكل شخصية داخل الوطن العربي تتميز بأشياء تختلف عن البلاد الاخرى فلا يمكن أن ترى في كل الوطن العربي رجال يتناولون الإفطار بالشارع العام والجيوش تتقاتل حولهم واصوات الرصاص يدوي على بعد أقل من كيلومتر واحد الا في السودان وكل هذه التحليل التي يطلقها هؤلاء الخبراء الاستراتيجيين قد تنطبق على بلدانهم ولكن ليس على السودان.
من يريد تحليل الشخصية السودانية عليه العودة الى الثورة المهدية حيث يدخل الرجال رؤوسهم في فوهة المدفع لتعطيله وان يسأل كيف مات علي عبداللطيف او عبدالفضيل الماظ والا يذهب بعيدا حتى ويراجع كيف يواجه شباب الثورة الرصاص بصدورهم العارية، وسيجد أمثلة لفراسة الرجل السوداني لا يوجد مثلها ليس بالوطن العربي بلا في كل العالم بأسره.
كل ما يقوله هؤلاء الخبراء الاستراتجيين بعيد تماما عن واقع شخصية الرجل السوداني الذي يمكن ان يخوض حربا من اجل (كلمة) ويمكن ان يسلم عنقه بكلمة طيبة والتحليل عن موازين القوى حسب النظريات العسكرية وغيرها لا ينطبق على الشخصية السودانية فيمكن لرجل واحد فيه ان يتحول فجأة لجيش كامل ... وانتم لا تعرفون الشخصية السودانية فاصمتوا حتى لاتزيدوا الفتنة.
عصب وطني
هذه الحرب لن تنهيها موازين القوى بل الكلمة الطيبة.. فالنتبادل الاعتذار من اجل الوطن
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص امر حتمي
الجريدة

 

آراء