هذا الخبر لا يعرف قيمته إلا من عايش البؤس والشقاء لعدد كبير من المجموعات البشرية والشعوب والقبائل والنازحين واللاجئين في عدد من دول إقليم شرق إفريقيا ... هنالك فرق كبير بين من عايش الأزمة الصومالية فصلا فصلا وشهد محاولات التسوية والمصالحة المتعثرة من داخل الإقليم بدئا بمؤتمر عرته 2000 في جيبوتي وما تبعته من مبادرات حتى صارت هنالك حكومة صومالية منتخبة في العام 2008 في جيبوتي أيضا وتجدد الأمل ... مجرد الأمل في عودة الإستقرار للصومال بعد سئم الناس أيما سآمة ..!
الدور الجيبوتي كان حاضرا في الإقليم خاصة بعد إحتضانها للإيقاد ... المجاعات والكوارث والجفاف والقرصنة ... وقبل ذلك كان التطهير العرقي في رواندا ... الثورة في إثيوبيا وما تبعها من سياسات قادت الدولة الحبيسة جغرافيا لأكبر نهضة إقتصادية في الإقليم ... نهضة بعثت الأمل في شعوب القارة ... وبالتأكيد كانت جيبوتي هي الميناء الذي ترسو عليه سفن الإزدهار والآن هي المنفذ الأول لإثيوبيا ... حتى السودان نال نصيبه من الإستقرار والحكمة الجيبوتية في إتفاقية نداء الوطن بين حزب الأمة والحكومة ..!
اليمن الآن تتنفس إنسانيا عبر بلدين ... عمان وجيبوتي وهما الدول الأكبر ضيافة للاجئين اليمنيين والعابرين الأجانب الهاربين من جحيم الحرب ... وجيبوتي حاليا صاحبة الرقم الأكبر من اللاجئين !
يقول الخبر الذي نشر في عدد من الوكالات ... منح المعهد الأفريقي العربي جائزة السلام لعام 2015 للرئيس الجيبوتي، "إسماعيل عمر جيله"، لـ"دوره في عملية السلام بمنطقة القرن الأفريقي، خاصة الصومال والبحر الأحمر". وسلم الجائزة للرئيس الجيبوتي، المدير العام للمعهد الأفريقي العربي (مقره في العاصمة المالية باماكو)، السفير "محمد سالم الصوفي،" بالقصر الرئاسي في جيبوتي. وعقب مراسم تسليم الجائزة، أكد جيله، على أهمية تعزيز السلام في الإقليم وأفريقيا عمومًا، مرحبًا بجهود المعهد الرامية إلى تعزيز السلم والأمن. وأعرب جيله، عن ارتياحه للتقدم المحرز في عملية السلام بالصومال، مشيرًا إلى أهمية الصومال في تحقيق الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، والبحر الأحمر، والمحيط الهادي. وأكد الرئيس الجيبوتي على نجاح الجهود الدولية في القضاء على الإرهاب والقرصنة على السواحل الصومالية، معربًا عن قلقه من تطورات الأحداث في اليمن وتفاقم أوضاع النازحين واللاجئين اليمنيين.
وحول الوضع في جنوب السودان، قال جيله، إن إيقاد (الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا)، والمجتمع الدولي نجحا في التوصل بطرفي الصراع في جنوب السودان إلى اتفاق السلام.
من المحرر: التهنئة لجيبوتي حكومة وشعبا ورئيسا ... والتهنئة للإقليم الذي بدأت ثمرات القيادة الحكيمة والمتوازنة فيه تظهر وتجد الإنصاف من المؤسسات الأفريقية والدولية.