خطاب إنقلابي لتكريس التسلط
كلام الناس
*أُضطررت لتغيير كلام الناس الذي أعدته للنشر بعنوان" الخروج على الظلم وليس على الدين" على أمل أن أنشره الخميس المقبل لأتناول خطاب الرئيس البشير الذي لم يخاطب جوهر أزمة الحكم والإلتفاف عليها لمزيد من التسلط على الشعب الذي قال كلمته في حكمه.
*خطاب البشير الذي ألقاه مساء الجمعة الماضية خطاب إنقلابي الهدف منه محاصرة التطورات السياسية المتصاعدة في الشارع السوداني ضد نظام الحكم الذي ظل مهيمناً على رقابهم قرابة الثلاثين عاماً رغم فشله في تحقيق حتى مشروعه السياسي.
*إعلانه حالة الطوارئ في السودان لمدة عام أعاد لأذهان الناس السيناريوهات التي جرت عقب ثورات شعبية ضد حكامهم الديكتاتوريين، دون أن يستفيد من هذه التجارب بل أعلن عن تشكيل حكومة جديدة جاءت على هوى الحزب الذي قال في ذات الخطاب أنه سيكون على مسافة واحدة من القوى السياسية، وليؤكد تمسكه بوثيقة الحوار الذي قاده ذات الحزب بقوة الأمر الواقع رغم فقدانه بوصلته السياسية.
*جاء إعلان أسماء ولاة الولايات الجدد من العسكريين ليؤكد إستمرارنهج التسلط والقهر رغم أنف الشعب الذي خرج للشارع مطالباً بإسترداد الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة فواجهه صاحب الخطاب بأجهزته الأمنية "الباقية" - كما كانت - بالقوة والعنف.
*يتساءل المراقبون لماذا أكد البشير تمسكه بوثيقة حوار قاعة الصداقة المختلف عليها حتى من بعض الذين وقعوا عليها، ولم تنفذمن قبل حتى خرج عليها البعض وعلى الحكم، بل كيف يمكن إستكمال الحوار في ظل قانون الطوارئ الذي يمكن الأجهزة الأمنية "الباقية" من إتخاذ المزيد من إجراءات القمع والعنف والتضييق على الحريات والإعتقالات التي مارستها إبان وبعد المظاهرات الشعبية.
• *الخطاب الإنقلابي محاولة يائسة من محاولات شق صف القوى السياسية المعارضة عسى أن يستقطب بعض الإنتهازيين والمتسلقين الجدد ليركبوا في سفينة الإنقاذ الغارقة، رغم فشل هذا الأسلوب المجرب .. وأتم الخطاب "الناقصة" بقفل باب الحل السلمي الذي أجمعت عليه قوى التغيير والحرية للخروج من دوامة أزمة الحكم عبر فترة إنتقالية تخرج بالسودان من ضيق حكم الحزب الغالب إلى رحاب الديمقراطية والحكم الراشد، بحجة رفضه للخيارات الصفرية وعاد بنفسه ليعيد من جديد تشغيل إسطوانة الحوار التي أنجبت كل الحكومات المسماة زوراً وبهتاناً ب "الوفاق الوطني" التي أثمرت كل الأزمات السياسية والإقتصادية والأمنية و مازالت.
•