خلف الأبواب المغلقة: قبل أن تستفحل المثلية بين الرجال
عكس الريح
moizbakhiet@yahoo.com
الكثير من الأمراض الشائعة في المجتمع والمسكوت عنها على كافة المستويات - إلا على مستوى العقاب - تتفاقم وتنخر في عظام مجتمعنا الإسلامي والإنساني والثقافي صاحب العادات والتقاليد الفاضلة مما يؤدي حقيقة لانهياره إذا لم ينبته لها اصحاب الشأن. وعندما بعث الرسول الكريم بالدين الحنيف بعث ليتمم مكارم الأخلاق لذلك مواجهة هذه العادات من الناحية الدينية والتربوية والأخلاقية بغرض العلاج والإصلاح يجب أن يستبق العقاب والتشهير بفاعليها. وخلف الأبواب المغلقة في هذه السلسلة من المقالات لابد وأن يستشرف مثل هذه المعضلات الإجتماعية في محاولة للإسهام في حلها على مستوى الفرد والمجتمع على حد سواء، وليفتح طاقة كذلك للمسئولين في الشأن الصحي والإجتماعي والديني والتربوي والتعليمي لمناقشتها وإيجداد الحلول الناجعة لها للحد منها والسمو بالمجتمع لما نصبو إليه جميعاً.
هذه المرة جاءتني رسالة تحمل جانباً هاماً من المسكوت عنه في مجتمعاتنا وأنا استعرضها كما هي بكل صراحتها وجرأتها لأنها تعري بعض مما يعانيه الشباب الذي هو عماد الأمة ودعامة المجتمع دون شك. الرسالة بالإضافة لطرحها لمشكلة خطيرة وموجودة لا يجب دفن الرأس في الرمال حين تناولها بل يجب البحث في أسبابها وإيجاد الحلول لها فهي تطرح بعض مسبباتها فيما ساقه صاحبها في معرض تبريره لما حدث له.
يقول الشاب الطيب مرسل الرسالة والتي عنونها بـ (ساعدني):
أ.د معز عمر بخيت
الموضوع:ــ الضعف الجنسى
بعد التحية و الاحترام
أجد نفسي محرجاً و أنا أكتب لكم فى هذا الموضوع لكنها بكل الأسف الحقيقة التى لاحقتنى منذ زمن بعيد وما دعاني وشجعني على الكتابة عنها هو ما كتبته بعمودك عكس الريح بتاريخ 7/6/2011 بصحيفة الأهرام الغراء.
أنا شاب و عمري 28 عاماً مارست اللواط و أنا صغير مرتين أو ثلاث و لما دخلت الثانوي كنت على علاقة بأحدهم حيث كنت أذهب له فيقبلني و يحضنني و لكن لا يضاجعني و لم يفعل ذلك إلا في 2004 و لمرة واحدة و للحقيقة كنت أجد نفسي معه و بعد ذلك تركته و في 2009 و أنا مع صديق لي كنت أعلم من فترة ليست بالقريبة أنه يرغب بي و كنا في بيتنا فقبلته و قبلني و أخذ يداعبني و لما أخرج قضيبه لي لنتفضت و رفضت هذا السلوك و منذ ذلك الزمن لم أمارس هذا السلوك بل حاولت أن أغيره بالكامل فضاجعت ولدين لكني لم أشعر بأي شئ.
مشكلتي الان أنني كل ليلة أتحرق شوقا لمن كانوا يمارسون بي تلك الرزائل و بعدها أفرق عن نفسي بيدي عن طريق ممارسة العادة السرية يومياً، كما أنني خائف جداً من الزواج و مرتبك من نفسي و دائماً أفكر في هذا الموضوع لدرجة أني لا أنام و أخاف من عذاب الله و أود أن أكون على فطرتي الحقيقية و أسعى للعلاج و أبحث عنه في النت لأجد أي عقار أو علاج فلم أجد و لقد سمعت عن مراكز للتأهيل في مصر و لكني خائف من أن يفتضح أمري خصوصا و أن عائلتي مرموقة و معروفة.
إن ما دفعني لهذا الأمر و أنا طفل هو كرهي للبيت لأن والدتي صعبة للغاية فلم أجد ما يحتضنني سوى أولئك الصعاليك فهي من النوع الذي تتحكم في أي شئ و ترفض لك أي شئ تريده حتى لو كان في متناول اليد و تضرب أبرح الضرب دون ذنب و لا تجد حرجا و لا من يوقفها ولا تهتم الا للمادة و لا تحترم الا رغباتها هي وليس لديها ما يهمها سوى أنها العارفة ببواطن كل الأمور، الصادقة صاحبة الجاه و المال و السلطان ست النسوان التي تقرر و تفكر و الكل ينفذ. أرجوك عزيزي ساعدني.. (انتهت الرسالة).
في عام 1992 تم إزالة المثلية الجنسية من قائمة التصنيف الدولي للأمراض وقد أثبتت بعض الدراسات عدم جدوى العلاج الطبي والمتمثل في العلاجات السلوكية، العلاج بالصدمات الكهربائية، علاج الاستروجين، تقديم المشورة الدينية، العلاج الكهربائي، والتحليل النفسي، وكثيرا ما كان له أثر سلبي على شعور المرضى من هوية ومكان في المجتمع. هذا بالطبع في المجتمع الغربي الذي لا يعتبر المثلية مرضاً بل أن اللوبي المثلي نجح في سن قوانين تبيح زواج المثليين وتمنحهم حقوق أسرية كاملة.
وبالمقابل فلقد اعتبر الإسلام المثلية بين الرجال فاحشة (ولوطا اذ قال لقومه اتاتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين) ومن الخبائث وأن فاعليها من الفاسقين (ولوطا اتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث انهم كانوا قوم سوء فاسقين) صدق الله العظيم. وهناك الكثير من الدلائل العلمية والصحية على ذلك ولعل أبرزها وأهمها أنها اخطر ما ينقل الأمراض الجنسية وأن مرض الأيدز والمضاعفات الناتجة عنه من سرطانات وأمراض تناسلية والتهابات ناتجة عن طفيليات انتهازية خطيرة وقاتلة لم يكتشف اصلاً ولم يستفحل إلا بعد ملاحظة حالات سرطانات الجلد والإصابات المعدية وأمراض السلوك المتعلقة بالجهاز العصبي و فقدان المناعة لدي المثليين من الرجال في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وبين النظرة الغربية للمثلية الجنسية وبين نهي الإسلام عنها تظل هذه الممارسة موجودة في المجتمعين الغربي والشرقي حيث تكون في الغرب خلف البواب المفتوحة وفي الشرق خلف الأبواب المغلقة. ويبقى من المهم دراستها في مجتمعاتنا بطريقة علمية لاستئصالها ومساعدة الراغبين من المصابين بها في تركها. ولقد ذكرت لصاحب الرسالة أن رغبة الفرد في التخلص من هذا السلوك بسبب دوافع دينية وأخلاقية والرغبة في بناء الأسرة تظل محفزاً قوياً للسير في الطريق القويم. ولعل أهم الخطوات في سبيل العلاج الصحيح هو التوقف عن السلوك المثلي والتحول للسلوك الغيري عبر تنمية هذا السلوك في النفس والعمل على تقوية الشخصية. وإذا فشل المرء في النجاح واجتياز هذا التحدي فهناك مراكز علاجية كما ذكر صاحب الرسالة تساعد عبر التحليل النفسي والسلوكي ومراجعة الهرمونات في تخطي هذا السلوك وحث النفور منه في سبيل العودة للسبيل الطبيعي، لكن على وجه العموم تبقى الإرادة الشخصية هي أنجع الوسائل.
مدخل للخروج:
إني اكتفيت بتوق لهفي واحتملت الصبر بالظمأ ارتواء.. ومددت بصري في رحاب الكون حيناً ثم حلقت ازدهاء.. لا فارقت عيني رؤاك ولا اكتفى زمني بطلة مقلتيك ولا أفاء.. هذا الأصيل بساحتي
أو تداعى الأنس هجراً في سبيلك بالوفاء.. قد تسامى الغيث ظلاً أمطر الاحساس طلاً والنقاء الحق جاء..