خنازير في قلب الخرطوم!!

 


 

 

زفرات حرى

 

الطيب مصطفى

 

eltayebmstf@yahoo.co.uk

   

لولا اعتراف السلطات المختصة ما كنت سأصدق أن بالسودان الشمالي مزرعة واحدة للخنازير ناهيك عن أن يبلغ عدد تلك المزارع 51 تأوي الآلاف من ذلك الحيوان الذميم!!

 

يا سبحان الله.. بربكم ما هو الفرق بين مزرعة الخنازير والبار أو الإنداية؟! ما الذي يجعل السلطات تسمح بوجود الخنازير في بلادنا ولا يجعلها ترخص متاجر الخمور وبيوت الدعارة ومتاجر المخدرات؟!

 

المدهش والمحيِّر بحق أن الوزارة التي يجلس على قمتها الوزير المجاهد بروف الزبير بشير طه تلقَّت فتوى من مجمع الفقه الإسلامي تحظر عليها الترخيص بمزارع الخنازير أو بيعها أو تربيتها وبالرغم من ذلك سمحت بتلك المزارع في قلب الخرطوم بل إن الأخبار تقول إن هناك مسالخ للخنازير!!

 

بربكم هل كنا سنكتشف أن الخنازير تنعم برعاية الدولة وترخيصها لو لم تطل علينا أخبارها عبر الوباء الذي يجتاح العالم حالياً؟! ثم ما الذي يخفى علينا في انتظار وباء أو حادث يخرجه إلى العلن؟!

 

لا أعرف حقيقة ما جرى ويجري مما أتاح للخرطوم أن تستقبل الخنازير بهذه الأريحية المدهشة لكني لا أستبعد أبداً أن يكون ذلك من تداعيات القوات الأممية أو الهجين من يوناميس ويوناميد وغيرهما من الخنازير البشرية ومن قوات الأيدز الأفريقية التي جاءت عقب نيفاشا وابنتها الشرعية أبوجا وما خفي أعظم وأجل!!

 

إنني لأرجو من الأخ الزبير بشير طه الذي أكاد أجزم أنه لم يكن يعلم بوجود تلك المحرمات... أرجو منه أن يخرج بنفسه للتحقق من إبادة تلك المزارع مع إجراء تحقيق حول كيف حدث ذلك الاختراق؟!

 

بربكم ألا ينبغي أن ندق ناقوس الخطر محذرين من أخطار كثيرة تحدق ببلادنا لا نعلم عنها شيئاً تماماً كما لم نكن نعلم عن وجود تلك المزارع البغيضة لولا تفجُّر مرض إنفلونزا الخنازير؟!

 

ثم أخيراً أما آن لنا أن تخشع قلوبنا ونرعوي ونثوب إلى رشدنا ونزداد إيماناً بأنه لا خير فيما حرمه الله تعالى علينا خاصة بعد أن اكتشف العلماء (الغربيون) أن الخنزير يحتوي على فيروسات لا تموت إلا تحت درجة حرارة تتجاوز 1000 درجة فهرنهايت؟!

 

مصر يا أخت بلادي!!

 

السفير المصري في الخرطوم عبد الوهاب عفيفي ــ وقد قضى بعض الوقت ممثلاً لبلاده في السودان ــ يبدو أكثر معرفة وإلماماً بنفسية الشعب السوداني ومزاجه حول التدخل في شؤونه فقد نفى الدبلوماسي الكبير وجود مبادرة مصرية أمريكية لإصلاح العلاقات السودانية التشادية بالرغم من أنه أكد وجود اتصالات مصرية مع تشاد لإقناعها بالتفاوض مع السودان لتحسين العلاقات بينهما لكن ذلك ـ على حد قول السفير ـ (لا يرقى إلى وصفها بالوساطة)!!

 

رغم حصافة السفير المصري ودبلوماسيته الذكية فإن السفير حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أطل من جديد على الصحافيين عقب لقاء وزيره أحمد أبو الغيط في القاهرة بالمبعوث الأمريكي سكوت قراشيون مساء الخميس الماضي وقال إن اللقاء (يأتي في إطار المشاورات والتنسيق المستمر بين مصر وأمريكا بالنسبة للمسألة السودانية)!! ثم قال: (إن قراشيون أكد أن بلاده تهتم دائماً بالتنسيق مع مصر والتعرف على رؤيتها في الشأن السوداني)!! ثم أكد تركيز أبو الغيط في مباحثاته مع قراشيون (على الوضع الخاص بين الشمال والجنوب السوداني باعتباره يواجه صعوبات جمة)... ثم قال حسام زكي إن وزيره والمبعوث الأمريكي اتفقا على استمرار الحوار المصري الأمريكي بشأن ذات القضية معرباً عن أمله في تطور التشاور المستقبلي على مستوى الخبراء لمزيد من التنسيق بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لصالح الاستقرار والسلام في السودان)!!

 

أما جبريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي لسلام دارفور فقد أشاد (بجهود دولة قطر والجماهيرية الليبية في سبيل تحقيق المصالحة بين السودان وتشاد)!!

 

المعروف أن قراشيون زار دولة قطر وأكد تأييد أمريكا للوساطة القطرية والمعلوم كذلك أن مصر لم تشارك في قمة الدوحة التي انعقدت مؤخراً حتى على مستوى وزير الخارجية كما أنها لم تشارك في قمة الدوحة حول محرقة غزة كما أنه من المعلوم أن العلاقات المصرية القطرية ليست على ما يرام.

 

بقي لي أن أذكر بأن هناك مبادرة قطرية حظيت بدعم كامل من الحكومة السودانية وبدأت الجولة الأولى من المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة.

 

هل تذكرون كيف غضبت مصر انتصاراً لسيادتها عندما أقدم أحد عناصر حزب الله على محاولة تهريب سلاح عبر مصر إلى غزة المحاصرة؟! ثم هل تذكرون موقف مصر (النبيل) عندما أوقفت المؤتمر الدولي الذي كانت تعتزم إقامته حول السودان قبل أن تأخذ رأي الحكومة السودانية؟!

 

هل تراني أحتاج إلى الافصاح أكثر أم أن الأمر أوضح من الشمس في رائعة النهار؟!

 على كل حال فإن في فمي ماء كثير كما أن يدي مغلولة ولا تستطيع أناملي أن تنفرج لتقول المزيد!! فهلاّ أعملتم عقولكم قليلاً حتى تفهموا ما أعنيه؟!    

 

آراء