خواطر صلاح قوش السياسية

 


 

مصطفى سري
20 December, 2009

 

نقطة ... وسطر جديد

 

الذين زاملوا مستشار الرئيس للشؤون الامنية صلاح عبدالله محمد المعروف بـــ( قوش) خلال فترات التعليم الدامعي  يعرفون انه لم يكن ذو صوت في المنابر السياسية  او خطيباً مفوهاً، عدا الهتاف في اركان الاتجاه الاسلامي في جامعة الخرطوم في منتصف السبعينيات حيث كان طالباً في كلية الهندسة ، وقال عدد من الذين زاملوا الرجل في الجامعة انه كان في الجهاز الخاص للاتجاه الاسلامي ، وهو جهاز شبه عسكري ووظيفة ذلك الجهاز رصد المعلومات (وتقديمها ) للقيادة السياسية في تنظيم الاتجاه الاسلامي ، ومن ثم تنفيذ قرار التنظيم ، ومنها العمل العسكري بشن الهجوم بالسيخ والملتوف على الخصوم ، وغيرها من الافاعيل التي ظل تنظيم الاسلاميين وما زال يفعلها في الحياة السياسية ، خاصة بعد استيلاءه على السلطة (بليل) ، باستخدام جهاز الدولة القمعي (الجيش ، الشرطة ، الامن ) في الرد على كل فعل سياسي كما حدث اخيراً بقمع المسيرتين السلميتين .

وصعد قوش في الاجهزة الامنية التي ادارها مع اخرين حينما الفترة التي كان يقود الدولة من خلف الابواب السلطانية عراب النظام الدكتور حسن الترابي ، وفي تلك الفترة بدأ جهاز الامن عملياته التحكمية والقبضة الامنية ، والكل يعرف تلك الفترة الكالحة والقمعية التي قام بها الجهاز الامني ، والتي ادت الى مقتل العديد من النشطاء السياسيين تحت التعذيب ، وممارسة اقسى صنوف التعذيب ضد القيادات السياسية من مختلف القوى السياسية ، واخر الذين لحقوا بها من كان يقود السلطة وعرابها الترابي !

وكان الرجل قرابة الخمس عشرة عاماً الماضية يمارس نشاطه في الخفاء ، وظل اسمه يتردد عند المعارضين بانه الرجل الذي وراء ما يمارسه جهاز الامن من تعذيب وتنكيل بهم ، وفي احدى اللقاءات التي ابتدعها جهاز الامن بعد اتفاق مشاكوس 2002 م ، ولدواعي الانفتاح بشكل جديد ، لم ينكر الفريق صلاح قوش تلك الممارسات القمعية التي لم يعرفها شعب السودان ، وقال في ذلك اللقاء عندما سأله احد الصحافيين عن ممارسة التعذيب ومخالفة ذلك لتعاليم الاسلام ، رد ان التعذيب والبطش وتخويف الخصوم لا يتعارض مع الدين ، وقال ان ما يدافع عن الانقاذ ودولة الشريعة .

ثم توغل قوش في الممارسة السياسية العميقة عندما بدأ يظهر في الفعل السياسي والتفاوض الداخلي والخارجي ، وما توافر في الاعلام من تصريحات لصلاح قوش خاصة تلك المتعلقة بتعاون غير مضطرد بين الجهاز الذي يرأسه وقتها والاستخبارات العسكرية الامريكية وضعت علامات استفهام كبيرة ، وبرز السؤوال ما اذا كان قوش سيصبح رجل( السي اي ايه) في المنطقة الساخنة ويكون خليفة جديد لمدير جهاز الامن الاسبق عمر محمد الطيب الذي كانت لديه علاقة وثيقة بمدير (السي اي ايه ) الاسبق وليم كيسي ، بل كان يتردد كثيراً ان عمر الطيب ظل من المداومين الى مقر جهاز الاستخبارات الامريكي اكثر من كبار ضباطها ، ولذلك ارسلت (السي اي ايه ) طائرة خاصة الى الفريق صلاح قوش لتقله الى مقرها في اعقاب توقيع اتفاقية السلام الشامل ، وبعدها اصبحت واشنطون محجة للرجل ... ونواصل

 

 

mostafa siri [mostafasiri@yahoo.com]

 

آراء