دخل ماكرون غرفة الملابس لمؤاساة كابتن فرنسا

 


 

 

دخل ماكرون غرفة الملابس لمؤاساة كابتن فرنسا في خسارتهم لكأس العالم عكس ما عندنا حيث المواطن يلهث وراء الحاكم ولا يجد غير البنبان والسحل والدهس والرصاص الحي وبيوت الاشباح !!..

لاحظت رغم هذه الحشود البشرية الكبيرة التي وصلت إلي قطر كل من أجل التشجيع والوقوف بقوة أمام فريقه الوطني أن النظام كان في قمة السلاسة والانسيابية وتحولت قطر الي مهرجان تعددت ألوانه وتنوعت فنونه وكانت البسمة تعلو وجوه الضيوف الذين وفدوا من أقطار الدنيا الأربعة ليجدوا أنفسهم محمولين علي أكف الراحة ومضي بهمم قطار هذه السياحة الاستثنائية منذ أن وطئت أقدامهم هذه الدولة الصغيرة في مبناها الكبيرة في معناها ومحتواها والي أن أسدل الستار بتتويج الأرجنتين بالكأس الذهبية في حفل هو البشري أو العيد مضي بهم القطار والوقت يمضي سريعا وهم يسابقونه لكسب مزيد من الصداقات مع بعضهم البعض وللتعرف بشتي ثقافات وتراث المنطقة الزاخر بالجماليات والاعاجيب والف ليلة وليلة وانا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سائلوا البحار عن صدفاتي ؟!
رغم هذا الحضور المكثف للمشجعين الذين أتوا بعضهم من أماكن بعيدة للوقوف بقوة مع لاعبيهم في فعاليات هذا المونديال الذي تزداد سخونته وعنفوانه وجاذبيته كلما اختتمت مرحلة والدخول لمرحلة جديدة وكلما غادرت فرق لتتشبث أخري وتتعلق بخيوط الامل من أجل الظفر بمراكز متقدمة تصل بهم الي منصات التتويج !!..
غير المواطن العادي المحب للرياضة وخاصة هذه المجنونة المستديرة كرة القدم استقبلت قطر رؤساء وضيوف أصحاب وزن من شتي المجالات والتخصصات وجاء ماكرون مشجعا لأبنائه وساندهم ولم تفتر يده عن التصفيق لهم بحرارة وقد وصلوا لمباراة الختام وابلوا بلاءا حسنا وعزفوا علي النجيل الأخضر لحن الخلود وقدموا أقصي ماعندهم من مواهب وفنون وقوة وعزيمة وشكيمة ليضعوا فرنسا في حدقات العيون ولكن الخصم الأرجنتين كان له نفس التصميم وحب الوطن والعزم في أن يعودوا لبلادهم حاملين لأهلهم اجمل هدية هي كاس الذهب الذي يذهب لمن بذل العرق والدموع مهرا غاليا للحظة التاريخية يوم استلام هذه الهدية وتقبيلها علي الملأ مع ترديد الاهازيج والرقص بكامل النشوة والحب الكبير والتتويج باجمل ختام لسباق انتصروا فيه بالبراعة والفن والإبداع والابتكار واخلاق الرياضة في اسمي وأنبل مظاهرها !!..
رأينا الجماهير العالمية والكل فيها يميزه سمت بلاده وظهرت الصورة المونديالية كلوحة اجمل من الموناليزا وتمازجت هذه الحشود مع بعضها البعض ومع المضيفين وكان التعارف الذي لامس كافة الأوجه وصارت قطر وقتها وكأنها انسان واحد رضع من لبن نفس الام وزالت التباينات والفروقات وشرب الجميع انتخاب المحبة والسلام !!..
تلقائيا بنجاح هذا العرس العالمي استحقت قطر زعامة العرب ليس بشهادة العرب فحسب بل بشهادة العالم وقد عملت في صمت وأخرجت السهل الممتنع الذي حمله الاثير لشتي بقاع المعمورة وكانت قطر طيلة أيام هذا التنافس الشريف المثالي كانت انشودة الجن ووادي عبقر وموسم الهجرة لقطر ووطن الجدود وآمال واحلام تحققت سيخلدها التاريخ الذي حتما سيتم استرداده بعد هذا النجاح المذهل من الذين خطفوه وزيفوه وحرفوه ولكن قطر فتحت دفترا كبيرا عريضا ملونا لعودة العرب للانجاز والسعي من أجل عالم إنساني عريض تسود فيه المحبة وتنمحي منه الي الأبد لغة البندقية !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
///////////////////

 

آراء