دراويش الفكر وبُناة الأمة وما سطّروه لتاريخنا

 


 

 

1-3-
زهير عثمان حمد
تاريخ الفكر في السودان يمتد عبر فترات طويلة ويشمل تطور الأفكار والتيارات الفكرية في هذا البلد , ولقد أدّى الدين دورا بارزا ومازال فى الحياة السياسية السودانية , يمتد هذا إلى تاريخ عهد الدولة المهدية حيث وظف فيها الإسلام وفكرة المهدي المنتظر الذي يخرج الناس من الظلام الى النور لحشد المؤيدين الثائرين , وتبقى الثورة المهدية علامة فارقة في تاريخ السودان إن الحكم على الثورة المهدية يجب أن يتم بمنطق المقارنة بين السلبيات والإيجابيات لا بمنطق الإطلاق سلبا أو إيجابا وهذا ما أضر بالثورة المهدية وعجل بزوالها غياب الرؤية الواقعية والموضوعية للعالم ومعرفة موازين القوى الدولية ,, هكذا اندفعت المهدية برايات الجهاد والدين والزحف المقدس والحماس الثوري فوقعت فى الهزائم المدمرة التى قادت إلى فنائها فى النهاية وهي أخر أرث لنا حاول الجمع مابين العقيدة والتعايش علي بر السودان ولا يغيب علينا أن هنالك سجالات عديدة أبان الحكم الثنائي لجمهرة المتعلمين وشيوخ الطرق الصوفية ومنها ظهرت الانتماء للافكار الايدجيوية المعاصرة في الفضاء الافريقي والعربية ولقد جناح نفر منهم فكر القارة الام -الأفريقية وأخرون للماركسية وغيرها من تيارات الشعوبية وهنالك كتابات وأطروحات كثيرة ولك منها هذه النماذج ,“إسلاميون وشيوعيون في السودان: بيننا بحور من الاختلافات الفكرية”: يستعرض الاختلافات الفكرية بين الإسلاميين والشيوعيين في السودان وكيف تأثرت السياسة والمجتمع بهذه الاختلافات. وتم تناول “تاريخ الفكر في السودان” يتناول تطور الفكر في السودان منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر. وكذلك “الفكر الإسلامي في السودان”: يتناول تاريخ الفكر الإسلامي في السودان ويقدم قراءة نقدية للتطورات الفكرية في هذا السياق. وايضا الكتابات الت تحدثت عن “القومية وأثرها في الحياة الفكرية والأدبية في السودان”: يتناول دور القومية في تشكيل الفكر والأدب في السودان. تاريخ الفكر في السودان غني ومتنوع والبحث بالرغم متعه ألاأنك تجد غموض ضبابية في بعض الاطروحات ومن ثم التناقض
وسوف أعرض تجربة الدكتور محمد أبو القاسم حاج حمد (1942م-2004م) هو مفكر سوداني من أعلام الفكر العربي الإسلامي المعاصر. و هو سياسي ومفكر وكاتب سوداني، وأحد مؤسسي الثورة الإرترية والمستشار السياسي للرئيس إسياس أفورقي. وُلد في نوفمبر 1942 في قرية مقرات بالشمالية. درس في الكتّاب والتحق بمدرسة إعدادية في بورتسودان وحصل على دراسته الثانوية من مدرسة في عطبرة. و بدأ في التثقيف الذاتي والذي بدأ معه منذ فترة مدرسة عطبرة الثانوية. في ثورة أكتوبر، كان يرفض الثنائية العسكرية ويدعو إلى دولة مدنية. و يعد من أبرز المفكرين الذين تناولوا قضايا المجتمعات الإسلامية الصعبة والمعقدة. دعا إلى تسليط الضوء على منابع ومصادر الحضارة الإسلامية وتجديدها بموازاة المفاهيم الفلسفية الحديثة. تركزت مسيرته الفكرية على قراءة جديدة للقرآن الكريم، محاولًا توجيه الفهم نحو القيم الإنسانية والتحديات المعاصرة.ولست هنا لسبر أغوارها والتحليل
من أهم مشروعاته الفكرية مشروع العالمية الإسلامية الثانية: حاول فيه تجديد الفكر الإسلامي من خلال قراءة جديدة للقرآن، مع التوازن بين الانفتاح على العصر والعودة إلى الأصول الإسلامية
القراءة الحداثية للسنة النبوية: أسهم في تطوير منهجية قراءة السنة النبوية بمنهج معرفي محكم، يجمع بين القرآن والسنة. بالإضافة إلى ذلك، أبو القاسم حاج حمد كان يسعى لتجديد الفكر الإسلامي وتحقيق التوازن بين الأصول والتحديات الحديثة، مما جعله مفكرًا مؤثرًا في الساحة العربية والإسلامية. من بين أهم مؤلفات الدكتور محمد أبو القاسم حاج حمد: العالمية الإسلامية الثانية: يتناول فيه جدلية الغيب والإنسان والطبيعة (1979م). منهجية القرآن المعرفية: يسعى فيه إلى أسلمة فلسفة العلوم الطبيعية والإنسانية (1991م) .
هذه المؤلفات تعكس تفكيره العميق وتسعى لتجديد الفكر الإسلامي وتوجيهه نحو التحديات المعاصرة. الدكتور محمد أبو القاسم حاج حمد يعتبر مفكرًا سودانيًا مؤثرًا في الفكر الإسلامي. لنلقِ نظرة على بعض الفروق بين رؤيته وبين بعض المفكرين السودانيين الآخرين
التجديد الفكري والتحدي للتقاليد حاج حمد يسعى إلى تجديد الفكر الإسلامي من خلال قراءة جديدة للقرآن الكريم والتوجه نحو الأصول القرآنية والسنة النبوية. يتحدى التقاليد الثابتة ويسعى لتطوير الفهم الإسلامي ليتناسب مع التحديات المعاصرة. التكامل المعرفي والمنهجي: يجمع حاج حمد بين العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية في قراءته للقرآن الكريم. يسعى لتوجيه الفهم نحو القيم الإنسانية والتحديات المعاصرة. التركيز على القرآن والسنة يعتبر القرآن والسنة النبوية مصادرًا أساسية للفهم الإسلامي. يسعى لتطبيق مبادئه في قضايا الفكر والتشريع. باختصار، حاج حمد يمثل رؤية متجددة ومتكاملة للفكر الإسلامي، مع التركيز على الأصول والتحديات المعاصرة. محمد أبو القاسم حاج حمد (1942م- 2004م) المفكر السوداني يعتبر من أعلام الفكر العربي الإسلامي المعاصر. عمل على إعادة النظر في آليات فهم وتأويل القرآن الكريم والسنة النبوية، وسعى لبلورة رؤية جديدة في قضايا الفكر الإسلامي والتعامل مع التراث الإسلامي1. بعض مؤلفاته تشمل: “العالمية الإسلامية الثانية؛ جدلية الغيب والإنسان والطبيعة” في هذا الكتاب، استعرض حاج حمد قضايا العالمية الإسلامية وتحديات العصر الحديث من منظور إسلامي. “منهجية القرآن المعرفية”: قدّم فيه نقدًا وتحليلًا للقرآن الكريم من منظور معرفي. “إبستيمولوجيا المعرفة الكونية إسلامية المعرفة والمنهج”: استكشف فيه مفهوم المعرفة والمنهج من منظور إسلامي
مشروع حاج حمد يتأسس على التكامل المعرفي بين العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية في قراءة القرآن الكريم، وهو يسعى لتجديد الفكر الإسلامي وتصحيح مسار الفكر العالمي المعاصر1.5مشروع حاج حمد يتأسس على التكامل المعرفي بين العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية في قراءة القرآن الكريم، وهو يسعى لتجديد الفكر الإسلامي وتصحيح مسار الفكر العالمي المعاصر.
هناك دراسات نقدية لفكر حاج حمد، ومنها “نقد الأصولية المعاصرة في فكر أبي القاسم حاج حمد” تعالج هذه الدراسة فكر الحركة الأصولية المعاصرة وإشكالية الفهم الإيديولوجي للدين، وتوظيفها لغايات إستيراتيجية وسياسية. “فهم القرآن عند حاج حمد؛ رؤية في مرتكزاته المنهجية والمعرفية”: تسلط الضوء على مرتكزاته المنهجية والمعرفية، وتتعرض للمداخل المنهجية لقراءة فكره. هذه الدراسات تساهم في تقديم نقد بناء لفكر حاج حمد وتفسير مساراته المنهجية والفلسفية. وقد يتسال البعض عن الاختلاف بين محمد أبو القاسم حاج حمد والإمام الصادق المهدي يكمن في مسارهما وتأثيرهما في الفكر والسياسة في السودان. محمد أبو القاسم حاج حمد كان مفكرًا وأكاديميًا معروفًا بإسهاماته في الفكر والتاريخ، وقد قدم العديد من الأعمال التي تناولت هذه المواضيع , و من ناحية أخرى، الإمام الصادق المهدي كان سياسيًا بارزًا ومفكرًا إسلاميًا جمع بين الأصالة والمعاصرة، وكان له دور كبير في الحياة السياسية في السودان، حيث شغل منصب رئيس الوزراء مرتين. كما كان له إسهامات في الفكر الإسلامي، وخاصة في موضوع الوسطية والتجديد في الفكر الإسلامي. وبينما يشتركان في الاهتمام بالفكر والتاريخ، فإن مسارهما وتأثيرهما يختلفان، حيث يميل أبو القاسم حاج حمد إلى الجانب الأكاديمي والبحثي، بينما يميل الصادق المهدي إلى الجانب السياسي والفكر الإسلامي التجديدي.
لي لعودة مع أخرين من الآباء المؤسسين لرؤية فكرية بفضاء جله كان هوس التصوف والانكسار لهيمنة الطائفية

zuhair.osman@aol.com

 

آراء