دعوة لنبذ اللعب القذر الذي اسس له الاسلامويين بتنوع طوائفهم في السياسة السودانية
عمر الحويج
29 July, 2022
29 July, 2022
دعوة لنبذ اللعب القذر الذي اسس له الاسلامويين بتنوع طوائفهم في السياسة السودانية منذ خمسينيات القرن الماضي وثبتوه في عقل النخبة التي أدمنت بسببه الفشل .
بقلم / عمر الحويج
كبسولة :
لأجل الوطن: ضرورة التركيز على اسقاط الإنقلاب العسكري الإسلاموي أولاً
لأجل الوطن : ضرورة قبول وتوطين الحكم المدني الوطني الديمقراطي في السودان
لأجل الوطن : ضرورة قبول الآخر المختلف .
لأجل الوطن :ضرورة قبول الصراع الآمن بين طبقات المجتمع وليس قبائل المجتمع
لأجل الوطن: ضرورة الإقرار بالتنافس الحر الحضاري بين تكوينات المجتمع المتحالفة لأجل الوطن :ضرورة الانتخاب على قوائم التحالف (يمين- وسط-يسار) لا أحزاب منفردة.
لأجل الوطن : الصراع السلمي بين من يريدالتغيير( الناعم أو الوسطي أو الجذري) .
لأجل الوطن: انضمام الجميع للعمل الثوري تحت راية لجان المقاومة .
لأجل الوطن : توقيع الجميع على مواثيق تنسيقيات لجان المقاومة دون شق وحدتها .
لأجل الوطن : الثورة مستمرة والردة مستحيلة والشوارع لا تخون والشعب أقوى وأبقى .
***
زيَّلت و زيَّنت مدخلي لهذا المقال ، بهذه الكبسولة أعلاه ، التي تكاد تقول كلما أردت قوله ، مطولاً في ذات الذي أسطره أمامكم الآن ، ليس بحثاً عن توفير الوقت والجهد أو ضناً بسكب المداد الكيبوردي، فما أرحبها هذه وتلك في عالم التواصل الإجتماعي والإنترنت ، وإنما كان ذلك كذلك ، تثبيتاً للمعنى ، للمغزى ، وتجذيراً وحفراً ، دون التقعر في اللغة وبلاغتها أو عرضاً لثقافة مفترى عليها ، وإنما تأكيداً للمطلوب مباشرة دون مواربة أو لف ودوران ، وتحميله مضغوطاً في نقاط محددة .
ومع ذلك ، ومع ذلك : لن نكتفي فما زال داخل النفس بقية شئ من حتى ، لن أتحدث عن قوى الحرية والتغيير ، ولن أقول قحت كما يقول رافضوها ، تقليلاً من شأنها ، فقد قلت فيها وعنها ، ومعي الآخرون ، مالم يقله مالك في الخمر ، ولم نفتي بما ليس فيها ومالك في المدينة ، وجميل أن ما قلناه عنها قد قالته هي عن نفسها ، وإن كان ما قيل من جانبهم قليل من حقيقته إن لم يكن من قشورها ، وذلك في ورشتها التقيمية لفترة حكمها المفارقة لثورة ديسمبر المجيدة ، في مرحتلها الإنتقالية ، التي حكمت فيها ، بعد ان أقصت وعزلت وشقت وبَقَّتْ نارها ونيرانها اشتعالاً فيما كل ما أنارته الثورة من أنوار مشعة ، وفعلت كل ما تمنت حليمة فعله من تدمير حين عودتها لقديمها ، وآخرها مكوناتها ذات نفسها ، وأصبحت وتلخصت وتمددت في مجلس مركزي يمثل فقط شخوصه ومصالحهم الذاتية ، أكثر مما يمثل حتى مكوناته الحزبية ، وعليها وتحت مسؤليتها ، لا زالت تتحمل نقد النقد القادم أليها ، إن لم ينصلح حالها ، وعلى مكوناتها الحزبية أن تنتبه إلى مجلسها المركزي هذا ، حتى لا يفلت عياره ، فما الذي فعلته الآن وفي لحظتها هذه ، حين تعدت وتجاوزت لجان المقاومة ودعت لموكب ضرار منفردة ، لا معنى له غير استدعاء الشقاق والإنشقاق داخل مكونات الثورة ، ما كان يضيرها لو أعطت الخباز خبزه ليدعوا لمليونياته كما اعتاد ، تحت راية الوطن الواحد كما أرادوا ، ولم تكن لتمانع لجان المقاومة من منحهم فرصة هذا الوجود المكثف على الشاشات الزرقاء ليعلنوا عن وجودهم الشخصي ، خاصة على فضائياتهم الأثيرة والصديقة لديهم .
ولمواصلتها ذات ما انتقدته في ورشتها الأولى النقدية التقيمية ، أخاف عليها من الحاجة لورشة ثانية وثالثة ، تعيد فيه النقد لنقد النقد والتقييم ذاته مرة أخرى .
وأنا هنا ليس لملاحقة أخطائها وخطاياها ، بغرض إزاحتها من المشهد ، كما يتبادر ألي الذهن ، وإنما أنا هنا للإعلاء من شأن ضرورة وأهمية وجودها في المشهد ، انتقدها واحاسبها صحيح ، وأعلي من شأن وجودها أيضاً صحيح ، ولا تناقض بين الحالتين ، فنحن نحتاجها ، لأنها ليست الكيزان ، وهي أيضاً ليست الإنقلابيين ، وعصاباتهم المساندة ، وأيضاً هي ليست موزاب القصر ، فهي ركيزة الديمقراطية الراجحة وعائدة بجد هذه المرة وراجحة . فهي الجزء المكمل التي هي في القول المتواتر أن لا ديمقراطية دون أحزاب .
وللتوضيح قبلها ، دعوني أعيد وأكرر ترحيبي بتحالف قوى التغيير الجذري ، حيث الترحيب الأول كان يوم وصفه بتحالف الأقوياء ، وبشرونا بقدومه ، وهذا هو الترحيب الثاني يوم أعلن أصحابه عن اسمه ورسمه وعنوانه ، والخروج به في العلن بمؤتمر صحفي وفيه الإعلان بالصوت العالي عن تكوين تحالف قوى التغيير الجذري الشامل .
بداية لسبب أولي ، ليس لأنه سيزيح قوى الحرية والتغيير ، كما تصور الذين نهضوا لمحاربته من أول وهلة ومن "قولة تيت!!" ومن مساربهم الشتى ، بعضهم بخبث الغرض وبعضهم بحسن النية ، الأمر ليس هكذا ، بهذه البساطة كما يشيع اعلام الدسائس الكيزاني الذي يتبعه الغاوون من الهاوين للخط الظلامي الكيزاني ، وإن كان هؤلاء مقدور عليهم ، فالثورة قد عرفت الاعيبهم حتى من أول همزة يضعونها على سطر اكذوبتهم أو شائعتهم المرتبة بفعل جدادهم الآلكتروني وبمساعدة فاجنرهم الإرهابي ، وسيان مقولاتهم الهالكة ، وإنما الحذر وواجب التنبيه موجه لبعض أطراف الثورة ، ضعيفي النظر الثاقب ، الذين يقومون بواجب التدمير غير الموكل لهم به ، وإنما شلاقة منهم لاغير ، وخدمة لأغراض آخرين ، هم أول المتضررين منها .
فإلى تبريري لضرورة وجود تحالف قوى الحرية والتغيير داخل المشهد السياسي لتثبيت دعائم الديمقراطية القادمة ، وأتمنى أن يشاركني في رؤيتي هذه ويدعمني آخرون . فإعلان تحالف قوى التغيير الجذري ، تثبيت لضرورة وجود تحالف قوى الحرية والتغيير جناح المجلس المركزي ، مع التغييب النهائي لما يسمى جناح الوفاق الوطني ، والإثنان وجودهما ضروري كركايز في مسار التداول السلمي للسلطة .
دعونا في لحظة نبش مع الذات الجمعية ، الممتد طولها وعرضها منذ استقلال السودان ، لتثبيت كثير من الشعارات ، بعد نبشها من مراقدها ، ونحن نرددها ، ونعجز دائماً عن هضمها ، لنصل بها ، إلى كيفية انزالها إلى أرض الواقع ، والشروع الفوري في تطبيقها .
ظللنا طيلة ستون عاماً وأكثر ، ونحن نتصارع حول من يحكم السودان ، وظل حصادنا فيها ومنها ، قبض الريح وخراب ودمار البلاد ، ونهاية هذا التراص المتواصل لسنوات التيه ، خلاصته ما وصلنا إليه ، من إبادات جماعية لشعب السودان ، ظلت ممتدة ومتمددة حتى لحظتنا الراهنة ، إلى أن وجدنا أنفسنا وقد وصلنا لرفع السؤال الكارثي والختامي لحظة اسدال الستار على وطن حدادي مدادي ، اسمه السودان ، حيث أصبح السؤال عنه ، أن يكون أو لا يكون .
فدعونا ، نفكر في شعارنا ، الذي تلمسه الجميع بعد ثورة الوعي القرنية الديسمبرية ، وهو شعار كيف يحكم السودان ؟؟ فقد آن الأوان بل وجاءتنا الفرصة تلفح ثوب مطلبها باهتبالها وانتهازها دون تردد . هذه الفرصة الناهضة ، من قلب الصراع الذي يخوضه شعب السودان ، ضد كل المعوقات التي أقعدت به عن الولوج إلى عصر النهضة والحضارة والتقدم والرفاه .
لنتعرف على أنفسنا اولاً ، من خلال تنظيماتنا التي تتصارع ، الآن في الساحة ، وهي هذه التحالفات ، التي برزت على السطح السياسي ، ولنجعل منها قارب النجاة ، لإجابة سؤال كيف يحكم السودان .
ولنبدأ بالسؤال من داخل هذه التحالفات.ولنبدأ بمن هي معرفة بتحالف قوى الحرية والتغيير ، هل هي جماعة من الناس تجمعت والتأمت فجأة من وسط الجموع مصادفة ، لتدخل معترك السياسة وتخطط لحكم السودان ، أم هي تجمع لأحزاب وتنظيمات حقيقية ، أوجدها الصراع الطبقي في السودان ، منذ عشرات السنين ، وعليه لا يستطيع أحد اقصائها أو عزلها ، لأنها ليست بشر عابرون ، وإنما هي وجود بشري لطبقات اجتماعية لها مصالحها التي وُجِد التنظيم أو الحزب ليدافع عنها ويحقق لها مراميها الطبقية .
وفي الجانب الآخر ، تحالف قوى التغيير الجذري الشامل ، هل هم مجموعة ، منبتة ، نزلت علينا من كوكب آخر ، لنسأل من هم وما هو أصلهم وفصلهم ، كما سأل راحلنا الطيب صالح من أين أتي أولئك الناس المنغرضون ؟؟ ليشرع كتابنا حتى الثوريين منهم ذوي النزعات البرجوازية ، لترديد ذات السؤال فيما يخص أهل قوى التغيير الجذري ، لا ياهؤلاء ما هكذا يبدأ إغتيال الإبداع السياسي الثقافي الإجتماعي ، هذه المرة طاش سهمكم ، خصوصاً أولئك ، ذوي الغرض ، الذين امتطوا ظهور الفضائيات لينشروا وسط كفلائهم وداعميهم . أن الحقوا ابيدوا هذا التحالف قبل أن يقف على قدميه فهو بعينه ، الحزب الشيوعي المحظور يوماً ما لخطورته على السلم العالمي ، المخرب والضال ، وصاحب السوابق في الإجرام والإرهاب و..و..و.. ونسوا هذه المرة ليس غمرة عجلة وإنما في تودة ورويه تعمدوا نسيان تعريفه بالحزب الملحد.. !! فقد اكتشفوا أنهم ظلوا عقوداً ثلاث يطبلون لمن هم أفسق وأفسد وأشر ممن هو ملحد ، فسكتوا عنها ، أليس كذلك يا ضياء الدين بلال ويا الخبير الاسترتيجي الاكاديمي د/ الرشيد أحمد إبراهيم "والإسم سالم ، رموزنا الأفذاذ آل أحمد إبراهيم " اليس هذا ما قلتوه وما كنتم تودون قوله لقناة الجزيرة مباشر يوم اعلان مولده ، هؤلاء الذبن استفسرهم مقدم البرنامج ،عن هذا التحالف لفهمه وتقييمه سياسياً ، وعوضاً عن هذا المطلوب منهم ، سارعوا مستنجدين باسطوانتهم المشروخة ، وفوراً طالبوا من محبيهم وخاصة مخابراتهم الصديقة برجم هذا التحالف ، سريعاً ، ومنعه من الحياة ، لأنه صنيعة الحزب الشيوعي . وأقول لهولاء وأولئك أن هذا التحالف هو كما قوى الحرية والتغيير ، يمثلون طبقات وجودها بشري ، يمثلون حين التعداد السكاني ، نسبة مقدرة إن لم تكن أغلبية سكان السكان . فهم مسحوقيي البلاد التي يدافع عنها هذا التحالف والكيزان يمتنعون . فلن يستطيع أحد محوه هكذا ، ببساطة جرة قلمهم وبصقة السنتهم الآبقة والآثمة والسفيهة بما ينطقون كذبأً ونميمة .
في ظني ظهور هذين التحالفين ، هما مدخلنا لكيف يحكم السودان ، وفي العلوم السياسية ، يتكون جل السكان موزعين على طبقات المجتمع وصادف أن سموها بعيداً عن التجريح لأي منها وكان توزيعها الطبقي تمثيلاً ووجوداً ، في اليمين واليسار والوسط ، ونتمني ظهور تحالف الطبقة الثالثة . ليتبين لنا هذا التوزيع الوجودي البشري في السودان . وهو الآن الوجود ، الذي يقود الثورة في السودان ، بقيادة أكثر الفئات عدداً وحركة وتضحية وهم جيل الشباب الراكب رأس من الجنسين ، الذين قرروا الانتصار للسودان الجديد والإنتصار للتغيير الجذري الشامل ، وإن كنتم لاتعلمون معنى التغيير الشامل يا أهل الإسترتيجيات الفضائية . فهي في معناها تعني الإبحار نحو السودان الجديد بالشعارات التي رفعتها الثورة السودانية وليس لتطبيق الماركسية كما توحون للآخرين ، ثم تأتي تحت رايتهم طبقات المجتمع ، التى نجحت حتى اللحظة ، في خطوة متقدمة ، أن تشكل تحالفاتها ، قوى الحرية والتغيير ، وقوى التغيير الجذري الشامل . فلنبارك وجود هذين التحالفين وإن كانا متضادين وهذا ديدن الديمقراطية الحقة ، ونرجو للثالث أن يخرج من صلب احداها ، ليصبح وسطاً في المشهد السياسي الذي ننشده ، وحتى لا نحرث في البحر ، نقول لكم قولة حق نريد بها الحق ، لا أحد يستطيع ازالة واقصاء مثلاً حزب الأمة أو الاتحادي الموحد أو المؤتمر السوداني أو حزب البعث حتى لو كان الأصل بعد الرابع .
وفي جانب تحالف قوى التغيير الجذري الشامل أيضاً لن يستطيع كائن من كان ازالته أو اقصائيه يالهجوم الشرس عليه من بوابة الحزب الشيوعي وإلا كان السابقون هم الأشطر ، فهو حزب ثبَّت أقدامه في أرض السودان الخضراء ، بنضاله وشهدائه ، ودم ودموع أعضائه وأسرهم والموالون والمتعاطفون معه من محبي الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة ، فليبحث مهاجميه عن أشكال أخرى جديدة غير تلك التى ابتدعها الاسلام السياسي التي شكلته المخابرات الغربية ترياقاً لهذا الحزب ، وظل هذا الإسلام السياسي يصارع هذا الحزب العتيد منذ خمسينيات القرن الماضي حتى مصرع الكيزان في ثورة ديسمبر العملاقة التي تم فيها إرسال الإسلام السياسي بواسطة شعب السودان البطل إلى مزبلة التاريخ ، وبقي الحزب الشيوعي مع المنتصرين من الثوار .
ولنقرب المعنى لكيف يحكم السودان ستكون البداية في تصورنا ، الإتفاق على اسقاط الانقلاب ، ولكي يتم هذا سريعاً،
على هذه التحالفات المُتَّفق على ضرورة وجودها ، أن تِتَفق وتقر بأن سلاحها الوحيد هو الشارع الذي تقوده دون منازع ، تنسيقيات لجان المقاومة ، ولا سلاح لهذه التحالفات غير وحدة قوى الثورة ، فلتصطف جميعها ، وتضع قدراتها وتطلعاتها ، تحت راية هذه التنسيقيات وتعترف لها بقيادة الثورة ، وتحت إشرافها ، وتعمل معها على تطوير مواثيقها ، ثم من بعد التوقيع عليها ومعها ، وتكوين قيادتها الناطقة باسمها داخلياً وخارجياً حتى اقتلاع الإنقلاب ، وباقتلاعه يكون شعب السودان قد اقتلع آخر الوجود العسكري المسكون بعقيدته الفجة بأنه المنتدب الأوحد والوحيد لحكم هذا السودان العظيم .
وللمقال مواصلة إذا حكمت الضرورة ، عن كيف يحكم السودان بواسطة الصراع الديمقراطي الحضاري السلمي بين هذه المكونات بتحالفاتها المتمثلة تشكيلاتها في "يمين ووسط ويسار" دون التمثيل الحزبي المنفرد ، الذي أورثتنا صراعاته وصرعاته غير المبدئية عند الإنتخابات كل هذا الذي نكابده .
omeralhiwaig441@gmail.com
/////////////////////
بقلم / عمر الحويج
كبسولة :
لأجل الوطن: ضرورة التركيز على اسقاط الإنقلاب العسكري الإسلاموي أولاً
لأجل الوطن : ضرورة قبول وتوطين الحكم المدني الوطني الديمقراطي في السودان
لأجل الوطن : ضرورة قبول الآخر المختلف .
لأجل الوطن :ضرورة قبول الصراع الآمن بين طبقات المجتمع وليس قبائل المجتمع
لأجل الوطن: ضرورة الإقرار بالتنافس الحر الحضاري بين تكوينات المجتمع المتحالفة لأجل الوطن :ضرورة الانتخاب على قوائم التحالف (يمين- وسط-يسار) لا أحزاب منفردة.
لأجل الوطن : الصراع السلمي بين من يريدالتغيير( الناعم أو الوسطي أو الجذري) .
لأجل الوطن: انضمام الجميع للعمل الثوري تحت راية لجان المقاومة .
لأجل الوطن : توقيع الجميع على مواثيق تنسيقيات لجان المقاومة دون شق وحدتها .
لأجل الوطن : الثورة مستمرة والردة مستحيلة والشوارع لا تخون والشعب أقوى وأبقى .
***
زيَّلت و زيَّنت مدخلي لهذا المقال ، بهذه الكبسولة أعلاه ، التي تكاد تقول كلما أردت قوله ، مطولاً في ذات الذي أسطره أمامكم الآن ، ليس بحثاً عن توفير الوقت والجهد أو ضناً بسكب المداد الكيبوردي، فما أرحبها هذه وتلك في عالم التواصل الإجتماعي والإنترنت ، وإنما كان ذلك كذلك ، تثبيتاً للمعنى ، للمغزى ، وتجذيراً وحفراً ، دون التقعر في اللغة وبلاغتها أو عرضاً لثقافة مفترى عليها ، وإنما تأكيداً للمطلوب مباشرة دون مواربة أو لف ودوران ، وتحميله مضغوطاً في نقاط محددة .
ومع ذلك ، ومع ذلك : لن نكتفي فما زال داخل النفس بقية شئ من حتى ، لن أتحدث عن قوى الحرية والتغيير ، ولن أقول قحت كما يقول رافضوها ، تقليلاً من شأنها ، فقد قلت فيها وعنها ، ومعي الآخرون ، مالم يقله مالك في الخمر ، ولم نفتي بما ليس فيها ومالك في المدينة ، وجميل أن ما قلناه عنها قد قالته هي عن نفسها ، وإن كان ما قيل من جانبهم قليل من حقيقته إن لم يكن من قشورها ، وذلك في ورشتها التقيمية لفترة حكمها المفارقة لثورة ديسمبر المجيدة ، في مرحتلها الإنتقالية ، التي حكمت فيها ، بعد ان أقصت وعزلت وشقت وبَقَّتْ نارها ونيرانها اشتعالاً فيما كل ما أنارته الثورة من أنوار مشعة ، وفعلت كل ما تمنت حليمة فعله من تدمير حين عودتها لقديمها ، وآخرها مكوناتها ذات نفسها ، وأصبحت وتلخصت وتمددت في مجلس مركزي يمثل فقط شخوصه ومصالحهم الذاتية ، أكثر مما يمثل حتى مكوناته الحزبية ، وعليها وتحت مسؤليتها ، لا زالت تتحمل نقد النقد القادم أليها ، إن لم ينصلح حالها ، وعلى مكوناتها الحزبية أن تنتبه إلى مجلسها المركزي هذا ، حتى لا يفلت عياره ، فما الذي فعلته الآن وفي لحظتها هذه ، حين تعدت وتجاوزت لجان المقاومة ودعت لموكب ضرار منفردة ، لا معنى له غير استدعاء الشقاق والإنشقاق داخل مكونات الثورة ، ما كان يضيرها لو أعطت الخباز خبزه ليدعوا لمليونياته كما اعتاد ، تحت راية الوطن الواحد كما أرادوا ، ولم تكن لتمانع لجان المقاومة من منحهم فرصة هذا الوجود المكثف على الشاشات الزرقاء ليعلنوا عن وجودهم الشخصي ، خاصة على فضائياتهم الأثيرة والصديقة لديهم .
ولمواصلتها ذات ما انتقدته في ورشتها الأولى النقدية التقيمية ، أخاف عليها من الحاجة لورشة ثانية وثالثة ، تعيد فيه النقد لنقد النقد والتقييم ذاته مرة أخرى .
وأنا هنا ليس لملاحقة أخطائها وخطاياها ، بغرض إزاحتها من المشهد ، كما يتبادر ألي الذهن ، وإنما أنا هنا للإعلاء من شأن ضرورة وأهمية وجودها في المشهد ، انتقدها واحاسبها صحيح ، وأعلي من شأن وجودها أيضاً صحيح ، ولا تناقض بين الحالتين ، فنحن نحتاجها ، لأنها ليست الكيزان ، وهي أيضاً ليست الإنقلابيين ، وعصاباتهم المساندة ، وأيضاً هي ليست موزاب القصر ، فهي ركيزة الديمقراطية الراجحة وعائدة بجد هذه المرة وراجحة . فهي الجزء المكمل التي هي في القول المتواتر أن لا ديمقراطية دون أحزاب .
وللتوضيح قبلها ، دعوني أعيد وأكرر ترحيبي بتحالف قوى التغيير الجذري ، حيث الترحيب الأول كان يوم وصفه بتحالف الأقوياء ، وبشرونا بقدومه ، وهذا هو الترحيب الثاني يوم أعلن أصحابه عن اسمه ورسمه وعنوانه ، والخروج به في العلن بمؤتمر صحفي وفيه الإعلان بالصوت العالي عن تكوين تحالف قوى التغيير الجذري الشامل .
بداية لسبب أولي ، ليس لأنه سيزيح قوى الحرية والتغيير ، كما تصور الذين نهضوا لمحاربته من أول وهلة ومن "قولة تيت!!" ومن مساربهم الشتى ، بعضهم بخبث الغرض وبعضهم بحسن النية ، الأمر ليس هكذا ، بهذه البساطة كما يشيع اعلام الدسائس الكيزاني الذي يتبعه الغاوون من الهاوين للخط الظلامي الكيزاني ، وإن كان هؤلاء مقدور عليهم ، فالثورة قد عرفت الاعيبهم حتى من أول همزة يضعونها على سطر اكذوبتهم أو شائعتهم المرتبة بفعل جدادهم الآلكتروني وبمساعدة فاجنرهم الإرهابي ، وسيان مقولاتهم الهالكة ، وإنما الحذر وواجب التنبيه موجه لبعض أطراف الثورة ، ضعيفي النظر الثاقب ، الذين يقومون بواجب التدمير غير الموكل لهم به ، وإنما شلاقة منهم لاغير ، وخدمة لأغراض آخرين ، هم أول المتضررين منها .
فإلى تبريري لضرورة وجود تحالف قوى الحرية والتغيير داخل المشهد السياسي لتثبيت دعائم الديمقراطية القادمة ، وأتمنى أن يشاركني في رؤيتي هذه ويدعمني آخرون . فإعلان تحالف قوى التغيير الجذري ، تثبيت لضرورة وجود تحالف قوى الحرية والتغيير جناح المجلس المركزي ، مع التغييب النهائي لما يسمى جناح الوفاق الوطني ، والإثنان وجودهما ضروري كركايز في مسار التداول السلمي للسلطة .
دعونا في لحظة نبش مع الذات الجمعية ، الممتد طولها وعرضها منذ استقلال السودان ، لتثبيت كثير من الشعارات ، بعد نبشها من مراقدها ، ونحن نرددها ، ونعجز دائماً عن هضمها ، لنصل بها ، إلى كيفية انزالها إلى أرض الواقع ، والشروع الفوري في تطبيقها .
ظللنا طيلة ستون عاماً وأكثر ، ونحن نتصارع حول من يحكم السودان ، وظل حصادنا فيها ومنها ، قبض الريح وخراب ودمار البلاد ، ونهاية هذا التراص المتواصل لسنوات التيه ، خلاصته ما وصلنا إليه ، من إبادات جماعية لشعب السودان ، ظلت ممتدة ومتمددة حتى لحظتنا الراهنة ، إلى أن وجدنا أنفسنا وقد وصلنا لرفع السؤال الكارثي والختامي لحظة اسدال الستار على وطن حدادي مدادي ، اسمه السودان ، حيث أصبح السؤال عنه ، أن يكون أو لا يكون .
فدعونا ، نفكر في شعارنا ، الذي تلمسه الجميع بعد ثورة الوعي القرنية الديسمبرية ، وهو شعار كيف يحكم السودان ؟؟ فقد آن الأوان بل وجاءتنا الفرصة تلفح ثوب مطلبها باهتبالها وانتهازها دون تردد . هذه الفرصة الناهضة ، من قلب الصراع الذي يخوضه شعب السودان ، ضد كل المعوقات التي أقعدت به عن الولوج إلى عصر النهضة والحضارة والتقدم والرفاه .
لنتعرف على أنفسنا اولاً ، من خلال تنظيماتنا التي تتصارع ، الآن في الساحة ، وهي هذه التحالفات ، التي برزت على السطح السياسي ، ولنجعل منها قارب النجاة ، لإجابة سؤال كيف يحكم السودان .
ولنبدأ بالسؤال من داخل هذه التحالفات.ولنبدأ بمن هي معرفة بتحالف قوى الحرية والتغيير ، هل هي جماعة من الناس تجمعت والتأمت فجأة من وسط الجموع مصادفة ، لتدخل معترك السياسة وتخطط لحكم السودان ، أم هي تجمع لأحزاب وتنظيمات حقيقية ، أوجدها الصراع الطبقي في السودان ، منذ عشرات السنين ، وعليه لا يستطيع أحد اقصائها أو عزلها ، لأنها ليست بشر عابرون ، وإنما هي وجود بشري لطبقات اجتماعية لها مصالحها التي وُجِد التنظيم أو الحزب ليدافع عنها ويحقق لها مراميها الطبقية .
وفي الجانب الآخر ، تحالف قوى التغيير الجذري الشامل ، هل هم مجموعة ، منبتة ، نزلت علينا من كوكب آخر ، لنسأل من هم وما هو أصلهم وفصلهم ، كما سأل راحلنا الطيب صالح من أين أتي أولئك الناس المنغرضون ؟؟ ليشرع كتابنا حتى الثوريين منهم ذوي النزعات البرجوازية ، لترديد ذات السؤال فيما يخص أهل قوى التغيير الجذري ، لا ياهؤلاء ما هكذا يبدأ إغتيال الإبداع السياسي الثقافي الإجتماعي ، هذه المرة طاش سهمكم ، خصوصاً أولئك ، ذوي الغرض ، الذين امتطوا ظهور الفضائيات لينشروا وسط كفلائهم وداعميهم . أن الحقوا ابيدوا هذا التحالف قبل أن يقف على قدميه فهو بعينه ، الحزب الشيوعي المحظور يوماً ما لخطورته على السلم العالمي ، المخرب والضال ، وصاحب السوابق في الإجرام والإرهاب و..و..و.. ونسوا هذه المرة ليس غمرة عجلة وإنما في تودة ورويه تعمدوا نسيان تعريفه بالحزب الملحد.. !! فقد اكتشفوا أنهم ظلوا عقوداً ثلاث يطبلون لمن هم أفسق وأفسد وأشر ممن هو ملحد ، فسكتوا عنها ، أليس كذلك يا ضياء الدين بلال ويا الخبير الاسترتيجي الاكاديمي د/ الرشيد أحمد إبراهيم "والإسم سالم ، رموزنا الأفذاذ آل أحمد إبراهيم " اليس هذا ما قلتوه وما كنتم تودون قوله لقناة الجزيرة مباشر يوم اعلان مولده ، هؤلاء الذبن استفسرهم مقدم البرنامج ،عن هذا التحالف لفهمه وتقييمه سياسياً ، وعوضاً عن هذا المطلوب منهم ، سارعوا مستنجدين باسطوانتهم المشروخة ، وفوراً طالبوا من محبيهم وخاصة مخابراتهم الصديقة برجم هذا التحالف ، سريعاً ، ومنعه من الحياة ، لأنه صنيعة الحزب الشيوعي . وأقول لهولاء وأولئك أن هذا التحالف هو كما قوى الحرية والتغيير ، يمثلون طبقات وجودها بشري ، يمثلون حين التعداد السكاني ، نسبة مقدرة إن لم تكن أغلبية سكان السكان . فهم مسحوقيي البلاد التي يدافع عنها هذا التحالف والكيزان يمتنعون . فلن يستطيع أحد محوه هكذا ، ببساطة جرة قلمهم وبصقة السنتهم الآبقة والآثمة والسفيهة بما ينطقون كذبأً ونميمة .
في ظني ظهور هذين التحالفين ، هما مدخلنا لكيف يحكم السودان ، وفي العلوم السياسية ، يتكون جل السكان موزعين على طبقات المجتمع وصادف أن سموها بعيداً عن التجريح لأي منها وكان توزيعها الطبقي تمثيلاً ووجوداً ، في اليمين واليسار والوسط ، ونتمني ظهور تحالف الطبقة الثالثة . ليتبين لنا هذا التوزيع الوجودي البشري في السودان . وهو الآن الوجود ، الذي يقود الثورة في السودان ، بقيادة أكثر الفئات عدداً وحركة وتضحية وهم جيل الشباب الراكب رأس من الجنسين ، الذين قرروا الانتصار للسودان الجديد والإنتصار للتغيير الجذري الشامل ، وإن كنتم لاتعلمون معنى التغيير الشامل يا أهل الإسترتيجيات الفضائية . فهي في معناها تعني الإبحار نحو السودان الجديد بالشعارات التي رفعتها الثورة السودانية وليس لتطبيق الماركسية كما توحون للآخرين ، ثم تأتي تحت رايتهم طبقات المجتمع ، التى نجحت حتى اللحظة ، في خطوة متقدمة ، أن تشكل تحالفاتها ، قوى الحرية والتغيير ، وقوى التغيير الجذري الشامل . فلنبارك وجود هذين التحالفين وإن كانا متضادين وهذا ديدن الديمقراطية الحقة ، ونرجو للثالث أن يخرج من صلب احداها ، ليصبح وسطاً في المشهد السياسي الذي ننشده ، وحتى لا نحرث في البحر ، نقول لكم قولة حق نريد بها الحق ، لا أحد يستطيع ازالة واقصاء مثلاً حزب الأمة أو الاتحادي الموحد أو المؤتمر السوداني أو حزب البعث حتى لو كان الأصل بعد الرابع .
وفي جانب تحالف قوى التغيير الجذري الشامل أيضاً لن يستطيع كائن من كان ازالته أو اقصائيه يالهجوم الشرس عليه من بوابة الحزب الشيوعي وإلا كان السابقون هم الأشطر ، فهو حزب ثبَّت أقدامه في أرض السودان الخضراء ، بنضاله وشهدائه ، ودم ودموع أعضائه وأسرهم والموالون والمتعاطفون معه من محبي الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة ، فليبحث مهاجميه عن أشكال أخرى جديدة غير تلك التى ابتدعها الاسلام السياسي التي شكلته المخابرات الغربية ترياقاً لهذا الحزب ، وظل هذا الإسلام السياسي يصارع هذا الحزب العتيد منذ خمسينيات القرن الماضي حتى مصرع الكيزان في ثورة ديسمبر العملاقة التي تم فيها إرسال الإسلام السياسي بواسطة شعب السودان البطل إلى مزبلة التاريخ ، وبقي الحزب الشيوعي مع المنتصرين من الثوار .
ولنقرب المعنى لكيف يحكم السودان ستكون البداية في تصورنا ، الإتفاق على اسقاط الانقلاب ، ولكي يتم هذا سريعاً،
على هذه التحالفات المُتَّفق على ضرورة وجودها ، أن تِتَفق وتقر بأن سلاحها الوحيد هو الشارع الذي تقوده دون منازع ، تنسيقيات لجان المقاومة ، ولا سلاح لهذه التحالفات غير وحدة قوى الثورة ، فلتصطف جميعها ، وتضع قدراتها وتطلعاتها ، تحت راية هذه التنسيقيات وتعترف لها بقيادة الثورة ، وتحت إشرافها ، وتعمل معها على تطوير مواثيقها ، ثم من بعد التوقيع عليها ومعها ، وتكوين قيادتها الناطقة باسمها داخلياً وخارجياً حتى اقتلاع الإنقلاب ، وباقتلاعه يكون شعب السودان قد اقتلع آخر الوجود العسكري المسكون بعقيدته الفجة بأنه المنتدب الأوحد والوحيد لحكم هذا السودان العظيم .
وللمقال مواصلة إذا حكمت الضرورة ، عن كيف يحكم السودان بواسطة الصراع الديمقراطي الحضاري السلمي بين هذه المكونات بتحالفاتها المتمثلة تشكيلاتها في "يمين ووسط ويسار" دون التمثيل الحزبي المنفرد ، الذي أورثتنا صراعاته وصرعاته غير المبدئية عند الإنتخابات كل هذا الذي نكابده .
omeralhiwaig441@gmail.com
/////////////////////