دكتوراة (البوني) .. والجهل بتاريخ (بربر) وبوادي السودان وحضره !!
لن تكون مشكلة أي (مدينة) سودانية أن يجهل بعض (المثقفاتية) والظانين بأنفسهم العلم بالتاريخ وينتظرون توصيفهم ب(المؤرخ في التاريخ السوداني) أنهم لا يعرفون من تاريخها شيئاً ، وهذه الشانئة يمكن أن تكون في العدم إذا جهلها شخص عادي أو قارئ من عامة الناس ، غير إنها لن تكون كذلك إذا جهلها من جلس لمذاكرة التاريخ ونال فيه درجة علمية رفيعة .. إن لم يكن قد إستدعي لبحثة طلاب بكالريوس بطريقة (اليومية) ..!! ، وبالتالي لن يدخر في عقله الحاضر ولا الباطن معلومة تفيده يوم المناقشة وإن منح درجة ال(phd) بدرجة الإمتياز ..!! ، أما وقد بلغ عدم العلم بتاريخنا المشهور فعلينا أن نتحسس (كراسي التاريخ) بجامعاتنا و(أعمدة الصحف) عندنا ..!! ، الصحف التي فاقت بعددها (الخمسين) في كل صباح ، وربما الكثرة تلك تجعل منها صحافة (شباك) يهمها من القارئ جيبه لا عقله وبالتالي يتعين عليها أن تجمع من بين كتابها من يستطيع تسويدها بأي (كلام فاضي) يمكنه أن يثير ضحكهم ويمتعهم لبعض الوقت أو نصفه ، وبالتالي تضمن لنفسها توزيعاً يبقيها في سوق الصحافة وينجيها من تجار (عمارة مرهم) بالسوق العربي .. ليتم وزنها ب(الكيلو) فتحول لمزارع (شمبات) و(سوبا) فتكون حماية (للبيض) ..!! ، بالطبع لن يكون مآلات الصحافة بأفضل من ذلك المآل إن هي لم تحترم عقل القارئ وغصبه بقراءة (غث) تهديهم إليه خيالاتهم المفرغة من الخيال الجميل ، فكما أن كثير من الصحف لا تربأ بنفسها من أن تكون صحيفة (شباك) تتسكع في (الأرصفة) و(الأزقة) فبعضاً من كتابها يفعلون ذات الشئ ليحفظون لأنفسهم ريعاً شهرياً معقولاً ، وكتابات هي ليست أكثر من كونها (رخيصة) تستدر إبتسامة القارئ ولو وجد فيها (ضحالة) و(سطحية) موغلة فيها ..!! ، هذا الحديث ليس بعيداً من المفارقة التي أراد منها دكتور (البوني) إضحاك قراء عموده اليومي ، فالرجل إن أحسنا الظن به .. تترائي لنا ما فعله بمشروع ظل لعقود عموداً لإقتصاد بلدنا ، فدخل عليه (البوني) بخلفية إنه إبن مزارع نشأ بين (حواشات) و(أبوعشرين) و(أبوسته) و(ترع) المشروع الكبير ..!! ، فظن بذلك أنه قد أمتلك (حصرية) الحديث عن المشروع العملاق وليس مسموحاً لغيره بالحديث ولو كان (عبدالله الزبير) أو(بروفسير فتحي خليفية) أو(أحمد البدوي) ..!! ، غير أن الرجل بعد عملية (التشويه) الكبيره التي أجارها علي (مشروع الجزيرة) ولم تعد أخباره تعني قراء (حاطب الليل) أراد الخروج بأحاديث جديده .. فوقع إختيار الرجل خطأءً هذه المره علي مدينة عريقة تسمي (بربر) ..!! ، ولأن كل التاريخ عنده لا يتعدي تلك (الترع) وبدعم كبير من (جيب) المواطن السوداني الىخر الذي ليس له حواشة بالمشروع الكبير ، فقد كانوا يدفعون من جيوبهم حق (التقاوي) و(حرث الأرض) و(السماد) وبعد ذلك يدفعون بنصف إنتاجهم لصالح صاحب المشروع ، أما (دكتور البوني) فقد كانت تدفع له الحكومة كل ذلك مقدماً وهو إبن (التربال) كما يطلق علي نفسه ، بيد أنه تربال لم يعرف (الواسوق) ولا(المحرات) ولا (جوز البقر) ولا (النورج) ولا (الجامة أو المنجل) ..!! ، فإن لم يصل إليهم (التيراب) و(المويه) وقبلها (تسوية الأرض) وحرق (المعيوقة) لخرج (البوني) يقود مظاهرة توقف حركة الطريق الوحيد في السودان ..!! ، فبتلك التسهيلات التي لو دفعت الحكومة بمثلها لباقي المزارعين لما باءت حكومتنا بكل ذلك العنت وهي تؤلف قلوب المزارعين من أجل توطين (القمح) ..!! ، أما هناك في (بربر) فالحكومة لاتفعل (ربع) ذلك ولا نصف (الربع) أو قل ربما لم تكن تعلم أصلاً بأن هناك مزارعين ، ولكي نزود أستاذ التاريخ بمعلومات (تاريخية) نسأله بدءاً دكتور (البوني) الأستاذ (الجامعي) و(المثقف) و(التلفزيوني) و .. (صاحب القلم الرشيق والخفيف) : هل خلَت مائدتك طوال شهر رمضان من مشروب (الحلو مر) و(الآبري الأبيض) ..؟؟! ذلك المشروب من (صنع أهل بربر) ..!! ، وهل ياتري إجتمعت النساء عند زواجك لتجهيز الكبريت السوداني (الخمرة) ..؟؟! ، تلك الريحة المميزة هي من تركيب (أهل بربر) ..!! ، ولنقل (للبوني) شيئاً آخر لأنه ربما فاته وهو يستذكر دروس التاريخ أو ربما كانت هذه المعلومات من نصيب الطلاب المساعدين له في بحثة للدرجة الرفيعة التي نالها ، وهو أن (أهل بربر) هؤلاء لا يحتاجون في حركتهم (للحمير) كما زعمت لأكثر من أن تعينهم لتوفير غذاء قوم يذهبون جميعهم خلف (جركانة عسل) ، فأهل بربر هؤلاء هم الذين ينتجون (الفول المصري) و(الفاصوليا) و(جميع أنواع الفواكة) ، وهم وحدهم دون سائر الباقين من المزارعين المدعومين من (بنك السودان) و(وزراة المالية الإتحادية) و(البنك الزراعي) الذين يجعلون من أطعمة أهل السودان مذاقاً وطعماً سائغاً للأكل وللإستزادة منه ..!! ، هؤلاء هم الذين ينتجون جميع أنواع البهارات (الكمون) و(الكسبرة) ..!! ، بمثل تلك العصامية .. نشأت مدينة (بربر) بيدها وضراعها ، لم تصنعها الحكومات ك(مدن) و(قري) المشروع الكبير..!! ، فكان أهلها مدربين للآخرين في (الزراعة .. بروفسير قنيف) و(الطب .. بروفسير مامون حميدة) و(الهندسة .. بروفسير الحسين العربي) و(علوم اللغة) بجهدهم ومثابرة أولياء أمورهم ، فجاء الأبناء (نجوماً) لكل البلد في (الفكر) و(الادب) و(السياسة) ..!! ، وكما أن حاله العوز في المعلومات التاريخة لازمت الرجل فهاهي تلازمة في معلوماته الإحصائية ، ولكي يحصل عليها لم تكن تحوجه كثيراً ف(دواب) السودان يتم إحصاؤها أيضاً ..!! ، غير أنه ربما إعتمد عدم مراجعاته فيما يكتبه في ناصيته التي يعدها (بليل) دائماً ، فلو كلف نفسه الإلتزام بأدبيات مهنة الصحافة لعلم أن ما يوجد في مدينة (بربر) من (حمير) هو الأقل من بين (مدن) و(قري) السودان ، ولعلم أيضاً أن (الحمير) الهائمة علي نفسها تفتك ب(الحواشات) المدعومة حكومياً بالمشروع الكبير أكثر من (حمير) الشمال كلها ولما إحتاج مناجاة الفريق (عابدين الطاهر) وإكتفي بمناجاة ربه و .. شد وركب من حوله ..!!
نصرالدين غطاس
Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]