دلالات فشل انقلاب البرهان الجبان
بشير عبدالقادر
18 November, 2021
18 November, 2021
أبشركم في هذا المقال بفشل الانقلاب فشلا ذريعا كاملا.
نعم يحق لي بنفس الرؤية المستبصرة والقدرة الاستشرافية التي حذرت فيها في خمسة عشر مقالا بان الانقلابيين يزحفون في ارتجاف للانقلاب على الشرعية الدستورية والانتقام من الشعب السوداني لأنه تحداهم وثار عليهم في سلمية كاملة واقتلع رؤوسهم الفاسدة.
رغم اني حذرت من تلك الجذور الخربة الباقية أي «الدولة العميقة" التي تحمل عدوى الفتنة والفساد والمؤامرات وكيف أنها لن تتوقف عن التآمر حتى تفرغ سمها الزعاف كاملا في حقد دفين على الشعب السوداني.
كانت اولى تلك المقالات التحذيرية بعنوان "استبدت الحركة الإسلامية بالحكم 30 عاما ولن تصبر على المدنية 30 شهرا" في 21/10/ 2019م؛ ومن اواخر تلك المقالات جاء مقال بعنوان "البرهان المرضان بكرسي السلطة و الكباشي راس الفتنة" في تاريخ23/09/2021م
ان الاطلاع على تلك المقالات ضمن اخري لمحللين سيأسين سودانيين او اجانب كان يكفي لتبين زحف الانقلابين، بل كان يكفي لمعرفة تاريخ الانقلاب باليوم والساعة ومازالت تلك المقالات صالحة لمعرفة عدم إمكانية نجاح أي انقلاب عسكري.
نعم يحق لي كذلك اليوم ؛ ان اكشف في صراحة "اللعب على المكشوف" للانقلابين حتمية فشل انقلابهم بل واحذرهم مما ينتظرهم من مصير أسيف يتقدمون نحوه في غباء كامل وهو يحمل هلاكهم!!!
قبل ان اتعرض للأسباب الخارجية والداخلية المتعلقة بها التي ستقود لحتمية فشل الانقلاب، دعوني اشهدكم بأن هذا الشعب وخاصة شبابه لا يمكن تحديهم وكسر ارادتهم، فهم قد اختاروا الثورة السلمية وخرجوا وسيخرجون بصدور عارية لمجابهة الرصاص الحي بل لمجابهة مدفعية محمولة على سيارات الدفع الرباعي؛ ناهيك عن التصدي للبنبان الذي أصبحت علبه لبعضهم مسبحة. هذا الإرادة الشعبية ستجبر العالم اجمع والقوى الكبرى للانصياع لها والقبول بخياراتها.
اذن بالنسبة للأسباب الخارجية و الداخلية المتعلقة بها؛ لذلك الفشل فهي ما يلي؛ ولعلنا نبدأ بتلك الخارجية لأنها هي التي ستقود لتفعيل الاسباب الداخلية فيما بعد.
من المعلوم للكل ان الجانب الاقتصادي أصبح اليوم من اهم الجوانب للاستمرار في الحكم. وفي حالة السودان الدولة الغنية بشعبها ومواردها والتي يعلم العالم اجمع بذلك الثراء ويحاول الحصول عليه بأرخص الأثمان عبر شراء ذمم الخونة وضعاف النفوس من ابناء السودان.
إذن توجد عدة دول اجنبية متصارعة حول الثروات السودانية وتشكل تلك الدول محاور متقاطعة لاقتسام تلك الثروات بنسب قد يتفقون او يختلفون عليها بينهم.
اذن أقرب محورين اقتصاديين ويشكلان الشريان الاساسي لحياة الانقلاب العسكري "درب الجلكوز" هما محوران عربيان مختلفان في الخطة الاستراتيجية والتكتيكية لمسيرة الانقلاب، فالمحوران يعلمان ان النصف الاعلى او الظاهر على السطح من الانقلاب هو العسكر والارزقية وان النصف "السفلي" المختبئ هو بقايا نظام الانقاذ المخلوع. وبينما يناصر أحد المحوران العربيان العسكر من ناحية تكتيكية ويناصر من ناحية استراتيجية بقايا نظام الانقاذ المخلوع وينفخ فيه الروح لعودته كحاضنة سياسية للانقلاب؛ تجعل من العسكر اداة طيعة في يدها لحمايتها وتنفيذ اوامرها.
نجد ان المحور العربي الثاني يناصر من ناحية تكتيكية بقايا نظام الانقاذ المخلوع لمساعدته في تثبيت أركان الانقلاب في الفترة الاولى ويناصر من ناحية استراتيجية العسكر وفقا للخطة "السيسية" مع تبييت النية لضرب بقايا نظام الانقاذ المخلوع اذا حاولوا تثبيت انفسهم!!!
الخلاصة ان المحوران العربيان لا يريدان تقديم مساعدة مالية ولوجستية وفنية قد تساعد في تقوية نصف الانقلاب الاخر غير المرغوب فيه وقضائه على نصفه المحبوب!!! ثم نجد داخل أحد المحوران العربيان دولة تناصر القوات النظامية السودانية ودولة تناصر المليشيات او قوات الدعم السريع والحركات المسلحة!!!
كذلك على مستوى محاور اعلى نجد تقاطع المصالح الامريكية والروسية والصينية مع مصالح محوري المستوى الأدنى.
اذن تقاطع المصالح الدولي سيؤدي لإشعال الغيرة والتنافس بين الاطراف الداخلية السودانية لكسب رضا المحاور القريبة والبعيدة واستحقاق الدعم المعنوي والمادي منها، مما سيشتعل الخلاف بين جميع المتآمرين في القوات النظامية وغير النظامية والمليشيات والحركات المسلحة مجدداً وبقايا نظام الانقاذ المخلوع؛ وكذلك بينهم وبين الشارع السوداني الذي قال كلمته واختار نظام الحكم المدني والتداول السلمي للسلطة.
كل تلك التقاطعات تجعل من المؤكد ان ينتهي انقلاب البرهان الجبان في غضون اسابيع او أشهر قلائل ويفر الانقلابيون الى دول المحاور التي يتآمرون نيابة عنها ويخونون السودان لصالحها؛ فلا نامت أعين الجبناء وخونة الاوطان.
مرة ثانية ان شباب الشعب السوداني قد اختار الدولة المدنية ودولة المؤسسات والتداول السلمي للسلطة؛ وسيناضل حتى يفرض ارادته ويحقق حلمه رغم أنوف العسكر والارزقية والخونة والعملاء ورغم أنوف كل المحاور القريبة والبعيدة.
أنشد الشاعر معد شيخون
"الأن سأرويها قصة
وسأحكي كل فصول النصر ..
قصة قوم عشقوا الأرض فدوها عمر ..
قصة شعب يسقي مراً .. ينبت صبر ..
..
أتظن بأن الناس جياع ؟؟
أخرجهم خبزاً أو سكر !!
الشعب يقوم بجرد حساب
قد خرج ويحمله الدفتر ..
قد خرجوا رفضاً للطغيان
رفضاً لسياسات العسكر ..
***
إن تقتلوني قد قتلتم واحداً ..
وألف سيكمل ذات المشوار ..
..
والله لن ننسي الوعد
والثورة لم تبدأ بعد ..
ويقيننا يمحوا الظنون
إن الشوارع لا تخون" .
wadrawda@hotmail.fr
نعم يحق لي بنفس الرؤية المستبصرة والقدرة الاستشرافية التي حذرت فيها في خمسة عشر مقالا بان الانقلابيين يزحفون في ارتجاف للانقلاب على الشرعية الدستورية والانتقام من الشعب السوداني لأنه تحداهم وثار عليهم في سلمية كاملة واقتلع رؤوسهم الفاسدة.
رغم اني حذرت من تلك الجذور الخربة الباقية أي «الدولة العميقة" التي تحمل عدوى الفتنة والفساد والمؤامرات وكيف أنها لن تتوقف عن التآمر حتى تفرغ سمها الزعاف كاملا في حقد دفين على الشعب السوداني.
كانت اولى تلك المقالات التحذيرية بعنوان "استبدت الحركة الإسلامية بالحكم 30 عاما ولن تصبر على المدنية 30 شهرا" في 21/10/ 2019م؛ ومن اواخر تلك المقالات جاء مقال بعنوان "البرهان المرضان بكرسي السلطة و الكباشي راس الفتنة" في تاريخ23/09/2021م
ان الاطلاع على تلك المقالات ضمن اخري لمحللين سيأسين سودانيين او اجانب كان يكفي لتبين زحف الانقلابين، بل كان يكفي لمعرفة تاريخ الانقلاب باليوم والساعة ومازالت تلك المقالات صالحة لمعرفة عدم إمكانية نجاح أي انقلاب عسكري.
نعم يحق لي كذلك اليوم ؛ ان اكشف في صراحة "اللعب على المكشوف" للانقلابين حتمية فشل انقلابهم بل واحذرهم مما ينتظرهم من مصير أسيف يتقدمون نحوه في غباء كامل وهو يحمل هلاكهم!!!
قبل ان اتعرض للأسباب الخارجية والداخلية المتعلقة بها التي ستقود لحتمية فشل الانقلاب، دعوني اشهدكم بأن هذا الشعب وخاصة شبابه لا يمكن تحديهم وكسر ارادتهم، فهم قد اختاروا الثورة السلمية وخرجوا وسيخرجون بصدور عارية لمجابهة الرصاص الحي بل لمجابهة مدفعية محمولة على سيارات الدفع الرباعي؛ ناهيك عن التصدي للبنبان الذي أصبحت علبه لبعضهم مسبحة. هذا الإرادة الشعبية ستجبر العالم اجمع والقوى الكبرى للانصياع لها والقبول بخياراتها.
اذن بالنسبة للأسباب الخارجية و الداخلية المتعلقة بها؛ لذلك الفشل فهي ما يلي؛ ولعلنا نبدأ بتلك الخارجية لأنها هي التي ستقود لتفعيل الاسباب الداخلية فيما بعد.
من المعلوم للكل ان الجانب الاقتصادي أصبح اليوم من اهم الجوانب للاستمرار في الحكم. وفي حالة السودان الدولة الغنية بشعبها ومواردها والتي يعلم العالم اجمع بذلك الثراء ويحاول الحصول عليه بأرخص الأثمان عبر شراء ذمم الخونة وضعاف النفوس من ابناء السودان.
إذن توجد عدة دول اجنبية متصارعة حول الثروات السودانية وتشكل تلك الدول محاور متقاطعة لاقتسام تلك الثروات بنسب قد يتفقون او يختلفون عليها بينهم.
اذن أقرب محورين اقتصاديين ويشكلان الشريان الاساسي لحياة الانقلاب العسكري "درب الجلكوز" هما محوران عربيان مختلفان في الخطة الاستراتيجية والتكتيكية لمسيرة الانقلاب، فالمحوران يعلمان ان النصف الاعلى او الظاهر على السطح من الانقلاب هو العسكر والارزقية وان النصف "السفلي" المختبئ هو بقايا نظام الانقاذ المخلوع. وبينما يناصر أحد المحوران العربيان العسكر من ناحية تكتيكية ويناصر من ناحية استراتيجية بقايا نظام الانقاذ المخلوع وينفخ فيه الروح لعودته كحاضنة سياسية للانقلاب؛ تجعل من العسكر اداة طيعة في يدها لحمايتها وتنفيذ اوامرها.
نجد ان المحور العربي الثاني يناصر من ناحية تكتيكية بقايا نظام الانقاذ المخلوع لمساعدته في تثبيت أركان الانقلاب في الفترة الاولى ويناصر من ناحية استراتيجية العسكر وفقا للخطة "السيسية" مع تبييت النية لضرب بقايا نظام الانقاذ المخلوع اذا حاولوا تثبيت انفسهم!!!
الخلاصة ان المحوران العربيان لا يريدان تقديم مساعدة مالية ولوجستية وفنية قد تساعد في تقوية نصف الانقلاب الاخر غير المرغوب فيه وقضائه على نصفه المحبوب!!! ثم نجد داخل أحد المحوران العربيان دولة تناصر القوات النظامية السودانية ودولة تناصر المليشيات او قوات الدعم السريع والحركات المسلحة!!!
كذلك على مستوى محاور اعلى نجد تقاطع المصالح الامريكية والروسية والصينية مع مصالح محوري المستوى الأدنى.
اذن تقاطع المصالح الدولي سيؤدي لإشعال الغيرة والتنافس بين الاطراف الداخلية السودانية لكسب رضا المحاور القريبة والبعيدة واستحقاق الدعم المعنوي والمادي منها، مما سيشتعل الخلاف بين جميع المتآمرين في القوات النظامية وغير النظامية والمليشيات والحركات المسلحة مجدداً وبقايا نظام الانقاذ المخلوع؛ وكذلك بينهم وبين الشارع السوداني الذي قال كلمته واختار نظام الحكم المدني والتداول السلمي للسلطة.
كل تلك التقاطعات تجعل من المؤكد ان ينتهي انقلاب البرهان الجبان في غضون اسابيع او أشهر قلائل ويفر الانقلابيون الى دول المحاور التي يتآمرون نيابة عنها ويخونون السودان لصالحها؛ فلا نامت أعين الجبناء وخونة الاوطان.
مرة ثانية ان شباب الشعب السوداني قد اختار الدولة المدنية ودولة المؤسسات والتداول السلمي للسلطة؛ وسيناضل حتى يفرض ارادته ويحقق حلمه رغم أنوف العسكر والارزقية والخونة والعملاء ورغم أنوف كل المحاور القريبة والبعيدة.
أنشد الشاعر معد شيخون
"الأن سأرويها قصة
وسأحكي كل فصول النصر ..
قصة قوم عشقوا الأرض فدوها عمر ..
قصة شعب يسقي مراً .. ينبت صبر ..
..
أتظن بأن الناس جياع ؟؟
أخرجهم خبزاً أو سكر !!
الشعب يقوم بجرد حساب
قد خرج ويحمله الدفتر ..
قد خرجوا رفضاً للطغيان
رفضاً لسياسات العسكر ..
***
إن تقتلوني قد قتلتم واحداً ..
وألف سيكمل ذات المشوار ..
..
والله لن ننسي الوعد
والثورة لم تبدأ بعد ..
ويقيننا يمحوا الظنون
إن الشوارع لا تخون" .
wadrawda@hotmail.fr