دموع مأمون!!
1 March, 2021
faldaw@hotmail.com
طفرت من عيني دمعة وأعقبتها زفرة حَرَّى حتى شعرت بمرارتها وحرقتها تنهش حلقي كأنها العلقم. ولا أظن أنني وحدي، بل من المؤكد قد شاركني الشعور نفسه كل من شاهد البروفسير مأمون محمد حسين يغالب دموعاً كظمت الغضب في جوفه حتى أصبح لا يقوى على الكلام. كان البروفسير الثمانيني يسرد مأساة تعرَّض لها قبل أكثر من ثلاثين عاماً على يد زبانية الحركة الإسلامية فيما سُمي (بيوت الأشباح) وللدقة لم تنهمر دموعه عندما كان يسرد تجربته الخاصة رغم مرارتها وقسوتها، ولكنها انسكبت حينما تعرَّض لسيرة الشاب الوديع مجدي محجوب محمد أحمد الذي كان يشاركه (الزنزانة) وتعرَّف عليه لبضع أيام فقط قبل أن يغتالوه بتهمة أصبحت دينهم في ما بعد وكعبتهم التي يطوفون حولها آناء الليل وأطراف النهار. ليس ذلك فحسب فذات التهمة أصبحت خاتمة بلايا ورزايا الرئيس المخلوع، الذي جعل من مقر سكنه في القيادة العامة (مصنع الرجال وعرين الأبطال) مكاناً للسمسرة في الدولارات مع المدعو طارق سر الختم. فما أبأس السيرة وما أخزى الحركة الإسلامية التي يمثلها هؤلاء وثالثهم عبد الحي يوسف الباسط ذراعيه بالوصيد في تركيا!
(2)
جاء ذلك المشهد المؤلم في برنامج بعنوان (بيوت الأشباح) بثَّ من القناة القومية، كان البروفسير مأمون يحكي عن ما تعرَّض له عقب الانقلاب المشئوم. يومذاك كانت نقابة الأطباء قد تصدرت النشاط السياسي المعارض للنظام، وبناءً عليه قررت إعلان إضراب عام في نوفمبر 1989م بحيث يشمل كل أطباء السودان. فارتبكت أركان الحركة الإسلامية التي كانت تتستر وراء المجلس العسكري، وبدأت أجهزتها الأمنية حملة اعتقالات باطشة أسفرت فيها عن وجهها الأيديولوجي القبيح. وعلى الرغم من مضي أكثر من ثلاثة عقود زمنية لم يزل بروفسير مأمون يستشعر مرارتها كأنها حدثت للتو، وكان حينها في العقد الخامس من عمره، ويشغل موقع نائب نقيب الأطباء إلى جانب مهنته الإنسانية
المعروفة كأخصائي نساء وتوليد. سرد ما تعرض له من ممارسات شيطانية بتفاصيل دقيقة منذ لحظة اقتياده معصوب العينين إلى البيت المذكور، حيث ظلَّ يتعرض للضرب المبرح والإهانات الجارحة بألفاظ مقذعة لم تراع ديناً سماوياً ولا عُرفاً دنيوياً، واستمر ذلك على مدى أكثر من شهر، وبعده يُحكم عليه بالإعدام ويُنقل لسجن كوبر، لاستكمال التعذيب النفسي جراء الحكم الجائر!
(3)
كان التعذيب الذي تعددت أشكاله وجبة يومية، زجوا به في (حمام) يضم 14 معتقلاً من السياسيين والنقابيين، وحتى لا ينعموا بمتعة ورفاهية ذلك الحمام أغرقوه بالمياه الآسنة ذات الرائحة الكريهة، ولم يكن ذاك أمر بذي بال في خُلد المعتقلين الذين استسلموا لقدرهم. وروى مأمون أنهم عثروا في ذلك الحمام على مصحف فشرعوا يرتلونه بالتناوب. لكن ذلك لم يعجب جلاوزة الحركة الإسلامية، فطلبوا منهم الكف عن ذلك، وعمد أحدهم إلى إطفاء الإضاءة، ولكنه لسبب ما أعادها وهو يتأفف قائلاً (خلاص شوفوا الله بتاعكم ده) ومن المفارقات العجيبة التي طافت بذهني أثناء مشاهدة مقطع مصور للسجين عبد الرحيم محمد حسين وهو يشكو للقاضي عدم قدرته على استخدام (دورة مياه) سجن كوبر بحكم السن والمرض كما قال، في حين زجوا بأربعة عشر معتقلاً في (حمام) نتن، لم يتأفف هؤلاء الضحايا ولم يظهروا أي نوع من الشكوى أو التذمر، لأنهم يوقنون – على نقيض الجلاد - بأنه (إن لم يكن من الموت بدٌ/ فمن العار أن تموت جباناً) كما قال المتنبي!
(4)
تزامنت مأساة مأمون مع تجربة بروفسير فاروق محمد إبراهيم الأستاذ بجامعة الخرطوم/ كلية العلوم، والذين يعرفون فاروقاً يعلمون أنه إلى جانب علمه الغزير وثقافته الموسوعية، ومواقفه المبدئية، فهو يتمتع بأدب جم لو قُسِّم على البشرية كلها لما شكا أحدٌ منها نقصاً في أخلاقه. تعرَّض فاروق لنفس وسائل التعذيب المتعددة التي تعرَّض لها الآخرون. باختلاف جوهري مع تجربته، ذلك أن أحد الذين شاركوا في تعذيبه هو نافع علي نافع، الذي كان تلميذه في الجامعة، وأصبح زميله في ذات الجامعة كعضو في هيئة التدريس. فهل هناك ما هو أشق على المرء من تناقض كهذا، ضحيته المُعلِّم الذي تبارى الشعراء والكُتَّاب في وضعه في مصاف الرُسل!
(5)
نُقل بروفسير مأمون إلى سجن كوبر ووُضِع في زنزانة ملتصقة مع (المشنقة) في قسم (الشرقيات) المخصص للمحكومين بالإعدام. حيث شارك الشاب الوديع مجدي محجوب وآخر اسمه علي المريود، وكلاهما حُكما بالإعدام في فرية متاجرة بالعملة الأجنبية. وعندما بدأ مأمون يحكي عن مجدي، بدأ صوته يتهدج ولم يقو على الكلام وراح في نوبة متواصلة من البكاء الصامت والحارق، وازداد المشهد مأساوية عندما شرع يتحدث عن اللحظات التي سبقت إعدام مجدي، وقال إنه نادى عليهما وهو في طريقه للموت: (مأمون.. مريود شدوا حيلكم). الواقع أن يصدر النُصح من يافع ماضٍ إلى الموت لا شك أنه جعل فرضية الموت والحياة تتساويان في نظر مأمون، والذي ظلَّ قابعاً في السجن في انتظار قدره. ولم ينقذه سوى تدخل منظمات ورؤساء دول وخافيير بيريز ديكويلار الأمين العام للأمم المتحدة!
(6)
سقط الإسلاميون من الحكم ولكن الأهم أنهم سقطوا سقوطاً أخلاقياً مُدوياً، سيظل محفوراً في ذاكرة السودانيين يتوارثونه جيلٌ بعد جيل. فقد كانت تلك تجربة مليئة بالمحن والإحن ولن تندثر حتى لو طوى التاريخ كتابه بعد ألف عام. فعلى مستوى السلطة تميزت تلك التجربة البغيضة عما سواها من تجارب أنظمة ديكتاتورية بأن شرورها التي انداحت لم تستثن أحداً إلا من والاها داخل وخارج السودان. فالتعذيب لم يترك شاردة ولا واردة إلا وطُبقت بصورة جبَّت مبتدعها. والتقتيل مارسوا فيه ما عجز الفاشستيون عن فعله، والموت طال الأفراد والجماعات حتى ضرب رقماً قياسياً في سجل الخزي والعار. إذ لم يبق شبرٌ في السودان لم ترق فيه الدماء، وكان ذلك تطبيقاً فاضحاً للأيدولوجيا التي نهلت منها الدولة الأموية والعباسية والعثمانية وطال كل أدرانها!
(7)
على المستوى الشخصي يقشعر بدني كلما جاءت سيرة التعذيب، بالرغم من أنني لم أشهد عملياً النمط الذي برع فيه جلاوزة الحركة الإسلامية، ولكنني شهدته نظرياً وترك في نفسي ذات الألم الذي يتركه الأثر العملي. ففي أثناء إعدادي لكتبي الثلاثة الأخيرة التي تتحدث عن ممارسات الأجهزة الأمنية (الخندق/ الطاعون/ بيت العنكبوت) كانت فرائصي ترتعد رُعباً من وقائع ما توثق على لسان الضحايا ونقلاً عن مصادر الجلادين. وأثناء الإعداد كانت تنتابني حالات من الأرق المزمن، وأجد نفسي ميالاً
للانطواء والصمت، وتعاف نفسي الطعام والشراب، وتكثر ظاهرة الحديث أثناء النوم والذي تتخلله هلاويس وخزعبلات Nightmare ويستمر الحال على ذاك المنوال لفترة قد تطول وقد تقصر!
لم تكن ممارسات الحركة الإسلامية تلك خبط عشواء وإنما عمل ممنهج ببرنامج واضح، اتخذت فيه من التخويف والترهيب والترعيب والتعذيب والتهجير وسيلة لترسيخه، وبعد كل هذا يأتيك انتهازي يدعو لطي هذه الصفحة، ونحن نقول لن ينصلح حال أهل السودان إلا بطي صفحة هؤلاء الأبالسة!
آخر الكلام: لابد من المحاسبة والديمقراطية وإن طال السفر!
طفرت من عيني دمعة وأعقبتها زفرة حَرَّى حتى شعرت بمرارتها وحرقتها تنهش حلقي كأنها العلقم. ولا أظن أنني وحدي، بل من المؤكد قد شاركني الشعور نفسه كل من شاهد البروفسير مأمون محمد حسين يغالب دموعاً كظمت الغضب في جوفه حتى أصبح لا يقوى على الكلام. كان البروفسير الثمانيني يسرد مأساة تعرَّض لها قبل أكثر من ثلاثين عاماً على يد زبانية الحركة الإسلامية فيما سُمي (بيوت الأشباح) وللدقة لم تنهمر دموعه عندما كان يسرد تجربته الخاصة رغم مرارتها وقسوتها، ولكنها انسكبت حينما تعرَّض لسيرة الشاب الوديع مجدي محجوب محمد أحمد الذي كان يشاركه (الزنزانة) وتعرَّف عليه لبضع أيام فقط قبل أن يغتالوه بتهمة أصبحت دينهم في ما بعد وكعبتهم التي يطوفون حولها آناء الليل وأطراف النهار. ليس ذلك فحسب فذات التهمة أصبحت خاتمة بلايا ورزايا الرئيس المخلوع، الذي جعل من مقر سكنه في القيادة العامة (مصنع الرجال وعرين الأبطال) مكاناً للسمسرة في الدولارات مع المدعو طارق سر الختم. فما أبأس السيرة وما أخزى الحركة الإسلامية التي يمثلها هؤلاء وثالثهم عبد الحي يوسف الباسط ذراعيه بالوصيد في تركيا!
(2)
جاء ذلك المشهد المؤلم في برنامج بعنوان (بيوت الأشباح) بثَّ من القناة القومية، كان البروفسير مأمون يحكي عن ما تعرَّض له عقب الانقلاب المشئوم. يومذاك كانت نقابة الأطباء قد تصدرت النشاط السياسي المعارض للنظام، وبناءً عليه قررت إعلان إضراب عام في نوفمبر 1989م بحيث يشمل كل أطباء السودان. فارتبكت أركان الحركة الإسلامية التي كانت تتستر وراء المجلس العسكري، وبدأت أجهزتها الأمنية حملة اعتقالات باطشة أسفرت فيها عن وجهها الأيديولوجي القبيح. وعلى الرغم من مضي أكثر من ثلاثة عقود زمنية لم يزل بروفسير مأمون يستشعر مرارتها كأنها حدثت للتو، وكان حينها في العقد الخامس من عمره، ويشغل موقع نائب نقيب الأطباء إلى جانب مهنته الإنسانية
المعروفة كأخصائي نساء وتوليد. سرد ما تعرض له من ممارسات شيطانية بتفاصيل دقيقة منذ لحظة اقتياده معصوب العينين إلى البيت المذكور، حيث ظلَّ يتعرض للضرب المبرح والإهانات الجارحة بألفاظ مقذعة لم تراع ديناً سماوياً ولا عُرفاً دنيوياً، واستمر ذلك على مدى أكثر من شهر، وبعده يُحكم عليه بالإعدام ويُنقل لسجن كوبر، لاستكمال التعذيب النفسي جراء الحكم الجائر!
(3)
كان التعذيب الذي تعددت أشكاله وجبة يومية، زجوا به في (حمام) يضم 14 معتقلاً من السياسيين والنقابيين، وحتى لا ينعموا بمتعة ورفاهية ذلك الحمام أغرقوه بالمياه الآسنة ذات الرائحة الكريهة، ولم يكن ذاك أمر بذي بال في خُلد المعتقلين الذين استسلموا لقدرهم. وروى مأمون أنهم عثروا في ذلك الحمام على مصحف فشرعوا يرتلونه بالتناوب. لكن ذلك لم يعجب جلاوزة الحركة الإسلامية، فطلبوا منهم الكف عن ذلك، وعمد أحدهم إلى إطفاء الإضاءة، ولكنه لسبب ما أعادها وهو يتأفف قائلاً (خلاص شوفوا الله بتاعكم ده) ومن المفارقات العجيبة التي طافت بذهني أثناء مشاهدة مقطع مصور للسجين عبد الرحيم محمد حسين وهو يشكو للقاضي عدم قدرته على استخدام (دورة مياه) سجن كوبر بحكم السن والمرض كما قال، في حين زجوا بأربعة عشر معتقلاً في (حمام) نتن، لم يتأفف هؤلاء الضحايا ولم يظهروا أي نوع من الشكوى أو التذمر، لأنهم يوقنون – على نقيض الجلاد - بأنه (إن لم يكن من الموت بدٌ/ فمن العار أن تموت جباناً) كما قال المتنبي!
(4)
تزامنت مأساة مأمون مع تجربة بروفسير فاروق محمد إبراهيم الأستاذ بجامعة الخرطوم/ كلية العلوم، والذين يعرفون فاروقاً يعلمون أنه إلى جانب علمه الغزير وثقافته الموسوعية، ومواقفه المبدئية، فهو يتمتع بأدب جم لو قُسِّم على البشرية كلها لما شكا أحدٌ منها نقصاً في أخلاقه. تعرَّض فاروق لنفس وسائل التعذيب المتعددة التي تعرَّض لها الآخرون. باختلاف جوهري مع تجربته، ذلك أن أحد الذين شاركوا في تعذيبه هو نافع علي نافع، الذي كان تلميذه في الجامعة، وأصبح زميله في ذات الجامعة كعضو في هيئة التدريس. فهل هناك ما هو أشق على المرء من تناقض كهذا، ضحيته المُعلِّم الذي تبارى الشعراء والكُتَّاب في وضعه في مصاف الرُسل!
(5)
نُقل بروفسير مأمون إلى سجن كوبر ووُضِع في زنزانة ملتصقة مع (المشنقة) في قسم (الشرقيات) المخصص للمحكومين بالإعدام. حيث شارك الشاب الوديع مجدي محجوب وآخر اسمه علي المريود، وكلاهما حُكما بالإعدام في فرية متاجرة بالعملة الأجنبية. وعندما بدأ مأمون يحكي عن مجدي، بدأ صوته يتهدج ولم يقو على الكلام وراح في نوبة متواصلة من البكاء الصامت والحارق، وازداد المشهد مأساوية عندما شرع يتحدث عن اللحظات التي سبقت إعدام مجدي، وقال إنه نادى عليهما وهو في طريقه للموت: (مأمون.. مريود شدوا حيلكم). الواقع أن يصدر النُصح من يافع ماضٍ إلى الموت لا شك أنه جعل فرضية الموت والحياة تتساويان في نظر مأمون، والذي ظلَّ قابعاً في السجن في انتظار قدره. ولم ينقذه سوى تدخل منظمات ورؤساء دول وخافيير بيريز ديكويلار الأمين العام للأمم المتحدة!
(6)
سقط الإسلاميون من الحكم ولكن الأهم أنهم سقطوا سقوطاً أخلاقياً مُدوياً، سيظل محفوراً في ذاكرة السودانيين يتوارثونه جيلٌ بعد جيل. فقد كانت تلك تجربة مليئة بالمحن والإحن ولن تندثر حتى لو طوى التاريخ كتابه بعد ألف عام. فعلى مستوى السلطة تميزت تلك التجربة البغيضة عما سواها من تجارب أنظمة ديكتاتورية بأن شرورها التي انداحت لم تستثن أحداً إلا من والاها داخل وخارج السودان. فالتعذيب لم يترك شاردة ولا واردة إلا وطُبقت بصورة جبَّت مبتدعها. والتقتيل مارسوا فيه ما عجز الفاشستيون عن فعله، والموت طال الأفراد والجماعات حتى ضرب رقماً قياسياً في سجل الخزي والعار. إذ لم يبق شبرٌ في السودان لم ترق فيه الدماء، وكان ذلك تطبيقاً فاضحاً للأيدولوجيا التي نهلت منها الدولة الأموية والعباسية والعثمانية وطال كل أدرانها!
(7)
على المستوى الشخصي يقشعر بدني كلما جاءت سيرة التعذيب، بالرغم من أنني لم أشهد عملياً النمط الذي برع فيه جلاوزة الحركة الإسلامية، ولكنني شهدته نظرياً وترك في نفسي ذات الألم الذي يتركه الأثر العملي. ففي أثناء إعدادي لكتبي الثلاثة الأخيرة التي تتحدث عن ممارسات الأجهزة الأمنية (الخندق/ الطاعون/ بيت العنكبوت) كانت فرائصي ترتعد رُعباً من وقائع ما توثق على لسان الضحايا ونقلاً عن مصادر الجلادين. وأثناء الإعداد كانت تنتابني حالات من الأرق المزمن، وأجد نفسي ميالاً
للانطواء والصمت، وتعاف نفسي الطعام والشراب، وتكثر ظاهرة الحديث أثناء النوم والذي تتخلله هلاويس وخزعبلات Nightmare ويستمر الحال على ذاك المنوال لفترة قد تطول وقد تقصر!
لم تكن ممارسات الحركة الإسلامية تلك خبط عشواء وإنما عمل ممنهج ببرنامج واضح، اتخذت فيه من التخويف والترهيب والترعيب والتعذيب والتهجير وسيلة لترسيخه، وبعد كل هذا يأتيك انتهازي يدعو لطي هذه الصفحة، ونحن نقول لن ينصلح حال أهل السودان إلا بطي صفحة هؤلاء الأبالسة!
آخر الكلام: لابد من المحاسبة والديمقراطية وإن طال السفر!