دولة الإسلاميين وإفتآت العلمانيين !! … بقلم: نصر الدين غطاس
الأمام الشهيد (حسن البنا) هو من جدد دين الله بعد حالة موات إكتنفته .. فقد جاء الرجل بدعوته عقب هزائم كثيرة إجتاحت الأمة الإسلامية ، وليس أقلها تلك التي عضضت وضيع اليد ليهود علي مسري رسول الله صلي الله عليه وسلم ومهبط الوحي وأرض الرسالات .. بيت المقدس ..!! ، في مثل تلك الأوضاع الخائرة الخانقة .. برز إسم الإمام الشهيد فيما بعد (حسن البنا) ، وهل من يقدم برنامجاً رفع به همماً قد ماتت وروح قد خارت وليس من أمل لإحيائها .. غير أن يكتب له ربه شهادةً تغنيه من سؤال القبر وفتنة المسيح الدجال ..؟! ، غير أن صديقي الذي لم أره حتي هذه اللحظة .. بيد أننا نتعارف جيداً ، الرجل (عادل) الذي إتخذ من بعض مدن الغمام الأوروبية مكاناً للإقامة يحدث بحديث لا يليق برجل بقامة ذلك الأمام الشهيد ، غير أني أعذر الرجل .. فهو قد أدخل نفسه في غيوم ثلاث ، منها تلك الغيوم التي ظللت قلبه وفؤاده منذ ان كان طالباً .. حين أعرض عن مدارسة كتب السير والأصول بديننا .. فلم يعد يفرق بين شهادة شهادة (حسن البنا) و(أمية بن خلف) ، ولا يعرف معايير الشهادة نفسها ما هي .. هل كل من يموت من أجل فكرته هو شهيد .. سواء كانت تلك الفكرة (بائرة) و(خائرة) و(ضالة) و(مضلة) أو كانت تنطق بكلام الله تعالي ..؟! ، غير إننا نقول للأخ (عادل) الذي إتخذ من تلك البلاد المنخفضة مكاناً يطلق منه أنفاسه السامة .. بأن ثمة وقتاً يسمح بتعريفك بتلك الفوارق بين شهيد و .. شهيد ليس له منها إلا الكلمة فقط وليس له من مترتباتها شئ ..!! ، ونقول له : أن من يدعو لكتاب ربه هو بالضرورة أبعد وأنقي من كلمات الإسفاف تلك التي أطلقتها بحق رجل (أمة) و(شهيد) ، وقطعاً أن الله سائلك مما قلته بحق رجل في قامة الشهيد (حسن البنا) وبحق حركته تلك التي جاءت بعد مأئة عام من آخر مجدد لديننا ..!! ، وهو ما يتسق مع منطوق الحديث الشريف (يأتي علي رأس كل مأئة عام من يجدد لهذه الامه أمر دينها) ..!! ، و .. عادل تحدث عن مفردات كثيرة أطلقها أهل اليسار لعلها تضعف من قبضة الإسلاميين الذسين إمتطوا صحوة السياسة لتطويها لربهم ، فقذف في وجههم مثل ما يفعل اليسار الضعيف البنيان والمنهك القوة ، ولكن لنسأله وليقل لنا بربه .. من هم (القتلة) و(مصاصي الدماء) ومشيدي (بيوت الأشباح) ومن هم الذين تناصرهم أنت بقولك هذا وإفتآتك علي هؤلاء المصلين المتبتلين ..؟! ، رسولنا قال (إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فأشهدوا له بالإيمان) .. هكذا هو أمر رسولنا لنا ، لا أن نقايس أعمالهم وفق هوي نفوسنا الذي واضح إنه (أي عادل) يبنيه علي خلفية سابقة له مع هذه المجموعة الداعية لدين ربها .. وهل ذات الموقف ياتري هو الذي دعاه لكي يمد أعدائه حتي الإمام (حسن البنا) وهو بين يدي الله ..؟! ، أتدري أن (حسناً) هذا قتلته تلك الأيدي التي لم تمس (وضوءاً) ولا (صعيداً طاهراً) يوماً في حياتها ..؟! ، يومها خرج من بيته متوضئاً تقطر منه مياهه الطاهره وهو يسير نحو صلاة الفجر بشارع الملكة (ناظلي) .. تصور إنه في مثل ذلك الوقت وهو بتلك الهيئة .. قتله هؤلاء ..!! ، أنت تقول قتل شر قتله ونحن نقول أن هؤلاء (الأغبياء الخنازير) أهدوه (شهادة) تعتق رقبته من حساب الآخره و(شهادة) له عليهم .. أؤلئك المحادين لله ورسوله ..!! ، (عادل) ذكر أن الشهيد الإمام (حسن البنا) وصف جماعته بأنهم لا أخوان ولا مسلمين ، وأقول له إن كان قد قال ذلك بالفعل .. فالرجل نشهد له ب(الفقه) و(العلم) وبقوله ذاك يستحق أن يتبع دعوته كل ذلك العدد من الناس وبجميع دول العالم ، الذين إن ظهر منهم أحد ترتعد لهم أوصال الجميع منهم .. مهابةً لهم تبهر خصومهم ومنهم (عادل) .. وهو هناك في (روتردام) بلد الضباب والغيوم ..!! ، وعداله علم الرجل وفقهه تكمن في أنه في ذلك الوقت لا قدرة ولا قوة لكي يواجه بها هؤلاء (الخنازير) فإن يرد بمثل ما ذكر (عادل) ، يكن عالماً لا يشق له غبار ..!! ، فقد فعلها من قبل الصحابي الجليل (عمار بن ياسر) حينما حاصرة (أصحاب عادل) السالفين وإستكرهوه علي قول ما لايليق بحق الرسول الكريم وفعل .. بيد أن الرسول الكريم (ص) طمأنه علي عدم إثمه ، فنزلت الآية الكريمة معضضة لذلك الموقف (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) ..!! ، هل سمع هؤلاء ومنهم (عادل) بهذه الآية ..؟! ، ولكن يا (عادل) قل لي من أنت ..؟! ، حتي أستطيع أن أتحدث معك ، وهل حديثك عن (الصوفية) هو حقيقي أم هو (مكاء وتصدية) ..؟! ، وهل أنت بالفعل (صوفي) ومريد ولك طريقة تتبعها وشيخ أنت له حوار ومريد ..؟! ، أنا أشك في ذلك الإنتماء إن كنت أدعيته ، الصوفية لم يكرهون يوماً (الاخوان المسلمين) بمثل ما تفعل أنت الآن ، فقد كان هؤلاء الإخوان في أيام خلت هو من ناصروا الصوفية في وجه (تكفير) أنصار السنة لهم وتبيين صحة معتقدهم الخالي من (الشركيات) غير أنهم لم يدافعوا يوماً عن أصحاب (الكفريات) ..!! ، فقط قل لنا من أنت يا رجل وفي أي مدرسة حزبية عشت وترعرعت .. فقط لكي نستطيع الحديث وفق المنطوق الغربي اللبرالي كما تقولون ، أليست هذه مطالبكم ..؟؟! ، أما عن تساؤلك عن الفنانين (الإسلاميين) ، أقول لك هم موجودين ولكن بطريقة لن تستسيغها أنت ، فقد أخذت أذناك علي أدب (الهشك بشك) ..!! ، أما أن تسمع أدباً مأخوذاً من السنة المطهرة .. لا أعتقد إنك ستفهمه أو تستمع إليه من أصله ..!! ، أما التشكيليين والخطاطين والشعراء .. فهم كثر ، فكونك لم تسمع بهم فذلك لن ينقص من شاعريتهم شيئاً ، ربما لم يسمح لك وقتك المحصور بين أشعار (سنمسح بحد السيف حد اللحية) و(بيك يا مايو يا سيف الفدا المسلول نشق أعداءنا عرض وطول) من الإستماع لأدب مختلف .. يدعو للفضيلة ومكارم الأخلاق ، ولكنك قطعاً لم تسمع القصيدة التي فازت بعشر جوائز دولية للشاعر (محمد الفاتح) .. (إني أتطلع لإمرأةً نخله) ولم تستمع للشاعر (صديق المجتبي) وللشاعرة (روضه الحاج) و للشاعر (إمام علي الشيخ) .. و .. و .. هم كثيرين جداً ..!! ، يقولون شعراً رصيناً لا يخرج عن جادة الطريق ولا يدعو لغير الخلق الجميل والحسن وما تعارف عليه مجتمعنا ، كما إنك لم تسمع بالتشكيلي العالمي المرحوم البروفسير (أحمد عبدالعال) صاحب مدرسة (الواحد) الأحد ..!!
نصرالدين غطاس
Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]