د. حامد التجانى: الأولى أن يستثمر المجهود الذي يبذل في قضية البشير لخدمة أهل دارفور ….. المهدي رصيده السياسي تآكل في دارفور ، والميرغني دوره لا يسمن ولا يغنى من جوع
حوار مع الدكتور حامد التجانى على
بروفسور مساعد بشعبة ادارة الاعمال بالجامعة الامريكية بالقاهرة
الأولى أن يستثمر المجهود الذي يبذل في قضية البشير لخدمة أهل دارفور
أتوقع أن تزداد العلاقات السودانية الأمريكية سوءا في المرحلة القادمة
الصادق المهدي رصيده السياسي قد تآكل في دارفور ، فلا يمكن الاستعانة به في خلق مبادرة
محمد عثمان الميرغني، دوره في دارفور لا يسمن ولا يغنى من جوع
حوار سحر رجب
الدكتور حامد التجانى على، استاذ بالجامعة الامريكية وهو بروفسور مساعد بشعبة ادارة الاعمال، من مواليد الفاشر ، حيث اكمل دراسة جميع المراحل التعليمية الاولية هناك، وتخرج من كلية الاقنصاد بجامعة الخرطوم ، فى عام 1988، ثم هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية حيث نال درجة الماجستير والدكنوراه بجامعة ولاية تكساس، وبعد التخرج عمل كاستاذ فى جامعة الولاية، وكذلك بجامعة جنوب ماسوشتس، كما عمل كمراجع بالحكومة الفدرالية الامريكية .
- حضر الى القاهرة منذ ثلاثة اشهر وعمل بسلك التدريس بالجامعة الامريكية بالقاهرة.وقد قام مؤخرا بالاعداد لمؤتمر تنمية دارفور برعاية من جامعة كولومبيا والجامعة الامريكية.حول توصيات هذا المؤتمر والمستجدات فى قضية دارفور كان لنا معه هذا الحوار:-
* ماهى اهم التوصيات التى خرجتم بها من مؤتمر تنمية دارفور الاخير الذى عقد بالجامعة الامريكية؟
** هذا المؤتمر خرج بعدة توصيات من اهمها :- تكوين سكرتارية تشرف على الاعداد لمؤتمر قادم بفعاليات اكبر،وتقوم بتحديد موعد لانعقاد هذا المؤتمر المرتقب،ودعوة كل المختصين والخبراء فى مجالات جوهرية مثل : الزراعة، الطاقة، الرعى، التعليم، الكهرباء، الصحة، التعليم والمراة.وقد تم اختيار هذا الجسم باالاجماع لوضع الشخص المناسب فى المكان المناسب . وكذلك تكوين لجان متخصصة فى كل هذه المجالات، من ابناء دارفور خارج وداخل السودان والسودانيين عموما ومن يشارك من الاجانب.وذلك لوضع خطوط عريضة حول هذه المسائل، وكذلك استيعاب طاقات جديدة من ابناء دارفور والسودان عموما فى مجال العمل الاجتماعى والتنموى للمنطقة، وكذلك يتم الاتصال والتنسيق مع حكومة السودان لتكون على الاقل على دراية بهذه القضايا.
- كما اوصى المؤتمر بالاهتمام بقضايا المراة ،واجمع على انها محور اساسى من محاور قضية دارفور، حيث عانت الكثير من جراء هذه الحرب، ومشاركتها بهذه اللجان ،وفتح الابواب امامها كى تدلى برايها فى حلول هذه القضية الجوهرية ،بعد المعاناة التى تعرضت لها خلال الخمس سنوات من شتى انواع العذابات ،وبالفعل شارك عدد من نساء دارفور فى هذا المؤتمر.
* هل تم تنسيق بينكم وبين الشخصيات (الدارفورية) ذات الثقل السياسى خلال هذا المؤتمر ؟
** بالفعل ضم المؤتمر اكثر من اربعين خبير ومتخصص فى شتى المجالات، على سبيل المثال: الدكتورمحمد ابراهيم دريج،كواحد من ابناء دارفور، وكذلك دكتور التجانى السيسى،والى اقليم غرب دارفور، وقد حضر من اديس ابابا حيث يعمل فى الامم المتحدة هناك، ويوسف تكنه، وزير الزراعة السابق والذى يعمل حاليا وزيرا للتعاون والتجارة بحكومة السودان.والدكتور عبدالرحمن دوسة. وغيرهم. وقد ضم المؤتمر كوادر مؤهلة ومتخصصة لها رؤية واضحة حول المساهمة فى حل الازمة.
* من اين جاء تمويل هذا المؤتمر؟
** تمت اقامة هذا المؤتمر بالجهد الذاتى ، وقد دفعت تكلفة جزء كبير من الاتصالات على نفقتى الخاصة، اما السكن والاعاشة والتذاكر، فقد تكفلت به جامعة كولومبيا.وقد اقيم المؤتمر بتكلفة ذهيدة مقارنة بمثل هذه المؤتمرات التى تقيمها الحكومات او حكومة السودان.
* ماهو تقييمكم للمؤتمر؟
** اعتقد انه مؤتمر جيد ، وكان فيه نقاش واعى جدا لمشاكل دارفور. وقد شهد بذلك حتى الاجانب من امريكان وغيرهم شهدوا بذلك، من حيث القدر الكبيرمن المسئولية والتفكير المنظم والكودار المؤهلة وكذلك اصغاء الحضور لبعضهم البعض، حيث جمع اللقاء بين التوافق والجو الودى .
* وماذا عن التصعيد فى موقف المحكمة الجنائية الدولية هذه الأيام بشأن استدعاء الرئيس البشير للمحاكمة ؟
** ارى ان الناس تسخر جهدا اكثر من اللازم فى قضية الرئيس البشير، ويجب ان يسير الناس فى لب القضية ويستثمر هذا الجهد فى مساعدة اهل دارفور ، وهذه الادلة التى قدمها اوكامبو تتعلق بادانة الرئيس البشير ومن الممكن رفضها او قبولها، وهو امر ليس له اهمية على قضية دارفور، حيث يموت الناس هناك يوميا بما فيهم النساء والاطفال ، وليس هناك نفس اغلى من نفس. والاولوية هى الحفاظ على السودان كدولة وعدم التضحية بابناء دارفور . والبلد اهم من ادانة الرئيس او تبرئته، ونحن لانصرف زمن فى هذا الامر ، وما يحدث ارى انه مشاكسة سياسية ليس الا.وارى انها قضية فى يد المحكمة. فى out of hand
* ما هو تقييمكم للعلاقات السودانية الامريكية فى الفترة القادمة؟
** اعتقد ان هذه العلاقات ستزداد سوءا فى المررحلة القادمة . وذلك لان حكومة اوباما لديها ايمان قاطع بان الابادة التى حدثت فى دارفور انتهاك لحقوق الانسان. وقد سبق ان ادان اوباما هذه الانتهاكات قبل وصوله للحكم.وكذلك نفس الرؤية لدى نائبه ( بايدن)، الذى يتفهم قضية دارفور بنفس الطريقة.
وهذه هى الادراة الامريكية الجديدة التى ستضع قضية دارفور فى اولوياتهم ، والحكومة السودانية بمواقفها تشد الخناق على نفسها بمرور الزمن، واذا لم تتم تغييرات جذرية من جانبها فى التعامل مع ازمة دارفور ، او سارت فى نفس الطريق الذى سلكته ابان حكم جورج بوش فهذه ستكون مشكلة عليها.
* ما ذا تنتظرون من المبادرة القطرية؟
** المبادرة القطرية حسب ماسمعت قد تكون ناتجة عن نوايا طيبة لايجاد حل للمشكلة من الحكومة القطرية ، وعن المكان ، افضل ان تتم مثل هذه المبادرات فى دولة اوربية ، لعدم وجود الضغوط المكثفة كما فى دول المنطقة.ولضمان الحياد.
* ايضا هناك مبادرة اهل السودان كمحاولة من جانب الحكومة السودانية فى طريق تخفيف الضغط الخارجى- وعلى راسه اتهامات المحكمة الدولية- وحل ازمة دارفور ؟
** اعتقد ان المهم فى المبادرة هو تفعيل الاجراءات ، خاصة ان قضية دارفور تختلف عن قضية جنوب السودان فى كونها قضية اقليم واحد،ولابد على الحكومة فى سبيل ابداء جديتها لحل الازمة ان تقوم باتخاذ قرارات مثل وقف المضايقات واطلاق سراح ابناء دارفور من السجون لان العنف يرد عليه بالعنف، لذا كان يجب ان تخرج مبادرة اهل بمقررات محددة وواضحة. كما انه لم يتم تنفيذ وقف اطلاق النار كما قرر فى المبادرة حيث لازالت المناوشات مستمرة. ان قضية دارفور الان على لسان كل انسان فى العالم ، فاصبحت الهم الشاغل للانساسية جمعا، ولايستطيع اى رئيس ان يقوم بتقرير اى شىء فى هذا الامر.وحتى السياسيين السودانين الذين شاركوا فى المبادرة ، امثال السيد الصادق المهدى ، فان رصيده السياسى قد تاكل فى دارفور ، فلا يمكن الاستعانة به فى خلق جسم او مبادرة ،والسيد الميرغنى، كذلك دوره لايسمن ولايغنى من جوع، وليس له اى وجود حاليا بدارفور. وهناك قوى جديدة فى دارفور يقدرها ابناء دارفور كثيرا ويثقون فيها اكثر من الشخصيات الموجودة بالخرطوم ، مثل الفريق ابراهيم سليمان، واحمد بابكر، وغيرهم.وهم يختلفون عمن يرددون فى ابواق الحكومة.
** هل يعتبر مؤتمر تنمية دارفور نواة لطرح مزيدا من ابعاد قضية دارفور فى منابر الجامعة الامريكية؟
** تعتبر الجامعة منبر لمناقشة جميع الاراء المتعلقة بقضية دارفور ، وارى ان هذه فرصة للعمل المزيد تجاه حل القضية. وما ينقص السودان هو طرح الاراء ومناقشتها والمجادلة من قبل المهتمين بقضايا السودان ودارفور. ونعتبر هذه المنابر مهمة جدا ، ونقدر عملها فى اى مكان كانت فيه.
* بعيدا عن عملك الاكاديمى اثناء تواجدك بامريكا، هل كانت لك مساهمات فى ابراز قضية دارفور؟
** كابن من ابناء دارفور لايمكننى تجاوز هذا الامر ، فالشىء الطبيعى ان نساهم فى خلق تنوير بالمشكلة وتقديم النصح ، فى اطار ظروف عملى فى الحكومة الفدرالية الامريكية ، كظرف يجعلنى اناى بنفسى عن العمل السياسى المباشر، ولكننا نقدم انصح وننتهز الفرص لطرح ابعاد قضية دارفور وكيفية حلها فى اكثر من منبر جامعة بامريكا.وباعتبارى فرد من اقليم دارفور ، فان هذا يضع على عاتقى مسئولية اخلاقية فى العمل على حل المشكلة رغم عدم انتمائى لاى حزب او منبر سياسى. وان قضية دارفور يجب ان تحل بطرق مختلفة عن طرق الحل التى سبق ان اقترحت ولم تؤدى لشىء.